لواقح المواسم، وأطراف المياسم (بالدراز لعروق الشجر)

على همهمة التقييم، وصهيل التقويم، لا تُرجح نواظرك لبعيدٍ، طالما الدوران في حلقات مُفرغةٍ صارت فضيلة في عوالم المصالح الوقتية، والفضائل المُستدامة بالتوسل..

سأنقل لكم مما سمعت بأُذني في عوالم الغرابة، والتي بات الأغلب يفهم مصالحه، ويبكي نوائحه، لغناء (مطاميط الحباصي والخرجية)!!

فقد كتبت ذات زمنٍ، ولعل القصة موجودة بالتأكيد في معجم سرد الذاكرة بالتثبيت لــ (ق. ق. ج)، والتي تدل على الفن السردي للقصة القصيرة جداً باسم "نظارة سوداء"

امتدحه طوال العام، وحين طلب الزيادة..

اتهمه بالتأخر يوم أمس!!

وعلى إثر ذلك سيكون المنوال، وما عليك إلا أن تُكثر الأوراق، وتُصلح الأبواق، وتُخصص أو تُصلح ربطة (الزفنة)، للمدائح وإيقاع (الرديح)!!

فأقول: (إذا المصاخن مخرومة ما يبرد قحف الغراش)..

وعلى رواية أُخرى: (خل) الحلف محله، طالما ( الدواشق) في بيتنا (مندوفة)!!

فقد صُعق العُمر ذات زمنٍ، وعلى وجه التحديد قبل عقدٍ ونصفٍ وزيادةٍ، حينما أغدق هذا على ذاك من الفضائل، وأشاح عن شواهده العوازل، وخط فوق جبينه عناوين المنازل، رُشح بأن يكون في معالٍ سامٍ للأمام..

وساعة ما تغير كُرسي الحلاق (قام كل واحد منهم يمحق الآخر ببيوت الطين، ودبق العجين)!!

حتى صار الإسهال يأتي بغتةً، ويصيح لفتات الخبز بالحضور لإنقاذ الموقف، والتحاف المرادف مُستقبلاً!!

نعم، قمة الضعف أن لا نقدر نحن على مواجهة أنفسنا..

فهل تعلمون لماذا؛ لأننا صنعنا من اللا حقيقة مظليات فوق أراضٍ تُسقى من مياه آسنة لاستجداء المحاسن، ودوران المطاحن)!!

فعناصر التقدير أو التوقير صارت يا سادة هي أن (تتأبط ببشت رخيص الثمن)، كيما يُغير لونه بكل ساعة عند دكاكين (الحواويج).. لتجدد مآقي دغدغته صوب أعتاب (الأجاويد).. ففي كل كلامٍ مقامٍ، وفي كل سلامٍ رهامٍ، وكثر الدبس يا خلي تتنومس لك اللقيمات بالتراخي والزيادة)!!)

الأمر الآخر: اجعل لك من (البريك فست) رسالة مطمورة، ومطالب مغمورة، في كل صباحٍ كيما تضمن النتيجة من دون الحاجة للحديث عنها (بالصامولي).. فالبيض المسلوق لا يحلو إلا بالطماطم والشطة، وكذا الفول لا يتناغم إلا عندما يسبح بقوارب زيت الزيتون، وحموضة البرتقال "اليافاوي"..

ولا تكتف بذلك، فاجعل من كل نُكتة سامجة تُضحك لواقحك وتزيد نواجذك.. بكل زمانٍ تُعاد فيه أو تُستنهض لأجله المقدمة ومفاتن القفلة بفلوس (العزبة)..

وما عليك إلا أن تُقهقه وتُصفق بصوتٍ مُرتفعٍ كي تهز الراية وتصل للغاية..

فإذا ما وصلت لهذا (أعدل حجرك)، واشدد رحلك لحديث الساعة ومقياس (المساعة)..

فأفواه الموج قناعة، ولسان البحر شراعه!!

الأمر الأخير: رطب (براطمك) دوماً، (وتتنومس) لك شوارب الدسم..

وكذلك أكثر من توزيع (الفصفص) المُحمص والمغمس..

لبقاء الطعم بالفم والنكهة، والأهم من ذلك عدم النسيان..

وعقب بالديمومة عاجلاً وآجلاً بالانشغال والحزن والحسرة، وعدم الوفرة لغيرك..

فالصدق سيد الأخلاق في زمن الغياب لا محالة..

وسوم: العدد 866