القصف الدبلوماسي الروسي على تركية ... ما وراء الأكمة !!؟

وبعد أن انكشف الموقف الغربي " الأمريكي - الأوربي " عن هسهسة ووسوسة ولغو باطل ..

وبعد أن كشف أصحاب حلف " الفجار " أوراقهم فاصطفوا جهارا نهارا وراء المشروع الروسي - الأسدي ، في تمويل ودعم وتأييد إبادة الشعب السوري تقتيلا وتهجيرا ..!!

ما زالت الدبلوماسية الروسية ، تحاول ، فيما يسمى عادة رمي التمهيد ، أن تنتزع الذرائع لهجوم ربما يكون الأخير على شمال غرب سورية ، تحرق فيه الإنسان والحيوان والشجر وتدمر الحجر ، بينما الكثير من السوريين عن قضيتهم ساهون لاهون ..

ومنذ أن تحملت الدولة التركية مأجورة مشكورة عبء " الحصن والدرع ورأس الحربة "في الدفاع عن السوريين وقضيتهم والحفاظ على ما يمكن من أمنهم ، وإن يكن ذلك في دائرة المصالح المتقاطعة ، وجد الكثير من القيادات السورية لأنفسهم عذرا في التواري ، بل ما يزال بعضهم يمص ذبالة الزيت التي فطمه عليها ، من أصبح اصطفافه وراء الروسي في سورية وفي ليبيا أخزى له من صفقة أبي غبشان . وأبو غبشان لمن لم يسمع به رجل من جرهم باع مفاتيح الكعبة لقصي بن كلاب بزق خمر.!!

ونعود إلى ما زالت وزارتا الخارجية والدفاع الروسي تمطرنا به عن جرحنا السوري ونصيرنا التركي ، ويقول الكثير من العالمين أن من وراء هذا المطر الأسود أزيز حلف " الفجار " الذي عرفنا !!

في سياق هذا القصف المتمادي نسمع وزارة الخارجية الروسية تؤكد : أن حماية المدنيين لا يمكن أن تكون غطاء لبقاء من تسميهم "الإرهابيين " !!

 إنه المنطق الروسي نفسه ، الذي يقوم على قاعدة إحراق اللحاف من أجل البرغوث . وتدمير الطائرة بركابها المئين لأن ثلاثة خاطفين اختطفوها ، وخنق رواد مسرح بالكيمائي ، إثباتا لغطرسة مخمور اسمه بوتين ، تقتيل وتهجير خمسة عشر مليون سوري لأن فصيل "الفاغنر" الروسي تسلل إليه .!!

الحكومة الروسية التي ما زالت تشكك في كل ما يصدر عن الأمم المتحدة ، ولجانها القانونية من تحقيقات وتوصيفات وقرارات ، وتنسفه تارة بالفيتو ، وتارة بالخلل الموجود في بنية الهيئات الدولية ؛ تبكي اليوم على القانون الدولي في سورية وتصرح في تلويح بالتهديد واضح : " تركية انتهكت القانون الدولي بزيادة عدد قواتها في إدلب"!!

وتتقدم وزارة الدفاع الروسية خطوة أخرى على طريق الاتهام الذرائعي للدولة التركية ، والشعب السوري، الاتهام الذرائعي الذي نسأل الله أن يقينا شره ، فتقول " إن التحصينات الإرهابية في سورية اندمجت مع نقاط المراقبة التركية " !! في محاولة ذرائعية سافرة فاجرة إضافية لقصف هذه النقاط مباشرة ، وربما من قبل القوات الروسية نفسها !!

ثم على طريقة من ضربني وبكى وسبقني واشتكى ، تتباكى وزارة الدفاع الروسي في نوع من رمي التمهيد كما قلنا فتدعي أن " الهجمات على القاعدة الجوية الروسية في سورية باتت يومية " !!

مساكين مجرمو الحرب هؤلاء ، ووصف مجرمي الحرب تلحقه بهم وبحليفهم المؤسسات الدولية المعتبرة " كم هم مستضعفون أبرياء يأكل القط عشاءهم ؟!

وفي السياق نفسه يتهم كل المتحدثين باسم الحكومة الروسية ووزارتا الخارجية والدفاع على كل منبر يعار لهم الدولةَ التركية : بأنها لم تف بالتزاماتها في إدلب بحسب اتفاق خفض التصعيد ، وينسى مجرمو الحرب الروس أن يخبرونا في أي منطقة من مناطق خفض التصعيد ، وفت حكومة بوتين بالتزاماتها وتعهداتها ..؟!

كل هذا القصف الدبلوماسي الروسي يؤكد لنا أن وراء هذا المطر الأسود ما وراءه من سوء نية مبيت ..!!

ويعزز كل هذا إصرار بوتين على رفض أي لقاء ثلاثي أو رباعي تكون دولة أوربية شريكة فيه لدراسة المشهد السوري بكل ما فيه !! واستبعاد الأطراف الأخرى الدولية والإقليمية الأخرى كان هو خطأ أستانا الاستراتيجي الذي أو صلنا إلى مربع لقاء غير متكافئ بين دولتين أجمعت تحالفات الأشرار والفجار على خذلانها ..

وحتى لا نغرق في التشاؤم ، ربما يكون هذا القصف تمهيدا للتصعيد بين يدي اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي والتركي خلال 48 ساعة القادمة ..

تمهيدا للقاء ، أو لما يمكن أن يكون بعد اللقاء ، ونسأل الله أن يربط على القلوب ، ويثبت الأقدام ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 866