ألا تتحقّق الاستقامة ، إلاّ بكَسرِ الكُعوب ؟

قال الشاعر زياد الأعجم : وكنتُ ، إذا غَمَزتُ قناةَ قومٍ     كَسَرتُ كُعوبَها ، أو تَستقيما!

وقال الشاعر ابن الرومي : أمامَكَ فانظُرْ، أيّ نَهجَيكَ تَنهجُ   طريقان شتّى ، مستقيمٌ وأعوجُ!

الاستقامة أصناف ، منها مايتعلق بظاهر الإنسان وباطنه ، ومنها مايتعلق بالظاهر ، ومنها مايتعلق بالباطن !

الاستقامة في الدين : قال تعالى : وأنْ لو استقاموا على الطريقةِ لأسقيناهم ماءً غدَقا .

وقال تعالى : الذين قالوا ربُّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تَخافوا ولا تَحزنوا وأبشِروا بالجنّة التي كنتم توعَدون .

وقال تعالى : فاستقمْ كما أمِرتَ . وقال رسول الله : قل آمنتُ بالله ، ثمّ استقمْ !

الاستقامة في الخلق : وهذه تكون ، في الغالب ، ناجمة عن الاستقامة في الدين ، لكنها قد تكون ، عند بعض أصحاب المروءات ، غير مرتبطة بالدين ، مباشرة ، إنّما بمكارم الأخلاق ! وقد قال النبيّ الكريم : إنّما بُعثتُ لأتمّم مكارمَ الأخلاق ! فهي موجودة ، في الفِطَر الإنسانية السَويّة ، ولدى بعض المؤمنين بالرسل السابقين !

الاستقامة في العمل : كالوظيفة ، والحرفة ، وسائر الأعمال ، التي يمارسها الإنسان ، بمبادرة منه ، أو بتكليف من غيره !

الاستقامة في معاملة الناس ، عامّة : في المسائل الاجتماعية والاقتصادية ، في البيع والشراء، والتخاصم والتقاضي ..!

الاستقامة في التعامل مع الأعداء : فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم .

الاستقامة في العقول: عبر التفكير في المسائل ، عامّة ، دون التواء ، أو اعوجاج !

الاستقامة في القلوب : تطهيرها ، من آمراضها وآفاتها ، من : حقد وحسد وكِبْر، وعُجْب وبَطر!

كيف يُعالَج الاعوجاج ؟

بالتربية الصالحة ..  وبالنصح والإرشاد .. وبالترغيب في الجزاء الحسن ، في الدنبا أو في الآخرة ، أو فيهما معاً .. وبالترهيب من العقاب ، في الدنيا والآخرة ، أو في إحداهما !

وهذا يأتي ، كله ، قبل كسر القناة ! وكسرُها يَحمل معاني كثيرة ، منها : العقوبة البدنية والنفسية للأفراد .. ومنها الحرب مع الأعداء .. ومنها الفصل من العمل أو الوظيفة .. ومنها التهديد بالعقوبة ، أو بالقضاء ..!

وسوم: العدد 867