ورحل أبو يعقوب

د. حامد بن أحمد الرفاعي

أجل رحل وترَّجل فارس ميادين صنائع المعروف ..حقاً كان معالي الشيخ الحبيب يوسف بن جاسم الحجي "أبو يعقوب" عملاقاً متواضعاً في ميادين الخير والإصلاح والفلاح.. أميناً صدوقاً في الأداء ..وقوراً جاداً في التعامل ..كنت أسمع عنه في الستينات وأنا طالب على مقاعد الدراسة في الجامعة ..وتمنيت أن أتعرّف عليه .. وتحققت الأمنية في أواسط السبعينات.. وتوثقت العلاقة بيننا في الثمانينات .. تشرّفت بصحبته في عدد من الأسفار.. وحضرت وشاركت بمعيته في عدد كبير من المؤتمرات والملتقيات الدولية والإقليمية .. حقاً وجدت في أخي الحبيب الشيخ الحكيم الوقور الخجول الحازم الحاسم في كل تعاملاته ..وعرفت منه الكثير من محامد لخصال ومناقب الأخلاق.. مما قلَّ أن يرتقي إليها أحد من أهل الفضل والغيرة والدماثة ..وجدته بحق شخصية ربانيَّة إنسانيَّة خيريَّة فريدة.. إيمان بصدق.. وأداء بإخلاص.. ومثابرة بتفاني.. وتعامل بحكمة وهدوء ومودة.. حقاً يا أبا يعقوب – رحمك الله – لقد كنت آلفاً مألوفاً ..أجل يا أبا يعقوب هكذا عرفتك وهذه شهادتي فيك ولا أزكيك على الله تعالى ..أجل يا أبا الخير إنَّ العين لتدمع وإن القلب ليخشع .. وإنَّا على فراقك لمحزونون ..ولا نقول في مصبنا الجلل إلا ما يرض ربنَّا جلّ جلاله : لله ما أعطى ..ولله ما أخذ ..ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..إنّا لله وإنّا إليه راجعون .. رحمك الله تعالى يا أبا يعقوب .. ووسع مدخلك وأكرم نزلك.. وغسلك من خطاياك بالماء والثلج والبرد .. ونقاك من خطاياك كما يُنقى الثوبُ الأبيض من الدنس ..وباعد بينك وبين خطاياك كما باعد بين المشرق والمغرب.. وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة .. وأحسن الله تعالى عزاءنا وعزاء الجمع من ذويك ومحبيك ..والحمد لله رب العالمين.

وسوم: العدد 870