رسالتي الخاصة لكَ وإليكِ

من المؤكد ليس الكثير منا وجد من يُحفزه ويشجعه ويدعمه دراسياً أو لوجستياً أو معنوياً أو مالياً لهوايته وغايته..

فالبعض كان مكمن قوته وحماسه من وراء الوجاهة والأُسرة والمصالح المُقنعة وغيرها..

ولا ننس أو نتغافل بأن البعض منا تحصل على أعلى الشهادات والنياشين في بداية حياته، وهو على مقاعد السكون، وما إن يشمر عن هواياته المُضطربة بداخله إلا ويُلتفت إليه لجماله وفنه وثقته لمعالي الجبال ومعاني الخصال فهنا تُختزل التجارب وتتغنى المآرب!

فكم واحدٍ درس معنا في المرحلة الابتدائية وغيرها من ذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك من الأيتام والفقراء.. فهل منعتهم شهاداتهم فيما بعد عن إظهار قدرتهم وقوتهم في الشيء الذي أحبهم وأحبوه وأظهروه بكل احترافيةٍ وإتقانٍ؟

وما أكثر الذين سجلتهم ذاكرتي ومُذكرتي..

دعونا نتعمق ملياً، بقراءة الواقع لأصحاب السيرة والمسيرة.. حيث تجد بدايتهم صعبة جداً، ولولا تحدي ذاتهم لما كانت عكازتهم وعُصيهم الآن يهشون بها اليوم على مُنجزاتهم وقدراتهم وللمشهد أيضاً..

أعتقد المشاهد بالتلفاز كثيرة، وبرامج العطاء وفيرة.. فهل تمعناها وتابعناها من باب تعلم الأخلاق والقيادة، والتواضع والسيادة، وكذا العلم والإفادة؟

وقفة تأمل:

تدرس، وتنجح، وتتفوق، وتُثابر، وتُرسمْ بالتعيين، وتُعد من (الدوافير) بعصرك وجيلك بعد الوظيفة بالإطراء.. ولكن لا تمتلك صنع القرار بنفسك، أو لا تمتلك التأثير بمحيطك وبغيرك أصلاً.. بينما بائع المشروبات الساخنة والوجبات السريعة صنع من ليونة كلامه وفهم لزامه الأثر والتأثير بابتسامته الصادقة وأفكاره المُحلقة.. وعلى إثر ذلك فإن الأغلب منا يتزاحم على كُرسي الحلاق، ولا يُحسن (التحسونة) بالفهم والإدراك مع الأسف!

لذا قالوا: الأغلب يتسابق على مُسمى المُدير ساعة إجازته، فهل يُشاطرون مُحصلة سباقهم بنفس القوة لعامل النظافة إذا ما غاب لظرفٍ صحيٍّ وطارئ؛ وهل يجدر بنا العمل بأدوات مقامه؟

أتذكر ما حصل لي في دورة تدريبة حيث شاطرت الحوار مع مُدربها العذب والجميل والمُتفضل عليّ بالسؤال والاتصال حيال من هو الأولى بكتابة سيرته الذاتية والإبداعية..

ــ هل أنت الجدير بكتابتها أو غيرك؟

ــ أم من يمشي خلفك بالثبيط والتحبيط؟

ــ أو إذا مات الإنسان تشكلت لأجله اللجان لكتابته وإظهار قريحته؟

ــ وكيف تُظهر النعمة التي أولاك الله إياها وألزمك بإخراجها وحمدها؟

ــ وهل المُبدع الحقيقي هو من يصنع الألقاب؛ أو كثرة الألقاب تتقدم أسمه هي التي تصنعه؟

ــ وما قيمة تلك المُحصلة العلمية التي يحملها البعض كل ساعةٍ على أكتافه بالظواهر الصوتية والتصاوير البانورامية دون الكفاءة والقدرة على إدارة أبسط أمور الحياة؟

ــ وأنّى للعقل التدبر لخارج ما في الصندوق والكأس الفارغ؟

ــ وما قيمة هذا العُمر بدون نخيل الأثر والتأثير؛ وكذا الوفاء بعطر التقرير؟

وبعد سِجالٍ مُنتخب، وإطارٍ مُرتحب، تم وضع النقط وتعليق السند بأنك أنت الأجدر لكتابة سيرتك للخير والبهاء..

فما حال تلك الأوسمة التي تقلدتها الآن لو تحصلت عليها بوقتٍ سابقٍ؟

وما أثرها عليك وعلى أهلك؟ وكيف ينظر إليك الآن أولادك وبناتك وأُسرتك ومجتمعك وبلدك وقطرك في اختصار مسافاتهم الإبداعية والخيالية وجديد تحولاتهم الفكرية والفردية والجماعية؟

ختاماً:

أعلم يا عمي ويا أخي، وصديقي وأختي ويا سابع جيرتي من أهلي وعزوتي ومحلتي بأنكم من أهل العظمة والتبجيل.. بتربيتكم وكسبكم وتفانيكم وصبركم ورعايتكم وتحملكم وخدمتكم لأهلكم ومجتمعكم.. فحياتكم وأمثالكم وكلامكم ونصيحتكم على بيادر الرأس وبين رموش العين..

وكل شيءٍ عملتموه اكتسبتم منه رهانه بالمعرفة والتجربة وأنسنة الإنسان بروحكم وعقلكم ووجدانكم يا سُلالة الأطياب وتُحفة الأنجاب ودعاء المحراب..

وسوم: العدد 875