الكيان الصهيوني ماض في ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية بدعم من الإدارة الأمريكية

الكيان الصهيوني ماض في ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية بدعم من الإدارة الأمريكية مستغلا ظرف الجائحة والشعب الفلسطيني  يستغيث الشعوب العربية

لقد وجد الكيان الصهيوني المحتل في ظرف جائحة كورونا وانشغال  دول المعمور بها فرصة سانحة للتلويح بإعلان ضمه المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة أصلا ،وهو يقصد بالضم تهويد المزيد منها ،لأنه يعتقد أن تهويدها سيضفي على احتلاله الشرعية ، وسيحول أرضا فلسطينية احتلها بالقوة شبر بعد شبر إلى أرض صهيونية بالكامل ليحقق بعد ذلك حلمه التوسعي  بإنشاء كيانه السرطاني الممتد ما بين نهري النيل والفرات بناء على أسطورته  البالية التي يزعم أنها مما تنص عليه تعاليمه الدينية  المحرفة .

ولقد بدأت فكرة ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية منذ أعلنت الإدارة الأمريكية بعد وصول الرئيس الحالي ترامب إلى البيت الأبيض أن مدينة القدس قد أصبحت عاصمة أبدية للكيان الصهيوني المحتل مع نقل سفارتها إليها . وليست فكرة الضم سوى حلقة من حلقات الاحتلال الصهيوني منذ احتلاله أول بقعة فوق أرض فلسطين . ولقد كان الغرب الاستعماري وراء احتلاله  منذ أول وهلة يدعمه بلا  حدود، وقد تم التخطيط للاحتلال الكامل ولكن على مراحل  وفق خطة خبيثة  تأتي خطوة  بعد أخرى، وذلك باستغلال  كل ظرف خاص يمر بها العالم  ويشغله ، أويصرف الأنظار عن توسع الإحتلال .

ومع حلول جائحة الفيروس المتوج الذي لا زالت شعوب العالم في حيرة من أمره تراودها الشكوك فيه  بين اعتباره  مجرد وباء وبين اعتباره مؤامرة  إما في حد ذاته وطبيعته أو من حيث استغلاله. واستغلال الكيان الصهيوني لهذا الوباء لا يراود أحدا شك فيه علما بأن  استغلاله من طرف العديد من أنظمة العالم وارد أيضا ،وقد بدأ الفلاسفة والمفكرون والخبراء يحذرون من  هذا الاستغلال الوارد وتداعياته بعناوين مختلفة تنضوي كلها  تحت عنوان : " وضعية العالم ما بعد الجائحة " .

واستغلال الكيان الصهيوني لظرف الوباء مرده خضوع الشعوب العربية للحجر الصحي الذي فرضه الوباء والذي يمنع من تظاهرات أو حراكات شعبية من شأنها أن تشوش على عملية توسعه الذي يريد تنفيذه بأسرع وقت ممكن  ودون ضجة قبل حصول تحوّل في ظرف الجائحة ،من شأنه أن يجعل الشعوب العربية تنتفض رافضة عملية التوسع  في ظرف تنامي فكرة تطبيع أنظمة عربية في منطقة الشرق الأوسط علاقاتها مع الكيان المحتل ، وهي أيضا تستعجل ذلك مستغلة ظرف الجائحة المغيب للشعوب العربية التي بقيت السند الوحيد للشعب الفلسطيني.

ويترقب الكيان الصهيوني إشارة خضراء من الإدارة الأمريكية المشغولة حاليا بحراك الشارع الأمريكي بسبب الغضب من سلوك عنصري  والذي أربك حساباتها  وأثر عليها وهي في خضم تنافس انتخابي  محموم ومشغولة  بالحملة الانتخابية الرئاسية . ولا شك أن هذه الإدارة تنتظر هدوءا يسود الشارع الأمريكي لتمضي في إعطاء الإشارة للكيان الصهيوني المحتل ليمضي في تنفيذ خطة ضم ما يريد من أرض فلسطينية في الضفة الغربية ليحقق الشطر الأول من صفقة القرن المشئومة .

وفي هذا الظرف الدقيق يدق الشعب الفلسطيني ناقوس الخطر ، ويتوجه إلى الشعوب العربية وهي سنده الوحيد كي تنتفض لمنع تمرير هذه المؤامرة الدنيئة إلا أن الشعوب العربية يبدو أنها ما زالت مشغولة عن ذلك بالوباء الذي يقيد حركتها ، علما بأن القضية الفلسطينية هي أهم قضاياها ، ولا يمكن أن يشغلها عنها أي ظرف مهما كان ، وقد اجتمعت عليها  أيضا عدة ظروف بعد الإجهاز على ثورات ربيعها ، وهو إجهاز اتضح  فيما بعد أن له صلة بصفقة القرن المشئومة التي يراد تمريرها بأسرع وقت ممكن .

ومعلوم أن القضية الفلسطينية حكمها حكم دعوة الإسلام وقد قال عنها الله عز وجل : (( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين )) ،فكذلك شأن القضية الفلسطينية ،وهي قضية لا تنفك عن الإسلام  . ولئن  تراخى اليوم  في نصرتها البعض فإن الله عز وجل سيوكل بها  مستقبلا من ينصرونها خصوصا وأن وعده  الناجز بنصرتها منصوص عليه في كتاب  العزيز الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه . ولئن تقاعست اليوم الشعوب العربية في الحيلولة دون تمرير صفقة القرن المشئومة، فإنها إنما تفوّت على نفسها فرصة شرف عظيم  لا يضاهيه شرف . 

وسوم: العدد 882