موجات الهَوَس المتصارعة ، ونتائجها الكارثية ، على الأمم !

الهوَس مرض نفسي عقلي ، يصيب بعض الناس ، في مراحل مختلفة من الزمن ، فيولد مآسي ، يكتوي بنارها شعب ، أو مجموعة شعوب ، أحياناً ، إذا دفَع الهوسُ مَرضاه ، إلى أشعال حروب ، داخلية أو خارجية !

وأسباب الهوس كثيرة ، منها: الاجتماعي ، ومنها الثقافي ، ومنها غير هذا وذاك!

والهوس قد يكون فردياً ، وقد يصبح جماعياً ، يصيب مجموعات عدّة ، من الناس ! وقد يبتلى به  شعب ، إذا وجد حكومات تُغذّيه ، وتشحن الناس به !

وأنواع الهوس كثيرة ، من أهمّها :

الهوس الفردي : ويصيب بعض الأشخاص ، ويتضمّن :

هوس النَسَب : شدّة اعتزاز المرء بنسبه ، إلى حدّ  يُخرجه عمّا هو مألوف ، ويدخله في دائرة المرض النفسي !

هوس الموهبة: وهو يصيب بعض أصحاب المواهب ، حتى يرى الفرد منهم ، نفسَه، فوق البشر ، جميعاً ، بما يملك من مواهب : علمية ، أو أدبية ، أو فنّية .. أو غيرها !

الهوس الجماعي ، ومن أهمّ  أنواعه :

الهوس القبَلي : عانت منه بعض الأمم ، ومنها الأمّة الإسلامية ، في بعض المراحل التاريخية ، حين ابتليت ببعض الزعماء القبَليين ، الذين كانوا يؤجّجون صراعات حادّة ، بين القيسية واليمانية ، في العصر الأموي ! وقد انتقلت موجه الهوس هذه ، األى الأندلس ، واستمرّت تؤجّج الحروب ، حتى أطفأ الله جذوتها ، على أيدي بعض الحكّام العقلاء !

ولقد أشعلت موجة الهوس القومي ، بعض الحروب ، في أوروبّا ، ومن أهمّها : الحرب العالمية الثانية ، التي أثارها  النازيون الألمان ، بتأثير من الحزب النازي ، الذي كان يقوده هتلر! وقد أصاب هذا الحزبَ، هوسُ التفوق العرقي النازي ،على سائر البشر!

وما يزال الهوس القومي العرقي ، يسيطر على نفوس بعض الناس ، فيخوضون ، بدافع منه ، حروباً قاسية ، ضدّ مواطنيهم ، في بعض المناطق ، من العالم !

ومن أنواع الهوس الأُخرى : الهوس الوطني..الهوس الفكري في إطارديني..الهوس الطائفي.. الهوس الحزبي ..!

وقد تدفع بعض أنواع الهوس مَرضاها ، إلى مايشبه التقديس ،  فيدفعهم ذلك ، إلى خوض صراعات شرسة ، ضدّ الأخرين ، الذين قد يشاركونهم في وطن ، أوفي عقيدة واحدة  ، أوفي منظومة قيَم واحدة .. فتفكّك موجاتُ الهوس المتعارضة ، النسيجَ الاجتماعي، للشعب أو الأمّة ! وقد ينطبق على هؤلاء الناس ، مضمون الآية الكريمة : ( كلّ حزبٍ بما لدَيهم فرحون) . فإذا تطوّر الفرح ، إلى هوس ، انتقلت المصيبة ، إلى حالة ، هي أشدّ وأنكى ، ممّا قبلها !

وسوم: العدد 884