الوجود الحق

 هذا الكتاب واحد من الكتب التي تعالج ( قضية الوجود) بطريقة جديدة ، ومعالجاته تختلف عن معالجة من سبقوه في هذا المضمار ، فقد عمد المؤلف إلى الأسلوب العلمي المنطقي المقنع ، أملا في الوصول إلى الحقيقة ، فهو يبدأ بمقدمة يبين فيها خطة البحث ودوافع التأليف ، ثم كلمة عن معنى الوجود ، بعد ذلك يسوق مقدمات الإثبات على النحو التالي :

إن لكل حادث محدثا  وقد ثبت حدوث العالم ، إذن فلا بد له من مُحدث ، إن هذا المحدث لا بد أن يكون كاملا مطلقا ، والكمال المطلق لا يتأتى مع حاجته للموجد ، إذن فالخالق ينبغي أن يكون له الكمال المطلق ، والسؤال عن خالق الخالق ضلال ، ومن له هذه الصفة لا ينطبق عليه قانون الحوادث فهو سبحانه خالق كل شيء ، وليس كمثله شيء ، وهو الأول ليس قبله شيء ، وهو الآخر ليس بعده  شيء .

ثم يأخذ الكتاب في تفنيد مزاعم الملاحدة الذين يقولون بنظريات مختلفة  في الخلق :

نظرية النشوء والارتقاء – المصادفة – الطبيعة – تعدد الآلهة ... إلى غير ذلك ، مبينا جهلهم الفاضح ، وزعمهم الباطل ، بنفس أسلوبهم وقياسهم ، مخاطبا العقل بالعقل ، والحجة بالحجة ، وبعده يسترشد بكتاب الله حتى يستأصل بذور الشك والوهم ، ثم أتبع ذلك ببحوث في الوحدانية وبيان حتميتها ، واليوم الآخر بما فيه من بعث وحساب وثواب وعقاب ، مستهديا بالعقل والنقل ، موصلا القارئ إلى التسليم المطلق و الإذعان العام .

الخاتمة : تكلم فيها عن بعض الغوائل التي تصرف الإنسان عن الحق ، وما يجب على المؤمن أن يتصف به !إن هذا الكتاب الموجز بحث منطقي هادئ جاد في قضية من أهم القضايا ، إن لم تكن أهمها على الإطلاق ، وهو مناسب للشباب الجامعي وللمثقفين بعامة .

* دليل مكتبة الأسرة المسلمة  / إصدار المعهد العالي للفكر الإسلامي /  المجلد الأول .

وسوم: العدد 885