القرآنُ يؤصلُ لثقافةِ الإرهابِ ..؟!

د. حامد بن أحمد الرفاعي

د. حامد بن أحمد الرفاعي

سألني سائل فـي إحدى مؤتمرات الحوار قائلاً:"ألا ترى أنَّ القرآن يؤصِّلُ لثقافة الإرهاب..؟"قلت كيف..؟وما هو دليلك..؟فقرأ قول الله تعالى في كتابه الكريم:"وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ"قلت:وهل أنت عدو لله..؟قال:لا..قلت:وهل أنت عدو للمسلمين..؟قال:لا..قلت:ما الذي يخيفك أو يضيرك إذاً من هذا الاستعداد..؟ومن ثمّ أليس من حقِّ كلِّ أمَّةٍ أن تستعد لحماية سيادتها ومصالحها من ظلم الظالمين ومن بغي الباغين..؟ومن جهة أخرى أجبني من فضلك..لمن أعددتم هذا الترسانات النووية والكيميائية والبيولوجية التي أنتجتموها في مغارب الأرض وينتجها غيركم في مشارقها..؟ولمن أعددتم هذه الجيوش الجرارة المسلحة بأفتك أسلحة الدمار الشامل..؟أبعد هذا تنكرون علينا الاستعداد لردع الظالمين وكبح الطامعين والباغين..؟ومن ثمّ لماذا هذا الجنون في صناعة الموت للناس..؟ألم تنتجوا أنتم والاتحاد السوفيتي من المخزون النووي ما يكفي لتدمير الأرض عشر مرَّاتٍ أو ربما مائة مرةٍ كما يقول الرئيس السوفيتي الأسبق جورباتشوف..؟وهل يمكن تدميرها أكثر من مـرة إن اتفقنا على هـذه الحماقة النكراء..؟لماذا هذه الزيادة والإسراف في صناعة وسائل الموت والدمار أكثر مما نحتاج لتدمير الكون والحياة..؟وهل تدمير الحياة غاية وحضارة في نهجكم..؟أجبني من فضلك..فأخذ يفرك شحمة أذنه ويقلّب بصره ولاذ بالصمت..فقلت له:عليك أن تعلم أن عبارة (تُرهبون) التي وردت في النص القرآني..لا تعني الإرهاب المضطرب المعاني على ألسن الناس اليوم..إنَّها عبارة تعني في نهج القرآن ورسالة الإسلام التحذير والردع من مغبة الدخول في الحروب والقتال..لأن الحرب في الإسلام وسيلة استثنائية مكروهة تبررها حالة العدوان والبغي لقوله تعالى:"فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ"وينبغي أن تقف الحرب بزوال مبرراتها لقوله تعالى:"فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ "وبعد من الإرهابي..؟وهل يصح القول:أن القرآن يؤصل للإرهاب..؟؟؟!