النزعة الطائفية غلبت الحسّ القومي ، لدى الرفيق البعثي حافظ أسد ، فما السرّ؟

طوال ثماني سنوات ، من حرب العراق وإيران ، كان حافظ أسد ، حاكم سورية ، الرفيق المناضل .. متفرّداً ، دون سائر العرب ، في الوقوف مع إيران الفارسية ، ضدّ الدولة العربية ، الشقيقة الجارة ، العراق ! مع أن الدولتين يحكمهما حزب واحد، هو حزب البعث العربي الاشتراكي ، الذي يرفع جناحاه ، في الدولتين ، شعار: أمّة عربية واحدة ، ذات رسالة خالدة .. وشعار: وحدة حرّية اشتراكية ! 

فما سرّ هذا ؟ هل غلب الحسّ الطائفي المتخلف ، الحسّ القومي المتنوّر المتطوّر، في أعماق الرفيق المناضل .. أم ثمّة أسباب ، غير هذا ؟ 

هل الدين أعمقُ غوراً ، وأشدّ تأثيراً ، حتى في نفوس العلمانيين ، الذين يتغنّون بالعلمانية ، ويتاجرون يها ، ويحملون أتباعهم ، على اعتناقها .. هل هو أعمق من العلمانية ، وأشدّ تأثيراً ؟ 

لقد أثار التأييد القويّ والعجيب ، الذي أظهره حافظ أسد ، لملالي طهران .. أثار حيرة الناس ، جميعاً ، من قوميين ، وعلمانيين ، وليبراليين .. دون أن يعرف الناس، سبب هذا الأمر! وإن كان حافظ أسد ، سوّغه ، سياسياً ؛ بأنّ وقوفه إلى جانب الملالي ، يجعله قريباً منهم ، ويجعل له تأثيرا عليهم ! وهو- أيْ : حافظ - يوظف قربه وتأثيره ، في سبيل خدمة القضية القومية ، التي تنفع الأمّة العربية !  

أجل ! هكذا نقلت وسائل إعلامه ، حين استُغرب منه ، هذا الموقف الطائفي الغريب! وهو ليس طائفياً ، وحسب ، بل يحمل خيانة واضحة، بالمفهوم القومي ، للأمّة، كلّها! 

وما يزال السؤال مطروحاً، على الرفاق المناضلين، جميعاً، حتى اليوم ، في سورية ، وغيرها! ما السرّ؟ ويتفرّع عن هذا السؤال ، أسئلة ملحقة به ، من أهمّها : هل لدى الرفاق إجابات معيّنة مقنِعة ، يكتمونها ، محافظة على أسرار النضال القومي ؟ أم أن سلوك الرفيق حافظ ، يسبّب خزياً ، يُواري عارَه الرفاق المناضلون، جميعاً !

وسوم: العدد 888