الى النّخبة المثقفة في امتنا

إنّ المُلاحِظ لما يجري في جامعاتنا ومؤسساتنا التّعليمية والثقافية من فساد 
وتردّي وخنا ليتفطّر قلبه حزنا وشفقة على امّة تعفّنت عقولها وتردّت نُخبها
، فأنّى لها ان تنهض وتعِزّ وتتحرّر .
لقد تمكّن الحاقد الماكر ( التحالف الصليبي الصهيوني ) من شلّ رأسها المدبّر 
بسمّه المدمّر ، فارداها في واقع مخزي ينمُّ عن مستقبل مخيف ومحيِّر ، الا 
أن تحدث المعجزة ، وحدوث المعجزة ممكن وميّسر اذا عادت الامّة بقوّة وصدق 
الى دينها المنوّر ، الذي يحرّر ، ويطهّر ، ويطوّر .
وما يمنعها من العودة إلى دينها وقد بانت الأسرار وزالت الأعذار ؟ وتهاوت دعاوى المتشكِّكين والكفّار؟ هاهو العلم الحديث الذي سُلِّط على الدين في زمن الانبهار يتحوّل إلى سند متين ،
وحارس أمين ، لحقائق العقيدة والدين ، بعد أن أزال عن عيونه غبش الظنون 
والأوهام وفنّد دعاوى المغرضين المبطلين .
لقد أُطلقت مؤخّرا آخر رصاصة علمية على نظرية النشوء والارتقاء لداروين ، التي
اعتُمدت كدليل علمي لا يُناقَش من الملحدين في إنكارهم للخالق والدين ، 
وهي النظرية التي بُنيت عليها باقي النظريات الإلحادية في العلوم الإنسانية
، كنظريات فرويد ، ودوركايم ، وماركس ..... والتي فُرضت بدعوى العلم 
والعصرنة والحداثة على الأجيال فسبَّبت والإفلاس والفساد ، والدّمار ، 
وجعلت العالم على حافّة الانهيار ، بما ولّدت من استغلال واستحمار واستكبار
.
واليوم ألم يان لعقول الامة من نخب فكرية وعلمية في جامعاتنا ومؤسساتنا 
التعليمية ان تعلنها ثورة علمية فكرية ضدَّ نظريات الإلحاد لتطهير العقول 
وإنقاذ الأرض ببشرها ودوابها وبيئتها من الظلام والفساد والدمار ؟
وإنّها لفرصة ثمينة لتوجيه ضربة فكرية قاضية للحركة الصهيونية الباغية التي ضحكت 
بمكرها وخبثها على الذقون كل هذه القرون ، لقد آن الأوان لكي نكون ... أو 
لا نكون
لقد استطاعت هذه العدوَّة الماكرة رغم قلّة عدد أفرادها ان تشلَّ امتنا 
الإسلامية العملاقة بمثل هذه النظريات الواهية السّامة ، حيث بثّت فيها 
الشكوك في العقيدة ، وبذلك إصابتها في روحها وسرّ حياتها ( الايمان ) ، 
وجعلتها تنشغل في مصارعة ذاتها ( التّغريب والتّكذيب والإرهاب ) ، وجرّدتها
من أسمى صفاتها ( التآخي الإيماني ، التّضحية ، الزهد في حطام الدنيا )
لقد تمكّنت بهذه السّموم الفكرية أن تحوّل بعض خلايا الأمة إلى خلايا سرطانية 
متطفّلة ، تبثّ الوهن والخور والهوان في جسدها ، خاصة على مستوى الأعضاء 
المدبِّرة والمنفِّذة ( النخب الثقافية والعلمية والسياسية ) ، كما أصابت 
باقي خلايا الجسم ( الشعوب المستضعفة ) بضُعف المناعة والمقاومة .
وها نحن نرى اليوم في امتنا حكَّاما وعلماء ومثقفين وإعلاميين قد سُخِّروا 
تسخيرا لخدمة المشروع الصهيوني ، وها نحن نرى الشعوب كالسوائم النائمة التي
يسوقها الجزّار متى شاء وكيف شاء إلى المجازر والمذابح ، فلا تُمانع ، ولا
تدافع ، ولا تكافح ، ولقد سقطت أقنعة الوهم والزُّور ، وزال الذهول ، 
فأين العقول ؟؟؟؟
أين الجامعيون والجامعيات ، والمفكِّرون والدعاة ؟؟؟

وسوم: العدد 901