وجه فرنسا الحقيقي :وحشية عنصرية وصليبية

 تجربة شخصية لمالك بن نبي –أخبرني بها تدل على ذلك 

  روى لي المفكر والفيلسوف الجزائري الأستاذ ( مالك بن نبي )– رحمه الله قال :  

(درست الهندسة في فرنسا  وبعد أن تخرجت ..أخذت أقدم طلبات للعمل في جهات كثيرة ..وكلما درسوا طلبي وعرفوا أنني مسلم ..كانوا يرفضون توظيفي! وفي إحدى المرات طلبت مني إحدى الشركات مراجعتها في موعد لاحق لاستلام العمل ( وربما ظنوا بن نبي – اسما إيطاليا ) هكذا قال لي مالك رحمه الله-وأضاف: ..ولكن بعد أن علموا بأنني مسلم ..ولما راجعتهم سألوني : هل أنت متزوج؟.. فلو قلت نعم لقالوا لا نوظف متزوجين ! وإن قلت : لا .. قالوا لا نوظف عازبين !! وهكذا كان ..ورفض توظيفي!..ومكثت على هذا الحال 5 سنوات ..وأنا أراجع كتبي كأنني سأتقدم لامتحان .. حتى لا أنسى معلوماتي ..حتى يئست ..وبعت كتبي لدى تجار الكتب المستعملة ). !   

هذا ما ذكره لي الأستاذ مالك بن نبي شخصيا .. حيث كنا نتردد عليه ..وعلى صلة وثيقة به حينما كان في القاهرة في خمسينيات القرن الماضي..حيث كان عازما على حضور مؤتمر [ باندونج] في أندونيسيا..ويبدو أنه لم يتح له ذلك .. فأقام في القاهرة ..وكانت الثورة الجزائرية ضد فرنسا – حينذاك -على أشدها . وقد دعانا أكثر من مرة على مائدته ..خصوصا عندما كان يقدم أحد من قادة أو مجاهدي الثورة الجزائرية ويدعوهم مثل – أتذكر اسم أحدهم ( عمر بوقصي) وكان بعضهم يأتي للعلاج من جراحه. 

.. تذكرت هذه الواقعة بعد الضجة الأخيرة حول فرنسا ورئيسها ومواقفها ..لأتذكر وأذكر كثيرا من الناس بحقيقة العقلية الفرنسية ونفسيتهم الصليبية والعنصرية ! 

وزيف دعاوى الحرية والإنسانية ..وحقوق الإنسان ..إلخ من معزوفات فرنسية وغربية .. لا تكون إلا [ لزوم البريستيج الغربي الظاهر -غالبا] ولكن الباطن والحقيقة غالبا ما تكون مناقضة ومخية! 

..ويكفي تذكر عدم مبالاتهم ..وسكوتهم ..أمام الإجرام الصهيوني ضد فلسطين وشعبها ومقدساتها ..والإجرام البوذي ضد المسلمين في بورما والصين الشيوعية ..وفي قضايا أخرى مثل كشمير ومسلمي الهند ..وفي تأييد ساحقي حقوق الإنسان في كثير من أنحاء الأرض كمصر وسوريا وغيرها ..مع أن حلفاءهم ووكلاءهم اليهود المعتدين يصرحون بتفضيلهم الدكتاتوريات ونظم القمع حولهم وترحيبهم بها وتشجيعها !! 

لأنهم يعلمون يقينا ..أن لو استقل أي شعب حقيقة ..وملك حريته .. فلن يقر لهم جفن في اغتصابهم وعربدتهم! 

.. ولا أظنني – ولا غيري – بحاجة لعرض مثل ذلك لكشف [وحشية تلك الحضارة!] – وخصوصا فرنسا ذات التاريخ العريق الدنيء في هذا المجال- ويكفي أن نتذكر تاريخهم الهمجي الوحشي الأسود خلال استعمارهم الجزائر 130 عاما حيث قتلوا أكثر من 2 مليون جزائري ..وأبادوا قرى وتجمعات بأكملها – بأطفالها ونسائها ! ..وعاملوهم أسوأ من معاملة الحيواات ..وتاريخهم الحاقد الأسود هناك أوضح ..وأسوأ من أن ينكر !! 

وقل مثل ذلك في إجرامهم في بقية اقطارالمغرب وفي سوريا وفترة غزو مصر ..وغيرها من البلدان التي ابتليت بهم.. فقد كان مشهورا عن الاستعمار الفرنسي [الطابع الوحشي] وخصوصا في البلاد الإسلامية! 

..وقس عليهم بقية أعضاء [ نادي الحضارة المدعاة] ..إلا من رحم ربك !! 

استغراب فرنسي جاهل! 

حين ثارت ضجة على تصريحات الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون ..وتبنيه للرسوم المسيئة..إلخ.. مما أثار كثيرا من الاحتجاجات الشعبية والرسمية..وكان من الدول التي احتجت رسميا الأردن والمغرب – صرحت الأوساط الرسمية الفرنسية عن استغرابها لاستنكار هاتينت الدولتين خصيصا – ربما لمواقفهما المعتدلة.. 

..ولم يكن يعرف [جهلة فرنسا] أن طعنهم في النبي محمد صلى الله عليه وسلم ..يعني الطعن في الرمز الذي ينتمي إليه حكام هذين البلدين ..فهو باعتبار التهجم على أبيهم وكبيرهم ..ومن له تعود أصولهم وكثير من شرعيتهم وتوجهاتهم!   

وسوم: العدد 901