أخطبوط الإعلام الأسدي

اعزائي القراء ..

قام الإعلام الاسدي وعلى مدى خمسين عاماً من إحتلاله لسوريا  بوظيفة إفساد المجتمع وتغيير المفاهيم القويمة التي ورثها الشعب السوري في الاخلاق والوطنية فوظف لغة الكلام المعسول، فكان إعلاماً خادعاً كاذباً منحطاً  ، ولكن طيلة ترديده على مدى خمسين عاماً إستطاع أن يخترق  حصانة الشعب السوري . فآمن بعض البسطاء به ودافعوا عنه ، وأكثر من ذلك إمتد تاثيره مع الأسف للعالم العربي ، مستخدماً اسلوباً يدغدغ مشاعر العرب كونه نظام الصمود والتصدي العربي والممانع الأوحد فاستطاع غسل دماغ بسطاء العرب.

وأذكر انه خلال توكيله بذبح المقاومة الفلسطينية في لبنان حيث كانت المدفعية الأسدية تدك مخيم تل الزعتر كآخر معقل للفلسطينيين ولاتبقي فيه طفلاً ولا امرأة ولا رجلاً على قيد الحياة  ، كان الإعلام السوري مع عملائه في لبنان وفي الاردن ودول عربية اخرى يشيد بنظام (الممانعة )  ودعم نظام الاسد لقضية العرب الأولى ، واكثر من ذلك كان هذا الإعلام يهاجم الإمبريالية الأمريكية صباحاً ومساءاً ولكن حينما قررت هذه الإمبريالية إحتلال العراق العربي ، كان موقع جيش الاسد على ميمنة الجيش الإمبريالي في حفر الباطن ، ورغم ذلك  كان هناك من يصفق له على انه حامي العروبة وداعم القضية الفلسطينية، أما على الصعيد الداخلي  فقد استطاع هذا الإعلام مع الاسف من تجريد نسبة كبيرة من الشعب السوري من التفكير القويم ، فعمل إعلامه بمثابة لقاح  خاص بتثبيط الهمم وإضعاف روح الوطنية  والقبول بالذل الاسدي.  فحمل هذا اللقاح بجدارة اسم( لقاح منا نعيش وبس )

ثم قامت الثورة ..

واستطاعت وخلال أشهر معدودة من قلب شعار (منا نعيش وبس ) الى شعار ( منا نعيش بكرامة وحرية) فاستعاد الشعب السوري 90% من  مكوناته والحقهم بالثورة ، ودمر خمسين عاماً من إعلام الاسد الفاسد .

ولكن  إعلام المجرم لم يتوقف فهو كالاخطبوط مازال له أذرع في دول عربية وغربية حتى أنه وظف شركات علاقات عامة في بلاد الغرب واخص من هذه الدول بريطانيا حيث يقيم والد زوجة المجرم بشار الاسد  من اجل الدعاية له واسترجاع خسائره ،

والمؤسف ان هناك ضعاف النفوس والبسطاء تغرهم كلمات خادعة يصدرها لهم  هؤلاء العملاء على الفيسبوك او على اقنية فضائية او من محللين سياسيين  يزاودون بها على المخلصين من الشعب السوري   فيصدقونها ، ومثلهم كمثل قائل هذا البيت : ويعطيك من طرف اللسان حلاوة .. ويروغ منك كما يروغ الثعلب  .

فتزحزح هذه الكلمات هؤلاء البسطاء عن اهدافهم مستخدمين لغة ( اللايكات) لدعمهم.

اخواني ..

علينا ان نفهم ان الشعب السوري يتعرض لأكبر مؤامرة بالتاريخ فهي مؤامرة إجتماعية- ثقافية-سياسية-عسكرية - أخلاقية.

ومن هذا المنطلق علينا ان نكون واعين لكل الدسائس التي تحاك ضدنا والتي تصلنا عبر الإعلام المتآمر. وان وعينا وخبرتنا على مدى خمسين عاماً من قمع آل اسد لنا يجب ان تولد لدينا مناعة قوية ضد هذا الفيروس و إعلامه.

وبقي كلمة اخيرة الوم بها انفسنا :

فطيلة عشر سنوات من ثورتنا المباركة لم نستطع ان نخلق إعلاماً منظماً بقناة فضائية عالمية  نستطيع ان نجمع حولها خيرة المحللين واصدق الاخبار عن ثورتنا نرد بها على كذب وخداع المتآمرين ونزيد من تعاطف الاخرين مع ثورتنا .

واني أدعو من خلال هذه الكلمة أن نركز على بناء الإعلام الوطني لثورتنا الكبرى ، وبدون الإعلام تبقى ثورتنا ناقصة.

وسوم: العدد 906