الطفولة أنواع ، ولكلّ نوع أسلوب في التعامل !

طفولة العمر: وتمتدّ من ساعة الولادة ، حتى بلوغ المرء مبلغ الرجال ، وبلوغ المرأة  مبلغ النساء ! وقد ترتبط طفولة العلم وطفولة العقل ، بطفولة العمر، وقد يهَب الله بعض الأطفال ، في مرحلة الطفولة ، عقولاً هي أكبر من طفولتهم العمرية ، وعلماً يفوق المرحلة العمرية ، التي هم فيها ، وهذه من الحالات النادرة ! فقد وهب الله ، عبدالله بن عباس ، ملكات ، لم يهبها لغيره ، فكان يجلس - وهو طفل لم يبلغ الحلم - مع الرجال ، فيتفوّق على كثيرين منهم ، بعلمه وعقله !    

ولقد حفظ بعض العلماء القرآن الكريم غيباً ، وهم في سنّ الطفولة المبكّرة !  

طفولة العقل : الأصل أن تتناسب طفولة العقل ، مع طفولة العمر، إلاّ في الحالات التي ذكرناها ، والتي يسبق فيها عقلُ المرء عمره ! لكن في كثير من الحالات ، يكون عقل المرء متأخّراً عن  عمره ، ولذلك أسباب ، منها : 

مرض يصيب دماغ المرء ، في سنّ الطفولة ، فيبرأ منه ، وتبقى آثاره تعمل عملها ، في تكوين المرء ؛ إذ يبقى في سن الطفولة العقلية، زمناً طويلاً، قد يمتدّ إلى آخر عمره! 

ومنها الجهل في بعض الأمور، التي يعجز المرء عن إدراكها ، لضعف ملكاته العقلية ، أو لأن البيئة التي يعيش فيها ، لا تساعده على إدراكها ، أو لأنها غير مألوفة في بيئته ، أو لأسباب أخرى مختلفة ! 

طفولة الخبرة والتجربة : 

قد يتجاوز المرء سنّ الطفولة والشباب والكهولة ، ويظلّ يفكّر ببعض المسائل تفكير الأطفال ؛ وذلك لضعف خيرته في هذه المسائل ؛ ولا سيّما المسائل المعقّدة ، التي تحتاج إلى حساباب معقّدة ، كالمسائل السياسية ، التي تجتاج إلى خيرات غنية ، أو طويلة ، كي يتمرّس المرء في حسابها ! وكثيراً مايرى الناس أشخاصاً ، يتصدّون للعمل السياسي ، وهم عاجزون عن حساب مصالحهم ، وما لديهم من قوى ، لتحقيق هذه المصالح ؛ بله مصالح الآخرين ، والقوى المختلفة التي لديهم ! والمصيبة في هؤلاء الناس ، أنهم يُهلكون أنفسهم، ومَن يتولّون قيادته ، إذا أتيحت لهم قيادة أحد من الناس !