في تاريخنا

قطوف وتأملات

في تاريخنا روائع وما أجمل ما عنون به السباعي رحمه الله " من روائع حضارتنا " هذه الروائع ، يجب أن نركز عليها وننشرها ، ولاسيما عندما نتوجه بالخطاب إلى الناشئة معلمين.

وفي تاريخنا أيضا ، صفحات لا تسر ، تخرج عن المنهج وعن السياق ، وهذه يجب أن ندرسها ، وأن نعيها ، ليس للتثريب على من مضى ، وإنما لاقتناص الدروس والعبر منها . لا يجور باسم حرصنا على صورة الأمة في العقول والقلوب ، أن ندعي نقاء زائفا وكأننا نريد للخطأ أن يُستدام ، وأن يتكرر .

وفِي تاريخنا أيضا نقائص ، والنقائص غير العيوب ، فأمتنا التي استفادت كثيرا من نظم الإدارة عند الفرس والروم واليونان ، وأبدعت في تطويرها ، لماذا لم تستفد من تجربة اليونان والرومان في التأسيس لصيغ مقاربة لأهل الحل والعقد ، باعتبارهم فعلا أهل حل وعقد ، يمتلكون سلطتهم المستقلة ، كما حلم بهم الفقهاء الذين وضعوا " المصطلح " وقد بقي هذا المصطلح عائما رجراجا حتى اليوم .

والشورى التي يجمع كل المسلمين على فرضيتها وأنها ركن من أركان الحكم الإسلامي الرشيد ، لا يزال الفقهاء يطرحون حولها سؤالا ؛ هل هي ملزمة أو معلمة . وهو سؤال غير عبثي ، تركيزاً على مكانة الرئيس . حتى الديمقراطية الأمريكية تمنح الرئيس حق ما يسمى " فيتو الجيب ".

ثم هذا التاريخ تاريخ هذه المجتمعات جميعا ، كل أبناء هذه الأرض مر أسلافهم من هناك ، وكانوا شركاء في الغنم والغرم ، لي فيه مثل الذي لك فيه ، فلا تكن صدورنا حرجة برأي يطرح ، ووجهة نظر تعرض ، ولا ينزل كلام أي طرف على انه يريد أن ...

( وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ )

وحين يكون بحرك عذبا رائقا ، فلا تخش عليه من كثرة الدلاء .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 908