أين وصل العالم ... وأين وصلنا نحن

اعزائي القراء

عندما نجح أخي حسان بالشهادة الاعدادية ،حيث كان لهذه الشهادة "طنه ورنه"  في عام ١٩٤٧ اراد والدي ان يهديه هدية ، فاختار له ساعة يابانية فرفضها اخي " شو يابانية !!؟  "  وطلب ساعة زينيت سويسرية ١٧ حجر . 

ولما نجح أخي عدنان بالاعدادية رفض آلة تصوير يابانية واصر على آلة تصوير طراز كوداك.

وعندما اشترينا اول جهاز  راديو عام ١٩٤٨كان من ماركة ماركوني الانكليزي رغم وجود الياباني" مين بشتري ياباني بهديك الايام !!؟؟؟  . وكذلك اصرت والدتي على ان تكون اول غسالة من نوع هوفر  ذات الامتياز  الاوروبي .

ولما بلغت سن الشباب رفضت ان تكون قماش بدلة العيد  ياباني بل يجب ان تكون  ماركة هيلد الانكليزية .

هذا كان ايام زمان 

وماذا عن هذه الايام 

اسواق امريكا واوروبا  متخمة بالبضائع الصينية حتى البسة الموضه التي كانت محتكرة لفرنسا وايطاليا صارت صينية . ولاتنسى البضاعة الكورية،  اما البضائع اليابانية فصارت بالعلالي .

بالامس اشترينا تلفزيون بعد ان انتهى عمر التلفزيون السابق  وقد اوصوا لنا ماركة سامسونغ الذكي الصيني ، وكان اختياراً موفقاً ، الوانه رائعة، صوته واضح ،  وسعره مقبول ، و باشتراك سنوي بمبلغ بسيط تحصل على كل اقنية العالم بدون صحن  او علبة بوكس فهذه التجهيزات صارت موضة قديمة  .

وغداً السيارات الكهربائية الصينية والكورية واليابانية  وكذلك اجهزة الكومبيوتر المطورة ستملأ  العالم وقيسوا على ذلك .

حدثت نفسي : أين نحن اليوم ؟

 بينما  نملك اموالا  وطاقة تساعد على بناء التكنولوجيا   

و نملك العلماء  من كل الاختصاصات ولكن!!! 

 اين هم اليوم ، ؟؟؟؟

 اسألوا دول العالم عنهم 

فسلاحنا من الخارج 

ولباسنا من الخارج

وسياراتنا المذهبة من الخارج 

وقصورنا..  رخامها من الخارج

اما اليخوت فحدث عنها اهل الاختصاص بالخارج

حتى عقالنا وغترتنا رمز عروبتنا  مصنوعة بالخارج

حتى قهوتنا العربية تحولت الى  ستار بوكس اليهودية المستوردة من الخارج 

وحتى لانظلم هؤلاء الحكام

 فلدينا صناعات في الداخل  

فبراميلنا المتفجرة صنعت في  الداخل 

والسموم الكيماوية صنعت في  الداخل

وحبوب الكبتاغون والمخدرات الاخرى  صنعت في الداخل 

وتجهيزات التعذيب في معتقلاتنا صنعت في  الداخل 

وحبال مشانقنا صنعت في الداخل

 والمحارق للمعارضين صنعت في الداخل

 اما الدول  التي  كنا نرفض بضاعتها صارت اليوم بالعلالي 

ونحن " والحمد لله"   اتقنا فن الرقص والخلع  للحاكم وفن المديح للحاكم  وفن التملق  للحاكم. 

فغنينا له :

زادك الله يا ابو سليمان 

وبالروح بالدم نفديك يا بو حافظ  

وبشار اسد قبل الله منعبدو

ويا بشار يا ابن القرداحه وفيك من الله لاحه 

هذا ما فلحنا به 

انها رسالة لكل شعوب الامة العربية.

وسوم: العدد 929