قيادة البشر:عمل عقلي ، أوّلاً !

المجنون والأحمق والأبله والبليد ، لايستطيعون أن يقودوا بشراً ، وبعض هؤلاء يعجز، عن قيادة قطيع من الدواب العجماء ! 

 لقيادة البشر: أصولها وضوابطها وأسسها ، التي لاتقوم إلاّ بها ! يـأتي في مقدّمتها :العقل!  

ثم تأتي العناصر الأخرى ، حسب الظروف ؛ ظروف القائد والمقود ! 

ومن أهم العناصرالتي تحتاجها القيادة ، بعد العقل : 

العدالة .. القلب المترفّع عن : الحقد .. وعن الكِبْر.. وعن العُجب ..! 

ونبدأ بالعقل ، أوّلاً : بالعقل يُماز السيّء من الحسن ، في المواقف والعلاقات .. ويعرف الجيّد والسيّ من الرجال والأخلاق .. ويعرف الحاضر والمستقبل .. كما تعرف نتائج الأفعال الجيّدة والرديئة.. وغير ذلك ! وبالعقل يُفهم الدين فهماً صحيحاً ، بعمقه وشموله ! 

العدالة : يجب أن يتّصف القائد بالعدالة ، بين العناصر التي يتولى قيادتها ، كيلا يظلم فريقاً ممّن يقودهم ، لمصلحته الخاصّة ، أو لمصلحة فريق آخر! 

أمّا ترفّع القلب عن : الأحقاد والأضغان ، والكِبر والعُجب .. فهذه كلها صفات مطلوبة من القائد ، ولو دعاه بعض ميزاته ، أو صفاته أوإنجازاته ..إلى أيّ منها ، ممّا يجب الترفّع عنه ، لأن نتائجها تظهر في سلوك العناصر المقودة ؛ فتحبّ وتحترم ، أو تنفر وتحقد !   

وقد أمر الله نبيّه المصطفى ، في التعامل مع صحابته الكرام ، بقوله : (فبما رحمة من الله لنتَ لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر..). 

فلين الجانب ، مع العناصر المقودة ، عنصر أساسي وهامّ ، ممّا يجب أن يتّصف به القائد! 

وقال الشاعر عن الحقد والغضب : 

 لايَحمل الحقدَ مَن تعلو به الرتَبُ      ولا ينال العلى مَن طبعُه الغضبُ ! 

وسوم: العدد 935