أذا أجمع النسق الدولي ، على رفض البديل ، فهل من الحكمة التمسّك به ؟

ثمة أنساق ثلاثة ، تداخلت بفعل العولمة ، تداخلاً شديداً ، وهي : النسق الدولي .. والنسق الإقليمي .. والنسق المحلي ، داخل كلّ دولة ! 

النسق الدولي: نشأ وتطوّر، نتيحة لحرب عالمية مدمّرة ، انتصر فيها فريق من المتحاربين، وفرض شروطه ، وفرض النسق القائم ، اليوم ، منذ سبعة عقود ! وأهمّ مافيه أن دولاً خمساً ، تتمتّع بحقّ الرفض ، لأيّ قرار دولي ( فيتو) ، وتعطّل إرادة عالم كامل !  

والنسق الإقليمي : يضمّ مجموعة الدول ، التي تشكّل إقليماً معيّناً ، بصرف النظر، عن قوّة الدولة الإقليمية أو ضعفها !  

والنسق المحلّي : ويحتوي على دولة واحدة ، في أيّ إقليم كانت ؛ سواء أكانت قويّة أم ضعيفة .. صغيرة أم كبيرة ! 

وتداخل الأنساق الثلاثة ، حعل العالم يكاد يكون قرية واحدة ، لاسيّما على ضوء الوسائل الحديثة ، في التنقّل والانتقال والاتصال ! 

صار الخبر الصغير يعمّ العالم في لحظات .. وصار ارتباط الدول فيما بينها شديداً ، على سائرالمستويات السياسية والاقتصادية .. وصارت الذرائع كثيرة ، للعملاء الذين يستعبدون شعوبهم ، مؤتمرين بأمر الدول القويّة المتنفذة ، بحجّة تقاطع المصالح ، أو المصلحة السياسية ، أو نحو ذلك ! وصارت الشعوب المقهورة ، محكومة بروابط شتى ، أطرافها الخارجية في أيدي الدول القوية المتنفذة ، وأطرافها الداخلية في ايدي الحكّام المستبدّين ، الخاضعين للدول المتنفذة ! 

والسؤال المطروح على الشعوب المقهورة  ، هو : إذا أجمعت الدول المتنفذة ، التي تشكّل النسق الدولي ، ومعها بعض الدول الإقليمية الخاضعة لها .. إذا أجمعت على بديل ما ، في إحدى الدول الصعيفة ، رافضة ماعداه من البدائل .. فهل يكون من الحكمة ، رفض هذا الإجماع ، وضرب الرأس بالجدار؛ ولو هلك قسم كبير من الناس ، في الدولة المعنية ، ودمّر كل مافيها ؟  أم الحكمة تقتضي من المعنيين بالأمر ، من قادة الشعوب المقهورة ، البحث عن بديل مقبول محلياً ودولياً ؟ ولا ننسى ، في هذا الصدد ، أن النسق الدولي لم يُجمع على المجرم حافظ أسد ، إنّما أجمع على رفض البديل الإسلامي ، الذي كان مطروحاً ، وحده ، على الساحة ، بديلا لحافظ أسد ! 

وسوم: العدد 935