لماذا ينقمون منا ..!؟

( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )

الآية الكريمة في أصحاب البروج،  القوم الذين حُرقوا بسبب دينهم كما يُحرق اليوم في أكثر أصقاع الأرض المسلمون ..في العراق والشام واليمن ...!!

تخبرنا الآية أن نقمة الكافرين على المؤمنين فقط بسبب إيمانهم الحق، وليس بسبب آخر ، وهذا العالم اليوم يعج بأصحاب العقائد الساذجة والمنحرفة ففي العالم اليوم ، في القرن الحادي والعشرين، من يعبد الأحجار والأشجار والفئران والأبقار والنار وما يستحيا من ذكره، وفيه من يعبد الأشخاص والشهوات والذهب والفضة ..وكل هؤلاء يظللهم قانون أممي في مواثيق حقوق  الإنسان عنوانه " حرية الاعتقاد "، الحرب فقط قائمة على المسلمين بسبب اعتقادهم، بسبب إيمانهم بالله العزيز الحميد: وأتأمل ذلك من الإيغور إلى آراكان إلى الشيشان إلى أفغانستان إلى العراق إلى الشام إلى اليمن إلى مصر إلى ليبية إلى السودان ...

حيثما اتجه الإنسان وجد حرب " نقمة " ظاهرة أو خفية ، منصوبة لأهل الإسلام حرب عموم، وللممسّكين بالكتاب منهم بشكل خاص. !!

لماذا يغيظهم إيماننا بالله؟؟؟

 وحتى إذا اضطروا لإنشاء تحالفات وقتية مع بعض المسلمين في بعض الظروف، فإنهم لا يتحالفون إلا مع فرق خارجة على الإسلام  تاريخيا، نقمتها على الدين الحق وأهله، أكبر من نقمتها على الكفر البواح، والشرك ما أنزل الله به من سلطان.، من أمثال الروافض ومن لف لفهم ، أو مع أفراد من أبناء المسلمين يحملون أسماء المسلمين، وتربوا في معاهد الآخرين، وشربوا من مائهم كراهية الإسلام وأهله  كل واحد منهم يظن نفسه أنه " أولى من محمد رسول الله" بالاتباع . فهو في عقله الفردي أو الجمعي المنبثق من الأنا المتضخمة فوق ما جاءت به الشريعة، وأداه الرسول عن ربه بلاغا ..

وأعود وأقول إنما ينقمون منا، كما علمنا ربنا، إيمانَنا بالله العزيز الحميد

لأنهم كلما أحكموا علينا الإغلاق، وسدوا علينا السبل، وحاصرونا في قرارة اليأس، رفعنا رؤوسنا نقول: حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ...

في سورية اليوم لا صوت يعلو فوق صوت المؤامرة، وصوت التواطؤ ، وصوت القتل والمطاردة والاغتيال والموت والتشريد والفقر والجوع ...ونرفع رؤوسنا جميعا فوق كل هذا، ونحن محاصرون من قوى الشر من أمامنا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ومن تحتنا ..نرفع رأسنا ونقول : حَسْبُنَا اللَّهُ، سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ، إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 941