الانتصار لدرعا حق وواجب وسهل وقريب

وما زالت الحرب في درعا كر وفر..

ونصرة درعا حق واجب. ومناطه في عنق كل السوريين، وبشكل أخص في عنق المتحملين لمسئولية القرار الكلي والجزئي.

الحرب في درعا أو على درعا ليست مباراة كرة بين فريقين، يمكن أن نكون فيه من المشجعين.

وموقف سياسي حقيقي من أصحاب القرار يمكن أن يغير ويبدل المشهد، ويقلبه على العابثين فيه بلحظات.  الإيغال في تصفية معاقل الثورة يعني أن مقترحي ما سُمي "الحل السياسي" قد " أجهزوا عليه " أقرب للصواب أن نقول قد " تفعّلوا عليه " وبعض الناس يحبون الفرجة!!!

وأسهل شيء على مؤسسات القرار الوطني ، أن تفعل هي الأخرى به، ما اقترحه سيدنا عمر رضي الله عنه على بني ثقيف في أمر " اللات "  راجعوا كتب السيرة، لا أحب أن يدعي بعض الناس عليّ جنيف واحد وجنيف 2 ، و2254 ، وكل الأستانات تستحق ما اقترحه سيدنا عمر على بني ثقيف بشأن اللات ..أبسطه أن يقول من في يده مقلاد الأمر : إن لم توقفوا الحرب على درعا في الجنوب، وعلى بلدات الشمال فنفعل بكل قراراتكم بمقترح سيدنا عمر، ولن نكون غطاء للعبتكم القذرة ...

أكثر ما يسوؤني قوم يبخسون قدر ثورتهم. فيظلون يتشكون من ضعف ومن عجز ومن تثريب ،ومرة أخرى سمع سيدنا عمر رجلا يتماوت ويسمي تماوته زهدا أو واقعية ، فقال له : لا تمت علينا ديننا أماتك الله .. أنتم ممثلون لسورية أبهرت العالم وأعجزته!! أنتم ممثلون لثورة قدمت مليون شهيد، ويظلون يتعللون بضعف الإمكانات ..وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رحم الله أخي لوطا فقد كان يأوي إلى ركن شديد .." الذين خرجوا إلى المظاهرات في أول يوم في درعا وفي غيرها لم يكن يملكون عشر ما تملكون ..

من أولويات الانتصار لدرعا اليوم أن لا تترك درعا اليوم وحيدة في الميدان ، أن يتحرك الناس على كل المحاور والمواقع وفي كل البلدات. وقد لا نطلب الكثير  حين نعتبر رفع الصوت بالأذان مقاومة ، وتكثير سواد المصلين في المساجد مقاومة ، وحرق إطارات السيارات على الطرق العامة وفي الساحات الداخلية ..

ومنها أن نستعيد نشيد :

الله أكبر فوق كيد المعتدي .. والله للمظلوم خير مؤيد

يا هذه الدنيا أطلي واسمعي ..جيش الأعادي جاء يبغي مصرعي

هل تحفظونه ..لعلي كنت في الصف الخامس الابتدائي عندما هزتني لأول مرة،  موسيقاه وكلماته ، ولعله ما زال يردني إلى هناك  ..

أحيانا ليس من الجميل عقلنة كل شيء ، وكان بعض الشيوخ الصالحين ينشد: جنوني في حبكمُ فنون ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 941