أفغانستان جغرافيا وديمغرافيا .. لتكن لنا فكرة

تقع " أرض الأفغان " وهذا هو معنى التسمية ، في قلب آسيا الوسطى. وهي المعبر الرئيسي بين دول شرق آسيا وشرق المتوسط ،الذي يشكل ببحره جسر التواصل الحضاري بين شرق العالم وغربه.

كل الأرقام والإحصاءات التي سترد في هذه النبذة تقديرية وتختلف المصادر حول العديد من الأرقام ..

مساحة أفغانستان حوالي 650 ألف كم مربع ..

سكانها : حوالي : 35 مليون نسمة / لا إحصاء رسمي لعدد سكان وآخر تقدير كان 2016 بحوالي 33 مليون ..

أفغانستان دولة داخلية ، لا تطل على بحر ، وهذا شأن العديد من الدول في آسية الوسطى.

الحدود : تحاط أفغانستان بعدد من الدول ، وفي معظم الحالات هي محاطة بدول عظمى، أكبر منها مساحة وأكثر سكانا، وهذا يجعلها موضع طمع الأقوياء منهم ..

يحدها من الشمال ثلاث دول : طاجكستان - أوزبكستان- تركمانستان ..وهذه الدولة كانت جزء من اللاتحاد السوفياتي ..لكي نتذكر الغزو السوفييتي لأفغانستان في سبعينات وثمانينات القرن الماضي..

ويحدها من الغرب: إيران - ومن الشرق الصين - ومن الجنوب باكستان . وهكذا نجد أنه حين تحكم الجيوسياسة ، ستكون باكستان القاعدة الجغرافية والديمغرافية والقبلية والدينية بالنسبة لأفغانستان ..فأمام مطامع السوفييت سابقا - والصينيون والإيرانيون ، ستبقى معادلة الأفغان محسومة في الاتكاء المتبادل بينها وبين باكستان. أرجو أن يذكرنا هذا بشيء في جنوب سورية وشمالها.

السكان :

التنوع الأساسي في أفغانستان قبلي، وليس دينيا ولا طائفيا ,,

فالأكثرية الكبرى من الأفغان حوالي 90% منهم مسلمون أحناف ماتريديون ..

9% شيعة ، جلهم من الهزارة وعنوان الهزارة يحمل عنوانين القبلي والمذهبي ..وسوادهم من الشيعة الاثناعشرية . وفيهم نسبة من الإسماعيليين.

وباقي السكان ديانات قديمة وهندوس وسيخ .

أما التنوع القبلي فهو الأكثر تعددا ..

أولا الشعب الأفغاني من الشعوب الآرية. وبعض الدراسات تقرر أن منبع العرق الآري الذي يسود الغرب أخيرا، والذي قامت عليه العنصرية النازية، وادعى الألمان النازيون أنهم خير من يمثله، كان من آسية الوسطى. ومن هنا نجد في الدراسات الحضارية والأدبية نماذج مثل غوتية غي إعجابه بفارس ، ونجد عند نيتشة، "هكذا تكلم زرادشت"، ونجد الرسائل الفارسية عند الفرنسبي مونتيسيكيو .

والشعب الأفغاني من الشعوب الآرية مثله مثل بقية شعوب وسط آسية مثل الفرس والطاجك والأرمن والكرد وغيرهم من الشعوب ..

وتغلب حياة البداوة والفلاحة على مجموع السكان في أفغانستان ويشكل هؤلاء 75% من سكان أفغانستان ,,

يشكل البشتون السلالة القبلية الأكبر في أفغانستان حوالي 50% من السكان

ويليهم : الطاجيك35% وهم جيرانهم كما ذكرنا في الشمال.

ثم الأوزبك حوالي 10% وهم أيضا جيرانهم في الشمال

ثم الهزارة وهم 7% وهم امتداد لجيرانهم من الغرب. ودائما حين يكون للأقليات سند مما يليهم من الحدود، أو عبرها ، يتعاظم دورهم أكثر.

ثم هناك هوامش سكانية صغيرة مثل مثل البلوش والإيماق والتركمان وغيرهم.

يعد المجتمع الأفغاني من المجتمعات العشرة الأكثر نموا بشريا حول العالم. وهذا يشكل هاجسا لمنظمات الأمم المتحدة ..يقلقون من نمو الأطفال على هذه الأرض مع جمال رؤية طفل يحبو ، ولا يقلقون من تراكم مخلفات حضارتهم في البر والبحر والجو ..

ولا تزال الأمية هي السائدة في أفغانستان حتى اليوم . وهو تحد سيفرض نفسه على كل النظم التي ستحكم أفغانستان ..

أفغانستان الولايات الكبرى ..

تقسم أفغانستان إلى أربع وثلاثين..ولاية ..

ولكل ولاية عاصمتها وتوابعها ..وسأذكر هنا أسماء بعض الولايات فقط

العاصمة المركزية : كابل

قندهار : كانت معقل الملا عمر وحركة طالبان

بلخ : نذكرها كثيرا بمن ينسب إليها من العلماء ومن الشعراء . ومنهم مولانا جلال الدين البلخي، صاحب المثنوي. وقصيدة الناي. ويرفض الأفغاني أن تذكره أمامه بأنه جلال الدين الرومي ويصر على أنه " جلال الدين البلخي"ومنها هلمند وغزني وخوست وجوزجان وغيرها

اللغات السائدة في أفغانستان :

اللغة الدرية وهي لهجة فارسية قديمة توازي البهلوية السائدة في إيران اليوم.

ثم لغة البشتو وهي وكل لغات المنطقة من أصول آرية كما أسلفنا بينما العربية وأخواتها من الأصل السامي في اللغات العالمية.

تحديات أمام أي نظام مستقبلي يحكم أفغانستان ...

أولا تحدي القبلية:

الشعور القبلي طاغ في أفغانستان. وبدون مثاليات، هو متغلب على الشعور بالانتماء الديني، ولقد لاحظنا هذا في حرب الفصائل في مرحلة ما بعد الانتصار على السوفييت ..

ثانيا : تحدي الجيوسياسية وقوع أفغانستان بين أربع دول كبرى وطامعة ..

ففي الشمال الروس وراء كل من طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان وفي الشرق الصين بأطماعها القديمة والمستجدة ، وإيران بمشروعها الامبراطوري المذهبي والقومي معا، ثم باكستان ...

ثالثا تحدي التنمية وكل أبعاده مثقلة ..

تحدي الصحة ، 8% من أطفال أفغانستان يتوفون في سن الولادة الأولى وكذلك أمهاتهم ..

تحدي التعليم حيث لا تزال الأمية هي السائدة بين الذكور والإناث ..

تحدي الإنتاج والانتصار على الفقر ، فأفغانستان بلاد جبلية قليلة الأمطار ، ومواردها الطبيعية على قلتها غير مستغلة ..

تحدي الانتصار على زراعة المخدرات ...

حقيقة الأمر : الوصول إلى الحكم صعب، ولكن تحمل مسئولياته بجدارة أصعب عشرات المرات ...

وهذا حافظ الأسد وابنه بشار وصلا إلى حكم سورية ولكنهما دمرا كل ما هو خير وجميل فيها ...

أحببت إذا تحدثنا عن أفغانستان أن نتحدث على الحاضر وليس على الغائب .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 942