المشروع الإيرانيّ الصفويّ الفارسيّ، مقدّماته، وأخطاره، ووسائل التصدّي له 6

الحلقة السادسة: المشروع المشبوه عارياً: معايير خطره، وتفنيد حقيقته

*تنويه وتذكير*

(هذا الكتاب كتبته ونشرته في عام 2004م، وأعدت نشره في عام 2010م، بعد إدخال بعض التعديلات والإضافات عليه، وأعيد نشره الآن في عام 2022م، لأذكِّر المزاودين على الحركة الإسلامية السورية والمفترين والعملاء، أفراداً ودولاً ووسائل إعلامٍ وقنواتٍ فضائيةٍ مشبوهة.. أننا أول مَن حَذّر المسلمين والعالَم من خطر المشروع الإيرانيّ الفارسيّ الصفويّ الإجراميّ، على سورية والأمّتين العربية والإسلامية، وأول مَن قاوَمَه وفضح أصحابه وأساطينه، وما نزال، فيما كان المزاودون والمفترون علينا اليوم، ينعمون بالدفء في أحضان أصحاب هذا المشروع، أو كانوا عملاءهم وأحبّاءهم، أو ممالئيهم ومناصريهم، أو شياطينهم الخُرس المغفّلين).

*     *     *

*الفصل الثالث*

*العناوين الرئيسة:*

*أولاً: معايير خطر المشروع الصفويّ الفارسيّ.*

*ثانياً: التحالف الإستراتيجيّ بين عناصر المشروع الصفويّ الفارسيّ:*

من أهم مظاهر التحالف الشعوبيّ الصفويّ الفارسيّ:

1- حملات التطهير العرقي والمذهبي ضد أهل السنة في العراق.

2- التغلغل الفارسي الصفوي في العراق، بتعاونٍ كاملٍ مع المرجعيات الشيعية العراقية، لاسيما ذات الأصل الفارسي منها.

3- التغلغل الشيعي الفارسي في سورية، واشتداد حملات التشييع في صفوف الشعب السوري المسلم السني، وتجنيس الفرس والعراقيين الشيعة.

4- بروز عمليات التزوير الفاضحة، للتركيبة الديموغرافية للشعب السوري.

5- التواطؤ الكامل والتآمر مع القوات الأميركية المحتلة في العراق.

6- اشتداد حملات الاعتقال التي ينفّذها النظام السوري الأسدي، ضد السوريين المتذمِّرين من التغلغل الصفوي الفارسي في بلدهم، وضد عرب (الأحواز) المحتلّة إيرانياً، من اللاجئين إلى سورية.

*     *     *

*ثالثاً : الأركان الخمسة للمشروع الصفويّ الفارسيّ:*

1- التواطؤ والتآمر مع القوى الغربية بزعامة أميركة إلى أبعد مدىً ممكن، لاجتياح بلادنا واحتلالها، وفسح المجال لها ومساعدتها في السيطرة على أوطان المسلمين.

2- اللعب بالورقة الدينية الشيعية، وإشعال فتيل الحرب الطائفية.

3- اغتيال الكفاءات السنيّة العلمية والعسكرية والدينية، لترويعهم وتهجيرهم والتشفي منهم!..

4- الاجتياح الديموغرافي الشيعي الصفوي.

5- افتعال الصدامات الكاذبة مع العدو الصهيوني، واستفزازه ليقوم بتدمير بلادنا.

الساحات الأربع التي اختارها الطائفيون الصفويون بدايةً لتحقيق أهدافهم:

1- الساحة الإيرانية. 2- الساحة العراقية. 3- الساحة السورية. 4- الساحة اللبنانية.

*     *     *

*رابعاً: أساليب تحرّك المشروع الصفويّ الفارسيّ في العالم الإسلاميّ:*

1- سياسياً.

2- أسلوب التقية. 

3- عاطفياً.

*خامساً: وسائل المشروع الصفويّ الفارسيّ.*

*سادساً: بعض آثار تمدّد المشروع الصفويّ الفارسيّ.*

*سابعاً: إنذارات الخطر التي يمثّلها المشروع الصفويّ الفارسيّ.*

*ثامناً : حقائق عن حزب الله اللبنانيّ : مخلب المشروع الصفويّ الفارسيّ.*

*     *     *

*أولاً: معايير الخطر الذي يمثّله المشروع الصفويّ الفارسيّ*

*خططهم التفتيتية قيد التنفيذ:*

لو راقبنا السياسة الإيرانية والتحرّكات التي تنتهجها والتغلغل الإيرانيّ داخل العديد من البلدان العربية والإسلامية، وسلوك التحريض وتحريك الأنصار ودعمهم داخل هذه البلدان.. لتأكّدنا أن الخطة الخمسينية المذكورة آنفاً تسير قُدُماً في غفلةٍ من العرب والمسلمين، ولعلّ ما أشار إليه الملك الأردنيّ عبد الله الثاني منذ سنوات، عن (الهلال الشيعي) الممتدّ من إيران إلى لبنان، يؤكّد على خروج الخطر الإيرانيّ من قمقمه بعد انهيار العراق واحتلاله وسيطرة عملاء إيران عليه، ليمتدّ هذا الخطر إلى دول الخليج العربيّ وبلاد الشام واليمن ودول شماليّ إفريقية، محمّلاً بنـزعةٍ دينيةٍ وقوميةٍ معادية.. وغني عن الذكر أنّ امتداد الخطر الإيراني إلى هذه البلدان، يتطلّب شعوراً موحّداً بالخطر، وخطةً مركزيةً لمواجهته، تُديرها جهة مركزية، وتتولاّها بمختلف أشكال الدعم السياسي والإعلامي والاجتماعي والمالي والاقتصادي والشرعي والدعوي والثقافي والأمني و..

عندما بدأت السياسة الإيرانية بالتحرّر من عقالها بعد احتلال العراق، وانطلقت في الفضاء الواسع لمنطقتنا العربية والإسلامية.. ارتكزت إلى ركيزتَيْن أساسيَّتَيْن: 

أ- غَرْس بذور الفتنة الداخلية داخل مجتمعاتنا.. 

ب- والدفع باتجاه تفتيت الكيانات السياسية العربية والإسلامية القائمة أو إضعافها.  

والهدف من كل ذلك هو: الهيمنة الإيرانية على المنطقة، وكسب أكبر كَمٍّ ممكنٍ من أوراق النفوذ، إلى درجةٍ يشعر فيها أصحاب المشروع (الأميركي-الصهيوني)، أنّ إيران هي الدولة الوحيدة التي يمكنها منافستهم، ما يدفع بالتالي، إلى فتح الطريق أمام انتزاع اعترافٍ إقليميٍ ودوليٍ باللاعب الإيرانيّ الجديد، الذي سيتوجَّب إشراكه في تحديد معالم المنطقة، وصياغة مستقبلها القريب والبعيد، بعيداً عن مصالح أهلها وشعوبها.

على هذا الأساس، يتغلغل الإيرانيون الشعوبيون في مفاصل بلداننا، اقتصادياً واجتماعياً وديموغرافياً وأمنياً وسياسياً وعسكرياً وثقافياً.. ودينياً (الدين الصفوي الشيعي)، ويقومون ببناءٍ نشطٍ لتجمّعات الارتكاز، التي تكمن بانتظار الفرص السانحة لتفجير مجتمعاتنا من داخلها، بعد توفير كل عوامل التناقضات فيها، ومن ثم الانقضاض عليها لجني المكاسب، والتقدّم باتجاه تحقيق الهدف القوميّ الإيرانيّ الشعوبيّ، المحكوم بأحلام إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية.. ولعلّ أوضح ما يدلّ على ذلك: أحداث البقيع (منذ سنوات)، وانكشاف الاختراق الإيراني للمغرب ومصر والجزائر، والاضطرابات والعدوانات التي تقترفها حركة الحوثي في اليمن، وكل ما يجري في العراق المحتل من عمليات تغلغلٍ ونفوذٍ وسيطرةٍ وتطهيرٍ دينيٍّ وتفتيتٍ وقضمٍ للأرض ونهبٍ للنفط والثروة، وذلك من قِبَل إيران التي تستغلّ جيداً وجودَ القوّة الأميركية المحتلة للبلاد.. وكل ما يلعبه حزب الله اللبنانيّ في لبنان، وانكشاف بعض عمليات الاختراق في الأردن وفلسطين ودول الخليج العربيّ، والاختراق الواسع للمجتمع السوريّ، وهو اختراق يحميه النظام الحاكم (عصابة بشار) ويدعمه بقوّة.. فضلاً عن التهديدات الإيرانية لدولة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، والتمسّك باحتلال عربستان والجزر الإماراتية الثلاث، وما تناقلته الأخبار الموثّقة، عن السيطرة الإيرانية على الأراضي العراقية الحدودية بعمق 5-10 كيلو متر، فضلاً عن احتلال جزيرة (أم الرصاص) العراقية، وذلك تحت سمع الجيش الأميركي المحتلّ للعراق وبصره!..

*أين تتجلّى خطورة المشروع الإيرانيّ الشعوبيّ الصفويّ الفارسيّ؟!..*

لعل القدرة على اختراق مجتمعاتنا تحت ستار المذهب والدين ومزاعم المقاومة والدعوة الإسلامية، واستخدام قناع الإسلام والدين وأكاذيب حُبّ آل البيت، ثم بناء المرتكزات الموالية (للوليّ الفقيه) القابع في قُمّ وطهران، وتحويل كل ذلك إلى أدواتٍ فعّالةٍ تأتمر بأمره، وتنفِّذ سياساته، وتتحرك ضد مصلحة الوطن الأصليّ.. لعل ذلك، هو أشد معالم الخطر الذي يتهدّدنا!..

المشروع (الصهيو أميركي) معروف واضح لكل الشعوب العربية والإسلامية وأبنائها، حتى للبسطاء منهم، ومن السهل حشد الطاقات لمقاومة هذا المشروع الاستعماريّ الخبيث.. وأصحاب هذا المشروع لا يستطيعون اختراق مجتمعاتنا بالشدة التي يستطيعها الإيرانيون الشعوبيون، وبخاصةٍ عندما يوفِّر لهم نظام فاسد كعصابة بشار.. كلَّ عوامل التغطية والنجاح والتواطؤ!..

المشروع الإيرانيّ الشعوبيّ يجتاحنا من داخلنا، ويقوّض بنيتنا الاجتماعية والثقافية والعقدية والتربوية والإسلامية والأخلاقية، ويهدّد استقرارنا الداخليّ والأمنيّ.. ويستخدم أدواته المتعدّدة الأشكال، فهو عنيف قاتل مجرم سفّاح في العراق وسورية.. وكريم سَخِيٌّ دبلوماسي مُفسِد خبيث، يتحرّك تحت عمامةٍ مزيَّفةٍ ينسبها لآل البيت في اليمن.. ومتآمر مخرِّب خادع يفتعل الضجيج ويرفع الشعارات البرّاقة المزيّفة في لبنان.. ووقح متحفِّز في دول شماليّ إفريقية والخليج العربيّ!..

*     *     *

*ثانياً: التحالف الإستراتيجيّ بين أطراف المشروع الصفويّ الفارسيّ*

في عام 2007م، أُعلِنَ في دمشق عن انطلاق تحالفٍ إستراتيجيٍ إيرانيٍ-سوري، ضمّ إليه حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية.. ثم تحوّل هذا التحالف المشبوه الجديد إلى مشروعٍ سرطانيٍ شديد الخبث، يفوق خطرُهُ على أمتنا العربية والإسلامية خطرَ الكيان الصهيونيّ نفسه.. وكان من أهم مظاهر هذا المشروع الشعوبيّ الصفويّ:

1- حملات التطهير العرقي والديني ضد أهل السنة في العراق، مترافقةً مع حملات التهجير الواسعة لهم من مناطق جنوبيّ العراق، وإطلاق الدعوات لتقسيم العراق على أساسٍ طائفيّ، مع استمرار تحريض المحتل الأميركي على شن حملات الاعتقال والأسْر والقتل والتدمير والمداهمات والتنكيل والتصفية، ضد أهل السنة العراقيين، وضد مساجدهم ومؤسّساتهم وأحزابهم وحركاتهم!..

2- التغلغل الفارسي الصفوي في العراق، بتعاونٍ كاملٍ مع المرجعيات الشيعية العراقية، بخاصةٍ ذات الأصل الفارسي منها.. وذلك استخباراتياً وعسكرياً واقتصادياً وسياسياً ودينياً، بمباركةٍ أميركيةٍ ودعمٍ عسكريٍ ولوجستيٍ مهمٍ من قِبَل القوات المحتلة الأميركية، إلى درجةٍ بدا معها العراق خاضعاً لاحتلالٍ فارسيٍ صفويٍ بالدبابة الأميركية!..

3- التغلغل الشيعي الفارسي في سورية، واشتداد حملات التشييع في صفوف الشعب السوري المسلم السني، (هذا كله بدأ قبل اندلاع الثورة السورية)، وانطلقت واقعات تجنيس الفرس والعراقيين الشيعة، بمنحهم الجنسية السورية من قِبَل العصابة الحاكمة لبشار.. وقد تجاوزت أعدادُهُم المليونَ قبل الثورة، ويقيم معظمهم في منطقة (السيدة زينب) وما حولها في دمشق!..

4- بروز عمليات التزوير الفاضحة، للتركيبة الديموغرافية للشعب السوري، ولعل أشدها وضوحاً، تلك الدراسات الوهمية التي نشرتها المخابرات الطائفية السورية، عن أنّ المجتمع السوري هو مجتمع أقليات، وأنّ أهل السنة لا تتجاوز نسبتهم 45% من مجموع الشعب السوري، وأنّ هؤلاء منقسمون على أنفسهم!.. في محاولاتٍ وقحةٍ لتزوير التاريخ والجغرافية والديموغرافية السورية، مع أنّ الشعب السوري يتكوّن بغالبيته الساحقة من أهل السنة (82%)، بينما (18% من النصيريين والدروز والإسماعيليين والمسيحيين وآخرين)، وهذه إحدى الحقائق البدهية في سورية!..

5- التواطؤ الكامل مع القوات الأميركية المحتلة، ولعل أبرز ذلك، ما أصدرته المرجعيات الدينية الفارسية العراقية من فتاوى، تُحَرِّم مقاومة المحتل الأميركي، وتُطلق الأبواب مُشرعةً لذبح أهل السنة في العراق، ووصفهم بالإرهابيين!..

6- اشتداد حملات الاعتقال التي تنفّذها عصابات بشار، ضد السوريين المتذمِّرين من التغلغل الصفوي الفارسي في بلدهم، وضد عرب (الأحواز) المحتلَّة إيرانياً، الذين لجؤوا إلى سورية منذ عشرات السنين تحت شعارات القومية العربية التي يتدثّر بها حكام سورية، وتسليم بعض الشخصيات القيادية الأحوازية المعارِضة إلى مخابرات النظام الإيراني (خليل عبد الرحمن التميمي، وسعيد عودة الساكي، وغيرهما العديد من القيادات الأحوازية العربية)!..

*     *     *

*ثالثاً: الأركان الخمسة للمشروع الصفويّ الفارسيّ*

إنّ هدف المشروع الصفوي الفارسي الشعوبي، هو السيطرة على العالَمَيْن العربي والإسلامي بَدءاً من إخضاع منطقة الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق)، وذلك باجتياحها ديموغرافياً ومذهبياً وتبشيرياً صفوياً وسياسياً وأمنياً وثقافياً واستيطانياً.. ويقوم هذا المشروع المشبوه على أركانٍ خمسة، هي: 

1- التواطؤ والتآمر مع القوى الغربية بزعامة أميركة إلى أبعد مدىً ممكن، لاجتياح بلادنا واحتلالها، وفسح المجال لها ومساعدتها في السيطرة على أوطان المسلمين، والقيام بدورٍ خبيثٍ لا يقل خطورةً عن دور (ابن العلقمي) حين تواطأ مع هولاكو لاجتياح بلاد المسلمين.. وكل العالَم يعرف أنّ إيران كان لها الدور الأعظم في التواطؤ مع أميركة لاحتلال أفغانستان.. ثم العراق، والمسؤولون الإيرانيون صرّحوا بذلك بوضوح، بل افتخروا بذلك: (تصريح إيراني رسمي: لولا إيران لما احتلت أميركة العراق.. ولولا إيران لما احتلت أميركة أفغانستان).. وذلك لإضعاف أهل السنّة، ثم الانقضاض عليهم تحت مظلة المحتل الأميركي!..

2- اللعب بالورقة الدينية الشيعية، وإشعال فتيل الحرب الطائفية، والقيام بعمليات التطهير العرقي والطائفي والديني، والعمل على تجزئة بلادنا، وتهجير أهل السنّة العراقيين من المحافظات التي يتداخلون فيها مع أبناء الشيعة، مع قيام المرجعيات الشيعية بدورٍ مُفسِد، بالتحريض على أهل السنّة وعلى مؤسساتهم التعليمية والدينية (الشيرازي يدعو خلال خطبةٍ مفتوحةٍ إلى تدمير مساجد أهل السنة، وقد قاموا فعلاً بتدمير مئات المساجد أو احتلالها وتحويلها إلى حسينياتٍ ومراكز شيعيةٍ صفوية)!..

3- اغتيال الكفاءات السنيّة العلمية والعسكرية والدينية، وممارسة مختلف الجرائم بحقهم، لترويعهم وتهجيرهم والتشفي منهم!..

4- الاجتياح الديموغرافي الشيعي الصفوي، كما يحصل في سورية بشكلٍ خاص، تحت تغطيةٍ كاملةٍ تقدّمها عصابة بشار الحاكمة، وكما يحصل بشكلٍ أو بآخر في لبنان، فضلاً عن العراق.. إضافةً إلى حملات التبشير الشيعي في صفوف أهل السنة!..

5- افتعال الصدامات الكاذبة مع العدو الصهيوني والأميركي الصليبي الغربي، واستفزازهم ليقوموا  بتدمير بلادنا، ثم لتخلو لهم الأجواء (أي للصفويين الفُرس) للّعب بأوراقهم الصفوية، وتسهيل تحقيق أهدافهم الشرّيرة، تماماً كما فعلوا ويفعلون في أفغانستان والعراق ولبنان!..

إنّ الساحات الأربع التي اختارها الطائفيون الصفويون بدايةً لتحقيق أهدافهم، يسير فيها مخطَّطهم حالياً بالشكل الآتي:

1- في الساحة الإيرانية: عمليات تطهيرٍ واسعةٍ لأهل السنة في إيران، مع قَمعهم والتنكيل بهم، واستباحتهم مع أموالهم وأعراضهم ومساجدهم (طهران كلها ليس فيها مسجد لأهل السنة)!..

2- في الساحة العراقية: تكامل بالأدوار مع المحتل الأميركي، وتدمير العراق ومحاولات تجزئته، وتسليط سَفَلَة الميليشيات الشيعية على أهل السنة، والقيام بأضخم عملية تطهيرٍ وتهجيرٍ ضد أهل السنة، مع اتباع عمليات إبادةٍ منظَّمةٍ ضدهم، وتزوير النسب المئوية لسكان العراق، بنشر الأكاذيب والدراسات المزيّفة التي تزعم أن الشيعة هم الأغلبية، مع اجتياحٍ فارسيٍ صفويٍ شيعيٍ استيطانيٍ للعراق، لقلب نسبة الأغلبية السنية (52%) لمصلحة الأقلية الشيعية!..

3- في الساحة السورية: قبل الثورة، قامت عصابة بشار، وما تزال تقوم بعد اندلاع الثورة، باعتبارها الحليف الإستراتيجي لإيران، بحملات اعتقالٍ وتصفيةٍ واسعة النطاق ضد الشعب السوري، وبمحاصرة المؤسسات التعليمية الإسلامية، مع فسح المجال لمؤسّساتٍ شيعيةٍ وليدةٍ مشبوهة.. مع أنّ الشيعة في سورية لا وجود لهم.. كما تقوم العصابة بتغطية أعمال التبشير الشيعي في صفوف المسلمين السوريين، وبتجنيس الوافدين الشيعة من إيران والعراق وأفغانستان وباكستان، وتوطينهم في سورية، والتضييق على عرب (الأحواز) اللاجئين إلى دمشق.. كما تقوم هذه العصابة الخائنة المجرمة، بمدّ اليد للصهاينة والأميركيين، وبحملات القمع والبطش بحق أبناء الشعب السوري، وبجعل سورية قاعدةً للتآمر على لبنان والأردن ودول الخليج العربيّ، وباستخدام الورقة الفلسطينية لمصلحة الحلف الشعوبيّ الشرّير!..

4- في الساحة اللبنانية: لَعِبُ حزب الله وحركة أمل الشيعية بورقة المقاومة، المزيَّفة، للمحافظة على السلاح في أيديهما، ولخلط الأوراق السياسية في لبنان لمصلحة أركان الحلف الصفوي الفارسي.. وقيامهما بالتبشير الشيعي، واستفزاز إسرائيل لضرب لبنان كلما دعت حاجة أطراف المشروع الصفوي، مع محاولاتٍ مستمرةٍ لضرب وحدة لبنان، وتشكيل دولةٍ شيعيةٍ داخل الدولة اللبنانية!.. 

*     *     *

*رابعاً: أساليب تحرّك المشروع الصفويّ الفارسيّ في العالم الإسلاميّ*

1- سياسياً: تستغلّ إيران وحزب الله لعبة المقاومة، وترفع شعاراتٍ برّاقةً ضد (إسرائيل) للعبور إلى ضمير أبناء الأمة.

2- أسلوب التَّقِيَّة: بمخاطبة كل فردٍ أو جماعةٍ أو حزبٍ بما يحبون، والتلاعب بمشاعر الجماهير، لتجيير مواقفهم: (الحديث عن أخوّة الإسلام، أو عن الممانعة بوجه الكيان الصهيونيّ أو المشروع الأميركيّ، أو عن الحكام المستبدّين الذين يظلمون الشعوب).

3- عاطفياً: المتاجرة بمحبة آل البيت وفضلهم، والمبالغة في مزاعم مظلوميّتهم. 

*     *     *

*خامساً: وسائل المشروع الصفويّ الفارسيّ*

1- المبشِّرون الشيعة المتخصّصون في الأقطار العربية والإسلامية، إذ في كل قطرٍ عربيٍ أو إسلاميٍ دائرة خاصة تدير اللعبة فيه بكل معطياتها في الأوساط العامة، للدعوة إلى دين الشيعة الإماميّة، ومن الجدير بالذكر أنّ (الحوزة الزينبية) في دمشق، أصبحت مرتكزاً لاستقبال المبشِّرين من الدول العربية وتدريبهم وتأهيلهم، ثم لإعادة تصديرهم إلى بلدانهم الأصلية، للقيام بالمهمّات التي توكَل إليهم فيها، خدمةً للمشروع الإيرانيّ.

2- المهاجرون العراقيون من الشيعة، المقيمون في سورية وبعض البلاد العربية.

3- الحجّاج والزوّار الإيرانيون.

4- المال الإيرانيّ والعراقيّ وشراء الذمم، وهناك معلومات مؤكّدة على أنّ رؤوس أموالٍ شيعيةٍ كويتية دعمت إقامة بعض المشروعات الشيعية الإيرانية في سورية (حوزات وحسينيات ومزارات).

5- القنوات الفضائية التي توظَّف في خدمة المشروع الصفوي الشيعيّ.

6- الكتب والأشرطة والأقراص التي تنتشر وتوزَّع في البلاد العربية والإسلامية.

7- المهرجانات والاحتفالات، التي تقام لخدمة أصحاب المشروع.

8- بناء الحوزات الشيعية والحسينيات، وشراء العقارات، المترافق مع عمليات استيطانٍ وانتشارٍ ديموغرافيٍ هادف، كما يحصل في سورية.

9- البعثات التعليمية لدراسة الدين الشيعيّ الصفويّ في طهران وقمّ.

10- دعم المتعاونين مع الشيعة في كل بلد، وترقيتهم إلى أرقى المناصب إن أمكنهم ذلك، وتوجيههم لاختراق مؤسّسات الدولة التعليمية والتربوية والتجارية والصناعية والإعلامية والأمنية.

11- شراء ولاء بعض النافذين في المجتمعات، لاسيما شيوخ العشائر والوجهاء.

12- التحالف مع بعض الحكومات والجماعات والأحزاب العربية.

13- الاستفادة من شهادات حسن السلوك التي يتقدم بها بعض القادة العرب والإسلاميين الحريصين على المهادنة، أو الجاهلين بحقيقة التحرّكات الفارسية الإيرانية ودوافعها.

14- تسهيل نكاح المتعة للشرائح الشبابية وأصحاب الشهوات.

15- تعمل الجهة المركزية على إعداد مسلسلاتٍ تلفزيونيةٍ درامية، لعرض وجهة نظرهم التاريخية، وتشويه صورة الجيل الأول من الصحابة رضوان الله عليهم، وكذلك تشويه صورة الدولة الإسلامية الأولى، والطعن بالتاريخ الإسلاميّ. 

*     *     *

*سادساً: بعض آثار تمدّد المشروع الصفويّ الفارسيّ*

1- تعزيز مكانة الأقليات الشيعية ودورها في العالمَيْن العربيّ والإسلاميّ، ودعمها بالمال والمواقف، وتحريضها على الفتنة والثورة: لبنان، والبحرين، واليمن، والكويت، والإمارات، ومصر، والمغرب، والمملكة العربية السعودية.

2- غرس أقلياتٍ شيعيةٍ في الدول التي لا يوجد فيها شيعة اثنا عشرية من قبل، من مثل: مصر والسودان وسورية والأردن والمغرب ودول جنوبيّ شرق آسية..

3- بناء المشاهد والحسينيات والمزارات في مواطن ليس فيها شيعة، وافتعال مواقع وربطها بآل البيت، كما يحصل في سورية.

4- ما يجري على أرض العراق (المحتَلّ أميركياً وإيرانياً) بكل أبعاده.. وما ينفّذه (حزب الله) في لبنان بكل تفاصيله.

5- ظهور الخطاب الشيعيّ الإعلاميّ التبشيريّ بشكلٍ سافر، عبر كل وسائل الإعلام الحديثة المعروفة. 

*     *     *

*سابعاً: إنذارات الخطر التي يمثّلها المشروع الصفويّ الفارسيّ*

1- تشويه عقيدة الإسلام في نفوس العرب والمسلمين، وتشتيت أفكارهم وسلوكهم الإسلاميّ العام.

2- زرع الشروخ في بنية المجتمعات العربية والإسلامية، وإيجاد أجواءٍ للفتنة ما بين الأقليات الشيعية وهذه المجتمعات.

3- زرع نقاط الارتكاز على شكل مستوطناتٍ أو مراكز للسيطرة، وإيقاع القلاقل والنـزاعات، لتمرير نفوذ الدولة الفارسية الإيرانية، دينياً وسياسياً واقتصادياً، وبناء الميليشيات العسكرية المسلّحة كما هو واقع في (العراق وسورية ولبنان واليمن).

4- تأسيس الشركات الاقتصادية، وإقامة المشروعات الصناعية والتجارية.. للسيطرة على الاقتصاد (كالمشروعات الإيرانية في سورية، وتُقدّر قيمتها قبل الثورة، بثمانية مليارات دولار في الأقل).

5- بناء الجمعيات الخيرية، وتقديم الهبات التموينية والمساعدات المالية، وتأسيس المستشفيات والمراكز الصحية والإسعافية.. وغير ذلك.. كما حصل في سورية ولبنان.

6- التغلغل في مؤسّسات الجيش والأمن عبر الخبراء العسكريين الإيرانيين، وفي مؤسّسات الدولة والوزارات عبر الخبراء الأكاديميين والفنيين.. كما حصل ويحصل في سورية.

*إذن:* تتجلّى فداحة الخطر الصفويّ الفارسيّ، بأنه خطر يمسّ عمق الحياة الدينية والاجتماعية في البلدان العربية والإسلامية، ويستغلّ ولاء الأقليات الشيعية في العالم لخامنئي: وكيل (الإمام المنتَظَر) أو (الوليّ الفقيه)، لتحقيق مصالح إيران، على حساب مصالح الأوطان الأصلية لتلك الأقليات. 

*     *     *

*ثامناً: حقائق عن (حزب الله اللبنانيّ): مخلب المشروع الصفويّ الفارسيّ*

حركة (أمل) الشيعية اللبنانية، هي الحركة التي أسّسها (موسى الصدر) الفارسي الإيراني، وخرج من رَحِمِها (حزبُ الله) الذي أسّسه السفير الإيراني الأسبق في دمشق: (علي أكبر محتشمي بور)، وذلك بسلخ مجموعةٍ قياديةٍ عن (حركة أمل)، مكوّنةٍ من عددٍ من تلاميذ (الخميني)، وقد دُشِّن انسلاخهم وتشكيل حزبهم الجديد، بأداء القَسَم الخاص في حضرة السفير (محتشمي بور) في دمشق، بأن يكونوا أوفياء للخميني، وللثورة الشيعية الفارسية، ولولاية الفقيه.. ثم رُصِدَت ميزانية مالية تلتزم إيران بتقديمها للحزب، وصلت في عهد (حسن نصر الله) إلى أكثر من نصف مليار دولارٍ سنوياً!.. (انظر الشرق الأوسط، حزب الله الابن الشرعي للثورة الإيرانية، 17/7/2006م).

حركة (أمل) وجماهيرها في جنوبيّ لبنان، استقبلوا القوات الصهونية الغازية في حرب حزيران 1982م بالأوراد والأزهار والسكاكر وحبوب الأرزّ.. وذلك نكايةً بالفلسطينيين وحركاتهم المقاوِمة التي كانت تقيم في لبنان آنذاك!.. ثم قاموا، بالتواطؤ مع النظام السوري في عهد المجرم حافظ أسد.. بالتحريض على طرد المقاومة الفلسطينية من لبنان، وتشتيتها، وإبعاد عمودها الفقري العسكري إلى تونس.. ثم بعد ثلاث سنواتٍ، في يوم الإثنين في 20/5/1985م، بدأوا بارتكاب مجازر مخيّمي (برج البراجنة) و(صبرا) الفلسطينيَّيْن في لبنان، على أيدي حركة (أمل) وأشباهها، وبمدافع اللواء السادس اللبناني ودباباته، الذي كان يتشكّل من عناصر (حركة أمل وحزب الله).. فقد حاصروا المخيمات أكثر من شهرٍ كامل، وقتلوا أكثر من ثلاثة آلاف طفلٍ وامرأةٍ وشابٍ فلسطيني، واضطر سكان المخيمات الفلسطينيون أن يطلبوا فتوى شرعيةً تُجيز لهم أكل لحوم الفئران والجرذان، لأن المحاصِرين منعوا المخيمات خلال حصارهم.. منعوا عنها الطعامَ والغذاءَ والدواءَ والماءَ والكهرباء!..

بعد ذلك، وبالتواطؤ مع قوات حافظ أسد وعصاباته .. قاموا بجرائم تاريخيةٍ ضد المخيّمات الفلسطينية.. ومن ذلك على سبيل المثال:

تهجير خمسة عشر ألفاً من النازحين الفلسطينيين، وتدمير تسعين بالمئة من بيوتهم ومساكنهم، وقتل الجرحى الفلسطينيين بعد الاستيلاء على المستشفيات الفلسطينية (وكالة أسوشيتدبرس)، وذبح الممرضات الفلسطينيات، ونسف الملاجئ التي لجأ إليها مئات النساء والأطفال والشيوخ العجزة، وقتل المعاقين (وكالة ريبوبليكا الإيطالية)، واغتصاب النساء الفلسطينيات (25 امرأة) أمام أهالي مخيم صبرا (وكالة الأنباء الكويتية في 4/6/1985م).. ثم خروج مقاتلي (حركة أمل) و(حزب الله) بمسيراتٍ احتفاليةٍ للاحتفال بالنصر(!) في بيروت الغربية، مردّدين الشعار الحاقد: (لا إله إلا الله والعرب أعداء الله)!.. وبعد ذلك الوقت اشتدت الحملات الإقصائية على أهل السنة في لبنان، بمباركةٍ من قوات حافظ وعصاباته!..

يتبع

وسوم: العدد 970