بين يدي الرئيس الأمريكي من بوش إلى... بايدن

من أمثال العرب: لو غيرُ ذات سوار لطمتني...

نسوقها من بين يدي الرئيس الأمريكي من بوش إلى... بايدن

لو غيرُ ذات سوار لطمتني .. والقول منسوب إلى حاتم طي، وكانت طي في جاهليتها على النصرانية. ففي موطن من المواطن قدم كريم العرب حاتم طي، نفسَه رهينة عند قوم، ليفدي أسيرا استجار به، في غير بلاد قومه. فتجرأت عليه امرأة من القوم الأبعدين فلطمته، فقال كلمته السائرة: لو غير ذات سوار لطمتني.. فرسم للكرام منهجا، ورفع أفقا..

الولايات المتحدة، ممثلة في شخوص رؤسائها، حين تختار أعداءها فتتابعهم، وتحاربهم فيحدد نظراؤها مكانتها ومن هي . يقولون قل لي من عدوك أقل لك من أنت. وكان سقف الولايات المتحدة في اختيار الأعداء منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، محاربة دول نامية، أو أشباه دول أو عصابات ومنظمات وتنظيمات. تستقوي عليها بآلتها العسكرية، وتتمرجل عليها بطائراتها وأنواع أسلحتها ...

ولن نخوض جدلا حول هويات تلك الدول أو أشباهها ولا حول طبيعة تلك التنظيمات والمنظمات,,

ومنذ ثلاثة عقود حتى اليوم لم نر الولايات المتحدة في ميدان حقيقي تدافع فيه عن حرية أو عن قيمة إنسانية عليا،بمصداقية وجد .

وكانت أفغانستان والعراق وسورية الميادين الثلاثة التي انكشفت فيها سوآت الولايات المتحدة أو رؤسائها إذ لا فرق، كما لم يحصل لدولة من قبل ..

وبين يدي الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية المباركة المخذولة من قبل أصدقاء السوء نقرر :

أنه لم يكن مطلوبا من الولايات المتحدة أن تحارب في سورية عن الشعب السوري، ولم يسألها أحد من السوريين الأحرار ذلك، ولم يكن مطلوبا من الولايات المتحدة أن تزود الشعب السوري بالسلاح، ولم يطلب أحد من السوريين الأحرار منها ذلك، ولم يكن مطلوبا من الولايات المتحدة أن ترفع صوتها في ممحاكات مجلس الأمن في صورة محام فاشل عن القضية السورية، ثم تتظاهر بالرضوخ لفيتو تعلم مدخله ومخرجه، ولم يزعج السوريون كثيرا تنصل الولايات المتحدة من خطها الأحمر في كف يد من يستخدم السلاح الكيماوي؛ كل الذي أراده السوريون الأحرار من الولايات المتحدة أن تكف شرها عنهم، برفع الفيتو المستور الذي وضعته على دول العالم والإقليم، لمنع تزويد السوريين الأحرار بمضادات الطيران.. كل الذي أراده السوريون الأحرار من الولايات المتحدة أن تكف يدها عن المكر به، وشرذمتهم، وحصار أصحاب الخيارات الوطنية منهم .

وفي حين حوّل بوتين والأسد الحرب في سورية إلى حرب طيران وفراغي وعنقودي وبراميل واستهداف المدنيين والرضع في حواضنهم... كان على أحرار سورية أن يواجهوا الطيران الروسي بأجساد أطفالهم الغضة، وكان كل هذا بالترتيب الأمريكي وتذكروا اللقاءات الحميمة بين "كيري - لافروف" يقول صحفي أمريكي وكلما التقى كيري بلافروف في الشأن السوري خلع كيري قطعة من ثيابه!!

لقد حدد بوش وأوباما وترامب ومن ثم بايدن بالفعل سقف عظمة الولايات المتحدة، من خلال تحديدهم أعداءها. وراقبوا انتصارات الولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة المنصرمة حجمها وطبيعتها وطبيعة "العدو" الذي اختارته لنفسها.

لقد كان المحللون الأمريكيون يضحكون على أنفسهم وليس على العالم، وهم يضخمون من أمر جماعة طالبان!!!ّ أو يقولون إن "الجيش العراقي ثامن جيش في العالم" يريدون أن يستجدوا رقعة حياء يخصفونها على عورات رؤسائهم ..ويقف بوش الابن خلال أيام على متن بارجة أمريكية ليعلن انتصار الولايات المتحدة على جيش العراق العظيم..في دولة شوارعها الترابية أكثر من شوارعها المعبدة. وما يزال الملايين من أبناء شعبها يشربون من ماء النهر. وكل بترولهم الذي يحرك آلة العالم لم يؤمن لهم جرعة من الماء النظيف!!

واليوم الدرس في أوكرانيا يتكرر ، وبالطريقة نفسها، وبالأسلوب نفسه ضجيج وعجيج وغدو ورواح إلى مجلس الأمن وعقوبات ..وانخلي يا هلالة أقصد يا بوتين عندما تريد ..بوتين يزعم أنه إذا قتل سيقتل شهيدا ويذهب إلى الجنة !! هل تتذكرون أين تعلم بوتين هذا!!

تقولون لي ولكن أليس بوتين أيضا يختار الشعوب المستضعفة، والخواصر الهشة، مرة في القرم، ومرة في سورية، واليوم في أوكرانيا كل أوكرانيا..!!

ونجيب نعم ونعمى، ولكن بوتين حين يفعل ذلك يصفع بقوة على وجوه رؤساء أمريكيين يزعمون ويدعون، أنهم شركاء في صنع القرار الدولي بينما يصنعه بوتين وحده، وعلى كره منهم، وهم يراوغون كما تراوغ بعض القوارض حيت تعلق في الفخ.... لا خلٌّ ولا خمرُ

نهنئ الولايات المتحدة الأمريكية على انتصارها العظيم على الإرهابي الكبير من ذوي الاحتياجات الخاصة المتواري في أطراف جمهورية إدلب العظمى... !!

والنصيحة للرئيس الأوكراني: أن يحول مواجهته مع المحتل الروسي، إلى حرب مقاومة شعبية ،وأن لا ينتظر من أصدقاء الكذب شيئا...

وقولوا لقادة الولاية المتحدة: ليس بعشك فادرجي.,

وإذا جاءك أمريكي مفاخرا فقل : عد عن ذا كيف أكلك للماكدونالدز وشربك للكولا وسهرتك على أفلام النتيفلكس...!!

النصر والحرية والمجد لكل الشعوب المستضعفة تحت وطأة جنازير الدبابات وخنازير الطائرات وبراميلها...

والنصر والمجد لثورتنا السورية المباركة ولشعبنا البطل الذي قد في عشر سنوات من أجل حريته وكرامته ما لم تقدمه شعوب تعد بالملايين ..ولكنها أذل من أن تنصر أو أن تنتصر!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 970