كلمة حق امام .....نظام عالمي فاجر.....!!

خلق الله خليفته في الارض واكرمه وانعم عليه بالكثير الكثير  ووضع له خطوط حمراء إن تجاوزها وتفاخر وتفاجر بذلك كان ذلك سببا للعقاب الدنيوي الشامل و الاشد.. من خسف وهلاك وجوع وخوف.

ينسى الانسان في بعض الأحيان حجمه الحقيقي ويتناسى ضعفه عندما يكرمه خالقه ويمكنه من الابداع و تطوير اساليب حياته ويذهب بعيدا في اعتقاده انه اصبح سيد نفسه ليسمح لذاته المخلوقة في تحدي سنن خالقها!!..... حينها يبدا ربما بمحاولة تغيير قوانين رب الكون... ويتجرأ بعدها على فرض ذلك بالقوة على المتمسكين بالحد الأدنى بسنن ربهم بل بمحاربتهم ووصفهم بالمتخلفين وربما بالارهابيين.

يزداد الأمر خطورة حين تتخلى أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن واجباتها والتي كان العمل بها دائما سببا في عطاء رباني لا يتوقف وكرم لا ينقطع ممن يده الامن والستر والرزق والعافية.  

يدرك تماما من يقرأ القرآن بتدبر وتمعن ...انه حين يصبح الذنب( الذي بسببه خسف الله الأرض على مرتكبيه ) تاج شرف يفتخر بوضعه كبار القوم على رؤوسهم ويستحي الشرفاء او يخشون من انكاره ...وحين تضحى الربا فرض واجب حتى على الدول الغنية والتي تمتلك في خزائنها ما يفيض ويزيد عن حاجتها ...وحين يغلق باب الزكاة والصدقة على المستضعفين والايتام (المستحقين بحق )ويوصم من يفعل ذلك بالمتطرف والارهابي و يحارب في أمنه ورزقه ....وحين يسجن المصلحون وتكبل الأسود المدافعة عن شرع الله بالاغلال .......وحين يخجل المؤمنون من قول كلمة الحق امام نظام عالمي اكثر من جائر....حينها لم يبقي ربما  لنا سوى انتظار العقوبة الالهية من وباء هالك و حروب فتاكة ودمار شامل وجوع قاتل وخوف دائم وغلاء ماحق  ليذيق بعضنا بٱس بعضنا الآخر كما حدث مرات عديدة عبر التاريخ  وكما سيحدث ربما قريبا من صراعات طاحنة قادمة وازمات متلاحقة .....حينها فقط سيدرك الانسان  من اطعمه من جوع وامنه من خوف....... لعله  يندم ويعود من جديد الى ....حيث يجب أن يكون.

اما المؤمنون فربما سيدركون وقتها ان صلاحهم وادائهم لشعائرهم الدينية لم ولن يكون كافيا لخلاصهم إذا ....صمتوا على انتهاك شريعة الله بحجة ان الله لا يكلف نفسا إلا وسعها .....بل لعلهم حينها يفهمون لماذا كان اعظم الجهاد كلمة حق امام سلطان جائر بل لعله اكثر الحاحا من الجهاد بالسيف حين يتعلق الأمر بانتهاك سنن الله وما قد يتبعها من انتقام الهي شامل ......ولعلهم يدركون  بان مسؤوليتهم الكبرى كخط دفاعي أخير عن السنن الكونية السليمة اكبر بكثير .......من ألاكتفاء باداء التزامتهم الدينية والنوافل الموسمية.

وسوم: العدد 977