قريبا «كتائب الشهيدة شيرين» … قالتها غزة ضد «الثغاء»: «نحن أولياء الدم»

لا أحد يمكنه أن يفهم بصورة محددة ما الذي يمكن أن يقدمه وسام «نجمة القدس» لـ»روح الشهيدة شيرين أبو عاقلة» خصوصا في ظل التنسيق الأمني.

وفقاً لما أعلن مراراً وتكراراً عبر شاشة التلفزيون الرسمي الفلسطيني يلح السؤال: هل تستفيد أي روح من أوسمة السلطة الوطنية الفلسطينية؟

طبعاً نشكر السلطة على هذا التكريم المعنوي، ففي عمان مثلا بدأت توزع الأوسمة مثل كعك العيد أحيانا.

لكن الوسام يعيد تذكيرنا بالملاحظة الموجعة التي سجلها كاتب إسرائيلي وبثتها شاشة 12 الفضائية التابعة للكيان في خاصرة الألم والفاجعة عندما لفت نظر الرأي العام الفلسطيني الى أن قوات الإحتلال لا تتحرك إطلاقا في الضفة الغربية في أي عملية إلا بتنسيق أمني مع السلطة الفلسطينية وعناصرها ومؤسساتها.

لذلك نقولها بوضوح: التنسيق الأمني أصبح عبئا ضميريا وأخلاقيا ووطنيا ولا يزال من طرف واحد، فالسلطات تبلغ المنسق حسين الشيخ وجماعته باقتحام حارة ما وبالتوقيت، لكنها لا تقول له إنها بصدد إعدام صحافية مقدسية.

وأشك أن رجال الأجهزة الأمنية الفلسطينية يمكنهم العلم باحتمالات إرتكاب جريمة من هذا الصنف والوقوف متفرجين.

يا قوم التنسيق الأمني بين «طرفين»، أقله أن ننتبه لذلك لأن ما نراه فقط هو «خدمة مجانية للإحتلال» أي لطرف واحد، وبالنسبة لـ»أوسلو» و»وادي عربة» يمكن لرام الله وعمان تلقي التدريب على «حصة إحصاء» فورا للبدء بإنتهاكات العدو بدلا من إسترسال فضائية «المملكة» بإعادة تذكيرنا بـ»الثوابت» فقط.

غيبوبة «العربية»

غيبوبة شاشة «العربية» لم نعد نفهمها مهنيا.

الإعلام الكوني برمته يتابع جثمان الشهيدة شيرين والزملاء في «العربية» يفتحون ملف السودان، حيث جنرال الصدفة «الأخ حميدتي» يحذر مجددا فيما ما تبقى من كاميرات فضائية السودان تتنزه برفقة الجاموسة البيضاء إياها على ضفاف النيل.

«الدم» يوحد البشر، وبصرف النظر عن جدل الطرشان، الذي توسع في منصات التواصل حول جواز الترحم والاستغفار للمسيحي، خصوصا في الحالة الأردنية يمكن القول وبوضوح إن بعض المشاهد ترد ضمنا على تلك التعليقات التي لا تستحق لا التوقف ولا التأمل .

أمام جسد شيرين المسجى كانت جيفارا البديري ورفاقها في «الجزيرة» ينقلون المشهد: مسيحي فلسطيني يتلو صلواته على صدره وبجانبه شيخ يقرأ القرآن وسيدة فلاحة تتمتم بالرحمة وأكف وأيد ترتفع لتخاطب السماء.

العمامة إلى جانب الطربوش والوشاح وعلم فلسطين على أكتاف الجميع.

التعاطف مع الدم المغدور تجاوز كل الهويات الفرعية من هتف لشيرين أبو عاقلة في ملاعب كرة القدم هم شعبها ومن هتف لروحها الطيبة هم أهلها، بصرف النظر عن مذاهبهم ولونهم وعن أصولهم ومنابتهم.

وما كان لأحدنا أن يتوقع طبعا ما قاله خطيب المسجد في قطاع غزة، وهو يدعو لترتيب وتنفيذ عمليات عسكرية ضد الإحتلال مع إشارة تقول إنها ثأر لدم شيرين أبو عاقلة، فيما اقترح طفل غزي على شاشة الأقصى، بعد الآن تشكيل «كتائب الشهيدة أبو عاقلة».

أعجبني خطيب المسجد وهو يعلنها بوضوح ضد كل الثغاء «في قضية شيرين نحن أولياء الدم»، مشيرا لذلك التسجيل للراحلة وهي ترفع إشارة النصر وتقول «ألله ينصر غزة».

وكنت أتمنى على الزملاء في محطة «المملكة» إلتقاط رسالة الخطيب الغزي على الأقل ضمن البرنامج المخصص لمنصات التواصل.

أين الكنيسة المدللة؟

طبعا مشهد «جنازة شيرين» يعني الكثير في التحليل قبل التأويل.

معركة «رفع العلم مع النعش» هي الأساس ومحطة «الجزيرة» أعجبنا الأمر أو لم يفعل «مسحت الأرض» بكرامة المحتل، وهي تلاعبه بالكاميرا والمايكروفون وتوزيع المراسلين والإستعانة بذكاء بالأمريكيين منهم.

المواجهة أصلها «هوية وعروبة القدس». كنت أتمنى شخصيا لو شارك طاقم الأوقاف الأردني وطاقم «الكنيسة، التي ندللها في عمان»، ومعهم فضائية «رؤيا» ولجنة فلسطين في المواجهة – ولو رمزيا وبمعية العلم الأردني، لكن ذلك لم يحصل للأسف بسبب افتقادنا لـ»أذكياء» في إدارة المسائل.

عموما، تهاوى نعش الشهيدة قليلا، لكن أكتاف الشباب تكفلت بأن لا يسقط، وتجلت للكون صورة «الكيان المتعسكر»، الذي تخيفه «جثة» فتاة فلسطينية، هشم جمجمتها برصاص غادر جبان.

وسوم: العدد 981