مافيا المخدرات التابعة "لانظمة الصمود" تسيطر على مافيات العالم ،وسط صمت عالمي مطبق

تُعبِّر كلمة "مافيا" عن مصطلحٍ يستخدم لوصف "عصابات الجريمة المنظمة"، التي تتحالف فيما بينها وفق بنيةٍ تنظيميةٍ مشتركة وقواعد سلوكية موحدة، بهدف جمع المال والربح بطرق غير قانونية، والتلاعب بالنشاط الاقتصادي الإقليمي أو الدولي والوصول الى ذلك باي طريقة  متوفرة واهمها صناعة وتجارة المخدرات.

أعزائي القراء ..

قبل سيطرة مافيا " انظمة الصمود " على هذه المافيات. كان يسيطر على هذا السوق عدد من المافيات اهمها :

-المافيا المعروفة باسم كوزا نوسترا وهي منظمة إجرامية ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر في جزيرة صقلية بإيطاليا.

-المافيا"نادرنغيتا" وهي  من أكبر المافيات  وقد أصدرت محكمة إيطالية أحكاما على ٧٠ عضوا من اعضائها.

 - مافيا بابلو اسكوبار  الكولومبية       

أسسها إسكوبار بعد أن شكل تحالفات مع تجار المخدرات : غونزالو رودريغيز، وكارلوس ليهدر، وخورخي لويس، وكانت المنظمة في ذروة قوتها قبل القضاء عليها ،  احتكرت نشاط الكوكايين من الإنتاج إلى الاستهلاك، وسيطرت على أكثر من ٨٠% من الإنتاج العالمي من المخدرات و ٧٥% من سوق المخدرات في الولايات المتحدة.

- ثم المافيا الرابعة 

واطلق عليها هذا الاسم لأنها ظهرت بعد المنظمات الإجرامية الثلاث الأكثر شهرة في تاريخ إيطاليا، وهي مافيا "كوزا نوسترا" في جزيرة صقلية، ومافيا "ندرانجيتا" في كالابريا، ومافيا "كامورا" في نابولي.

هذه المافيات كان لها عملاءها في اوروبا وامريكا الشمالية والجنوبية وكان هؤلاء العملاء لهم نشاط في القارات الاخرى ووصل انتاج مخدراتهم الى منطقة الشرق الاوسط .

وبعد صراع  طويل استطاعت الدول الاوروبية والولايات المتحدة  تحجيم نشاطهم  الى حد بعيد. ليظهر البديل  بقيادة عصابة متخصصة ومدعومة  سميت  "مافيا نظام الصمود والمقاومة"  هذه المافيا وضعت كل مافيات العالم السابقة في جيبها الصغير لتسوق وبطرق مختلفة ملايين حبوب المخدرات من نوع كبتاغون الى العالم وخاصة لدول الخليج ، لتبلغ كميتها 

٣٠٠ مليون حبه في عام ٢٠٢١ تم تهريبها للاسواق  العالمية، معظمها تم تهريبها الى دول الخليج باساليب مختلفة.

تواصل هذه المافيا ابتكار أساليب "شيطانية" لتهريب حبوب المخدرات إلى الدول العربية وخاصة الخليجية، في وقت يعتبر فيه محور إيران تجارة المواد المخدرة الطريق الأفضل لتمويل ميليشياته ونشر الخراب والضرر بين الشعوب العربية.

آخر تلك الأساليب كانت بمحاولة تهريب كمية "ضخمة" من مخدرات (الكبتاغون) إلى دولة الكويت بأسلوب ملتوٍ، حيث انطلقت الشحنة من سوريا إلى باكستان ثم إلى الدول الخليجية، ونقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصدر أمني في وزارة الداخلية الكويتية أمس، أن "ضبطية الكبتاغون " التي أحبطها الأمن الكويتي قبل يومين، وصلت إلى ٧ ملايين حبة (كبتاغون) أخفيت بين أكياس البهارات ضمن ثلاث حاويات ، و"تقدر قيمتها السوقية بقرابة ١١ مليون دينار".

وتُعدّ دول الخليج الوجهة الأولى والأساسية لعصابات المخدرات في سوريا ولبنان باعتبارها دولاً غنية وتعود بمنافع مادية كبيرة من جهة، وبهدف إغراق تلك البلاد بآفة المواد المخدرة من جهة أخرى، حيث تتبع تلك العصابات أساليب "شيطانية" لتهريب تلك المواد من خلال تخبئتها في شحنات الخضار والفواكه مثل “الرمّان والحمضيات والإجاص” وكذلك داخل المواد الغذائية والصناعية مثل المتّة وحتى في أحشاء الأغنام.

ومن الشحنات التي استهدفت السعودية وشبابها؛ أسفرت عن إحباط محاولة تهريب (٤٠٠ الف) قرص إمفيتامين مخدِّر".

وأضاف المتحدث أن الشحنة تم ضبطها بمحافظة جدّة، مخبّأة داخل شحنة فول في قوالب بلاستيكية على هيئة حبات الفول.

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية حذّرت في أيار الماضي من أن صناعة الحبوب المخدرة باتت بمثابة شريان اقتصادي لنظام أسد، مشيرة إلى دور عائلة رأس النظام وأجهزته الأمنية في تلك الأنشطة غير الشرعية، وبحسب دراسة لمركز تحليل وبحوث العمليات (COAR) وصلت صادرات المواد المخدرة والكبتاغون من سوريا عام ٢٠٢٠ إلى قيمة سوقية لا تقل عن ٤ مليار دولار.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أكدت في تقرير لها في كانون الأول الماضي، حول ازدهار تجارة المخدرات في مناطق سيطرة ميليشيا أسد في سوريا، أن صناعة المخدرات، خاصة أقراص الكبتاغون، يديرها أقارب رأس النظام بشار الأسد مع شركاء أقوياء ايرانيين ومن مليشيا حزب الله ، وأن قيمتها بلغت مليارات الدولارات، متجاوزة الصادرات القانونية لسوريا.

بقي السؤال:

 مصانع مافيا المخدرات معروفة ، ومعروف اسماء من يديرها واساليبهم الشيطانية لتهريبها، ومعروف ضررها وخطرها على العالم بأسره .

فلماذا السكوت والصمت عنها وعدم اتخاذ الإجراءات العملية للقضاء عليها ؟ 

أم أن دعم عصابة "الصمود والتصدي" عالمياً بلغ حداً  حتى السماح لها  باغراق سكان العالم اطفالاً وشباباً  بالمخدرات؟

استنفرتم من اجل كورونا !

وصمتم عن  كبتاغونا؟   

وهي الاخطر !

انها مهزلة العالم .!

وسوم: العدد 984