حول جريمة اغتيال الناشط أبو غنوم في مدينة الباب: لم نعد نتحدث عن واقعة بل صرنا نتحدث عن حالة..!!

سندين ونشجب ونستنكر فعل الفاعلين، وتواطؤ المتواطئين، واسترسال المسترسلين وصمت الصامتين أيضا..

ولا يمكن لثورة مثل ثورة السوريين الجميلة القويمة أن تنتج مثل هذا....

غلمان أشأم كلهم...     

ونترحم على الشهيد وعلى زوجة الشهيد، وعلى الإنسان الصغير أودى به المجرمون في بطن أمه..

ولكثرة ما تصلنا الأخبار مجللة بالعار، في سياق من الفوضى التي لا ضابط لها، بتنا نستحيي أن نقول : إننا هنك . وإن كان لنا هناك أهل ودار.

وثرنا ولنا قاتل واحد نعرفه، ونعرف أباه، وعصابته وأركانه، وبتنا لا نكاد نبين أو نستبين !! ونسأل : مَن؟؟ وكيف ؟؟ ولماذا ؟؟ وفي كل مرة، تمر الجلبة ثم يستمرون!!

إن الحال برمته أصبح يفرض نفسه على العقلاء بل على الحكماء، ويرسم دائرة حمراء فيها سؤال كبير : إلى أين ؟؟

وكنا في مدينتنا الجميلة، إذا أردنا أن نستقل مكانة رجل، لقبناه "ناطور الدرة" وقالوا إن الجريمة قد وقعت و"نواطير الدرة" كانوا هناك!!

يقول في شعب بوان حصاني .. أمن هذا يسار إلى الطعان؟؟

أهذا الذي نحن فيه على كل الأرض السورية، يرسم مسارا ؟؟ أو يرفع أفقا؟؟ أو يمثل مطلبا...

قتل يقتل.. أو قتلوا وقتلنا .. تحت شعار قديم "القتل للقتل" لا شيء قبل القتل، ولا شيء بعده ، ولا شيء منه...!!

ثم ماذا أيها العقلاء جميعا ؟؟

اللهم إنا نبرأ إليك من كل فعل أوجبت علينا أن نبرأ منه، ونبرأ منك من دماء وأعراض وأموال معصومة، استحلها مجرمون آثمون بغير حقها..

أيها الصامتون على كراسي الشهادة...عطس جليسكم فشمتّوه...

اللهم احفظ علينا أمر ثورة خرجت للحق بالحق فأبى الظالمون والمتقاعسون إلا ما نرى ...

الشهيد أبو غنوم وزوجته وجنينه... إنه حالة تكاد تصبح ظاهرة سائدة ومسئوليتها في عنق من تولى قارها...

اللهم اغفر له وارحمه وارحمها معه وأحسن عزاءنا في شبابنا وفي أنفسنا وإنا لله وإنا إليه راجعون.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1001