بيت من الشعر استشهد به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

بيت من الشعر استشهد به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يروي الرواة..

ألا وهو قول الشاب القتيل طرفة بن العبد، عبقري الشباب العرب في الجاهلية، ويزعمون انه توفي في الثانية والعشرين، ولا أكاد أصدق لجميل شعره، وجلاله، وعميق حكمته..

وهو القائل:

ولولا ثلاث هنّ من عيشة الفتى

وحقك لم أحفل متى قام عودي

والقائل:

ولســـــــتُ بحلال التلاع مخافـــة

ولكن متى يسترفد القوم أرفد

والقائل:

إذا القوم قالوا: من فتى؟خلت انني

عنيت فلــــــــم أكســــــــــــــــل ولم أتبلــــــد

والقائل:

لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى

لكالطول المرخى وثنياه في اليــد..

وكل أولئك في معلقته..

ومنها البيت الذي يروي الرواة أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهد به وهو قوله:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا

ويأتيــــــــك بالأنبــــــــاء من لــــــــم تزود.

ولأن الرواة وبعض الناس يعتقدون أن الشعر لا يستقيم على لسان الرسول الكريم، تفسيرا لقوله تعالى (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ) فيضيفون إن الرسول الكريم عندما استشهد بهذا البيت أحدث تقديما وتأخيرا فيه، فقال:

ويأتيك من لم تزود بالأخبار

وعلم هذا عند الرواة.

وقول طرفة ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا…

هو من أصدق الكلمات يقولها شاعر..

وقد عشت سني عمري أرقب الأحداث ولا سيما على مستوى بلدي، وأحفظ وأنا تلميذ صغير في الصف الأول الابتدائي كيف شيعنا أديب الشيشكلي يوم غادر سورية، وأحفظ عبارات التشييع يوم كنا نقول: يا سوري غني وفراح…..ولى وراح..

واليوم ونحن نتابع الأخبار، ويأتينا تأويلها عمليا، بتنا نعرف أكثر وأكثر…

نعرف مثلا كيف انتصرت ثورة الملالي في طهران وهي ثورة شعبية اسلامية، ضد شاه كنا نسميه شرطي أمريكا في المنطقة ولم تمكن أي ثورة شعبية في بلاد العرب من الانتصار..

نظن اليوم وقد أبدت لنا الأيام، أننا يوم عشنا فضاء وتداعيات تلك التي شاركنا في تسميتها ثورة،، كنا نعاني من زغللة في البصر، وزلزلة في الثوابت، واختلالا في المستقبلات..

ثم ولماذا وكل حافظ الأسد بلبنان، وتنكرت فرنسة لأوليائها التاريخيين فيه، ووكلته بإعلان الحرب على المقاومة الفلسطينية في لبنان، وتجريدها من سلاحها، وتشريدها في الآفاق، ولماذا ثالثا سحبت وكالة حرس الحدود من انطون لحد ووضع كل ذلك بيد حزب الله المقاوم الشرس العنيد؟؟ لماذا لا يزال ذئاب العالم يتمسكون ببشار الأسد، وكأنه لا ند له ولا نظير؟؟

الأجوبة على كثير من هذه الأسئلة أبدتها لنا الأيام عمليا وليس ادبيا أو نظريا،

وكلما مررنا بتفسير حدث جديد، لم يسبق لنا استشرافه، نتذكر بيت طرفة بن العبد ذلك الفتى الجاهلي الحكيم والغرير الذي أسلم رقبته لقاتله بزيادة حسن ظن، وعصى خاله المتلمس، في قصة يمكن ان تلتمس في كتب الأدب..

بقي سؤال مهم؛ يختلف فيه أهل الاختصاص من علم الحديث، ويشتد بعضهم على بعض:

هل استشهاد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالقول، كاستشهاده ببيت طرفة، على الوجه الذي استشهد به: ويأتيك من لم تزود بالأخبار..

يجعل هذه الرواية حديثا؟؟

فنقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟!!

هذا علم ألممت بأطراف الخلاف حوله، ولم أحط به وفوق كل ذي علم عليم..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1005