حوار على قناة الحوار

أرسل لي عدد من الاخوة فيديو حوار لندن في ١١/ ١١

وألحوا علي بمتابعة وصلة حوارية للدكتور سامي العريان..

يؤكد فيها أن هناك أمرين متلازمين في المنطقة، حرية الشعوب، وكسر الهيمنة الغربية، ويخلص انه في ترتيب الأولويات يجب ان نبدأ بكسر الهيمنة الغربية، لأنها مستند أهل الاستبداد، ويعرج الدكتور على سورية ويقول: الخيار هناك إسرائيل او بشار الأسد، ولا بد من إزالة إسرائيل حتى يسقط بشار الأسد..ويعتب الدكتور على السوريين انهم لا يقبلون هذا؟؟

طبعا هذا الكلام ليس جديدا علينا، بل ما زلنا نسمعه منذ نصف قرن من عتاة الماركسيين، ثم آل أمره إلى المتحولين منهم، بعضهم إلى الليبرالية وبعضهم إلى الاسلام.

وهذا المنطق ومع الاحترام للدكتور، هو منطق أصحاب "غزوة مانهاتن" انفسهم، حذو القذة بالقذة.

ما دامت امريكا والغرب أصل الشرور في العالم فلنبدأ من هناك..

وهذا الفكر لا يلبس دائما وبالضرورة شروالا افغانيا، بل يتزيا بأزياء كثيرة، وليست دائما غريبة أو مثيرة!!

وسأقلب القضية على الدكتور وبطريقته نفسها، وما أقوله لا يلزمني بل هو نوع من الحجاج ليبين عوار فكرة ما، يتذرع بها بعض المحدودين فأقول:

وإسرائيل مهما قلنا فيها هي قاعدة متقدمة للغرب وللولايات للمتحدة في عالمنا..

فلماذا لا يتخطونها ويتجاوزون الصراع معها، ويعيدون ترتيب الأولويات ويبدؤون بتحرير واشنطن وباريس ولندن .. وموسكو.. ؟؟!! سؤالي إنكاري وليس تحريضيا فليعلم هذا..

صراع الغرب معنا صراع حضاري .. وسياسي

صراع الغرب معنا ليس شموليا، بل هناك محطات كثيرة يمكن ان يتم عليها اللقاء..

صراع المستبدين، من طبقة بشار الأسد، معنا صراع وجودي شمولي..

وبشار الأسد في سورية هو الذي صادر على الناس مواطئ أقدامهم في ديارهم.

وصراع بشار الأسد معنا كما اختاره صراع دموي، كذا أراده منذ الأيام الأولى للثورة، يوم قرر فتح النار على المتظاهرين وتقتيل الناس وتهجيرهم.

وأخيرا

فإن الإنسان الذي يعيش في سفح الجبل يسد عليه الجبل سبيل الرؤية، وينتصب جدارا أمام بصر صاحبه فلا يكاد يرى ما وراءه!!

العقل السياسي عقل المقاربات، وليس عقل المنابذات، ولا هو عقل المطلقات الحدية…

والأنانية داء دوي..

ومشروعية موقفنا أننا ندافع عن حقوقنا الأساسية على أرضنا. ولسنا بصدد إعلان الحرب على العالم بتعلات…

الذي يقاتلنا في سورية وعلى الأرض السورية هو الأسدي والصفوي والروسي..

إما السؤال من أين يأكل هؤلاء المقاتلون خبزهم فهو سؤال المفرطين والمضيعين والمميعين. وقاتلنا على الأرض السورية فصيل فلسطيني مجرم ارعن خائن حاقد..

ربما بالمنطق الذي يطرحه الدكتور نفسه..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1006