جرائم إسرائيل هي المحرض الوحيد على مقاومتها فلسطينياً

في الأخبار أن إسرائيل تفكر في تغيير سياستها التي تراها ملاينة نحو غزة ، والاتجاه إلى التشدد ، والحجة أن حماس والجهاد تحرضان على المقاومة ضدها في الضفة الغربية ! ولأن في إسرائيل نمطية من رداءة التفكير وسوء التدبير ، ولو أوحت بعض المظاهر بخلاف هذا ؛ سارع شاي روزنجاين رئيس جناح الطلاب الناشطين في حركة " إن أردتم " اليمينية في جامعة  تل أبيب بتوجيه رسالة مفتوحة إلى رؤساء الجامعات والكليات الإسرائيلية يتهم فيها الطلاب الفلسطينيين في الجامعة بالتحريض على قتل الجنود والمستوطنين في الضفة ، ويستشهد على تحريضهم بكتابة عبارات على مدخل جامعة تل أبيب ، منها " افرحي يا أم الشهيد ! " ، و " ومنكم جاء قرار الانتفاضة . " . ويقترح في رسالته إيقاف الطلاب الفلسطينيين المتعاطفين مع الانتفاضة إيقافا مؤقتا أو إبعادهم نهائيا من الجامعة . إرجاع المقاومة في الضفة إلى تحريض من غزة وفلسطينيي 1948 بلاهة كاملة ، وعمى بصر وبصيرة ، وفي أحسن صفاته تعامٍ متعمد غبي عن الحقائق الجارية ليل نهار في الضفة . ما المتوقع من أناس يقتلهم جيش الاحتلال الاستيطاني على الوهم والشبهة ، ويعتقلهم ، وتسجنهم دولته بتهم مقاومة احتلالها ، ومنهم من تسجنه سجنا إداريا دون تهمة محددة بزعم السرية الأمنية لتهمته ؟ وماذا يفعل هؤلاء الناس بمن يستولي على أرضهم ، ويقتلع شجرهم أو يسرق ثمره ، ويهدم بيوتهم ؟! أليست هذه الجرائم كافية وحدها لمقاومة جنود الاحتلال ومستوطنيه الرعاع الشرسين ؟! هل فلسطينيو الضفة والقدس في حاجة لمن يحرضهم على مقاومة كل هذه الجرائم ؟! لدى الإسرائيليين غباء جماعي مستعصٍ يحرضهم على التوهم أن لهم حصانة تحميهم من معاقبتهم على جرائمهم ضد كل من هو وما هو فلسطيني . قلة ضئيلة منهم اعترفت بأن مقاومة الفلسطينيين لجرائم جيشهم ومستوطنيهم متوقعة ومشروعة ، وأنهم لو كانوا في حالهم لفعلوا فعلهم ، وهذه القلة لا تأثير لها في تيار الأغلبية المريضة بعنصريتها وتخيلات استثنائيتها المتغولة . وهذه الأغلبية هي التي أعادت نتنياهو إلى الحكم محفوفا بعتاة اليمينيين العنصريين المعتوهين مثل رئيس حزب " القوة اليهودية " بن غفير الذي اشترط على نتينياهو شرعنة البؤر الاستيطانية لدخوله في ائتلافه الحكم ، فوافق نتنياهو على  تنفيذ  تلك الشرعنة بعد ستين يوما من تشكيل الائتلاف الحكومي ، وسموتريتش من حزب " الصهيونية  الدينية " الذي رفض نتنياهو إعطاءه حقيبة الأمن خضوعا لتحذيرات كبار قادة المؤسستين  العسكرية والأمنية ، وأميركا ، وخيره  بين حقيبتي  العدل  والخارجية  فرفضهما ، وتابع إصراره على حقيبة الأمن ، أي وزارة الدفاع . واستبعد نتنياهو استمزاج يائير لبيد رئيس حزب " هناك  مستقبل " ، وبني غانتس رئيس حزب " المعسكر الوطني " للدخول في ائتلافه . وتركيزه على المتطرفين اليمينيين يتجاوز في سببه انسجامه سياسيا معهم إلى رغبته المحمومة في أن يؤازروه في تغيير القوانين التي تسمح بمحاكمته على التهم الموجهة له ،وهي خيانة الأمانة والاحتيال وقبول الرشاوى والتي ستدخله السجن في حالة ثبوتها . ونتلبث هنا قليلا لتقرير أن اتهامه بها طال طولا استثنائيا امتد سنوات دون أن يصدر حكم يدينه أو يبرئه ، ويحثنا هذا الطول الاستثنائي على الظن أنه استعراض مقصود " للديمقراطية " الإسرائيلية التي لا تحجم عن اتهام رئيس الوزراء بانحرافات ما أصغرها لو وزنت مع كبر ما يقترفه متنفذ صغير في أي دولة عربية ، وندع أرباب السلطة وكبار المتنفذين ، ولا يجترىء أحد في هذه الدولة أو تلك  على المس بهم أو الإشارة إليهم . ولا أمل في انعتاق الإسرائيليين من أوهامهم وضلالاتهم وإنكاراتهم لشرعية مقاومة الفلسطينيين لجرائمهم ومنكراتهم التي يبادر بعضهم ، أعني الإسرائيليين ، بين حين وحين إلى الكشف عن بعض مخزونها قبل وبعد قيام دولتهم . سيمضون قدما في تلك الأوهام والضلالات والإنكارات مصحوبة بتصعيد متواصل في جرائمهم ضد كل من هو وما هو فلسطيني حتى يهووا في قعر نهايتهم المظلم السحيق في المنطقة . افعل ما شئت فإنك مجزي به ، وكل امرىء بما كسب رهين . ذلك حكم الله _ جل قدره _ السوي العادل بين العباد .  

                            *** 

" علينا استغلال أي حرب قادمة وتدمير مقدسات المسلمين في الجزيرة العربية ، وقتل الرجال والنساء والأطفال . يجب أن نؤذي العرب لدرجة أن يعتقدوا أن الله تخلى عنهم . " . الحاخام مانيس فريدمان أحد كبار الحاخامات في الأميركتين . 

وسوم: العدد 1007