العمل الخيري التطوعي ( استعداد وتدريب واكتساب خبرة )

بداية فإن العمل أي عمل لابد له من استعداد ، وعلى الأخص الاستعداد النفسي ، وهو أمر له أهمية كبيرة في العمل الخيري . نستطيع أن نقول : إن أكثر الناس بل كلهم تقريبا إلا من حرم الرحمة – يحبون الخير ، ويودون لو أنهم يقدرون على تقديمه للناس ، ولكنهم إما أنهم لا يهتدون إلى الوسيلة أو لا يملكون الوقت الكافي .

 إلا أن الإنسان العامل في الميدان الخيري يختلف عن هؤلاء في أنه يعرف الوسيلة ، ويملك الوقت أو جزءا منه للقيام بهذه المهمة .

 1- أن يشعر الإنسان المسلم وهو يقوم بهذا العمل أنه يؤدي واجبا يحتاج إليه المجتمع ، وأن تخلي الكثيرين عنه ، أو جهلهم بأهميته يحتم على فئة أو جماعة أن تتفرغ له وتتبناه وتنهض به . مستذكرا أن دوره في هذا الميدان وهو يقوم على الأرملة واليتيم دور المجاهد في سبيل الله .

2- أنه بهذا العمل يسد ثغرة نفذ منها أعداء الإسلام إلى قلوب أبناء المسلمين وعقائدهم . فقد كانت الأخبار وما تزال تنقل أن أعدادا كبيرة من ذراري المسلمين تركوا دينهم مقابل حفنة من أرز ، أو كيس من قمح !!

 3- أنه يقوم بمهمة إصلاح اجتماعي ، فقد ثبت أن كثيرا من الأمراض الاجتماعية التي تفتك بالفرد والأسرة كان وراءها الفقر والحاجة .

 4- أن يتجرد وهو يؤدي هذا العمل من كل هوى شخصي أو قبلي أو أسري ، لأن كثيرا من الأعمال العظيمة والانجازات الكبيرة التي كان يؤمل منها النفع هوت وتلاشت نتيجة لتضارب الأهواء، وتخاصم الآراء .

5- أن يكسب ثقة الناس ، فإن من يتصدى لهذا العمل يقع تحت دائرة نظرهم ، وهم ينظرون إليه على أنه مثالي في سلوكه وتصرفاته .

 6- أن يوطن نفسه على الصبر الذي يتيح لمن يعمل في هذا الميدان الاستمرار. فكثير من الجمعيات والأعمال الخيرية الكبيرة بدأت بقروش ومشاريع بسيطة ولكنها مع الاستمرار والدأب تحولت إلى مشاريع ضخمة ينتفع منها آلاف الناس

ويتفرع عن هذا الصبر ، الصبر على جفاء وغلظة بعض الناس ، أو سوء تصرفهم في حالتي المنع والعطاء .

 7- لابد في هذا العمل من التجرد والاخلاص والأمانة ولا سيما فيما يتعلق بالناحية المالية . بحيث يكون القيم على المال ( أمين الصندوق ) مستعدا في كل وقت لابراز ما يثبت أن المال موجود ، وأنه لم يتصرف بشيء منه .

 8- لكل شيء مفتاح ، والأشخاص أيضا لهم من يفتح قلوبهم وجيوبهم . فلا يغتر بعض العاملين في هذا الميدان بأنفسهم . فيدخلوا في مجالات ليسوا من أهلها ، فلا يحققوا بذلك ما يأملون ... فإذا بهم يقنطون من العمل واستمراره .

** مدير دار العجزة في جمعية البر والخدمات الاجتماعية بجسر الشغور سابقاً / محافظة إدلب

وسوم: العدد 1009