نزاع جديد بالشرق الاوسط حرب باردة فيه

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏01‏/12‏/13/ ناقش خبراء بالسياسة الدولية بقصر ضيافة الحكومة الالمانية بمنطقة مسيبيرج بالقرب من العاصمة برلين يومي الجمعة والسبت من 29 و 30 تشرين ثان/نوفمبر ومن وراء أبواب مؤصدة وبجو خال من ضوضاء العاصمة برلين ليستمر ليوم الاحد 1 كانون أول/ديسمبر بمبنى أكاديمة الفنون بالعاصمة برلين مستقبل منطقة الشرق الاوسط وخاصة العلاقات السعودية الايرانية في ضوء عودة المباحثات المباشرة بين طهران وواشنطن تلك المباحثات التي جرت في وقت سابق من تشرين ثان /نوفمبر في مسقط بين وزيري الخارجية الامريكي والايراني جون كيري ومحمد جواد ظريف التي كانت نتيجتها اجتماع جنيف الذي عقد يومي الجمعة والسبت  من 22 و 23 تشرين ثان / نوفمبر نجم عنه موافقة ايران وقف تخصيبها اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية الدولية عن ايران واستياء المملكة العربية السعودية ودول منطقة الخليج العربي من التقارب الايراني  الامريكي .

فدول الخليج العربي وعلى حسب راي وزير الدولة السابق بوزارة الخارجية الالمانية لشئون الشرق الاوسط وشمال افريقيا واوروبا ميشائيل فولمر الذي شغل هذا المنصب في حكومة سابقة للمستشار السابق جيرهارد شرودر غير متفقة مع بعضها البعض بالمسألة الايرانية فعمان وقطرتؤيدان ايران وتدعمها بتخصيب اليورانيوم وبروزها كدولة نووية بالشرق الاوسط ، فعمان دولة ذات أغلبية اباضية هي بين أهل السنة والشيعة  وقطر تريد إبراز هيبتها بالخليج وعلى المسرح الدولي  والسعودية دولة تعتبر رائدة وحامية مذهب اهل السنة والجماعة بالعالم الاسلامي تتطلع بقلق شديد على أطماع ايران بمنطقة الخليج العربي وسوريا ودول اخرى بالعالم الاسلامي والتقارب الامريكي الايراني جاء جراء ابتعاد بطيء للرياض عن واشنطن جراء موقفها  المتراخي السلبي  تجاه مأساة الشعب السوري فواشنطن أصابت السعودية واكثر دول العالم الاسلامي بخيبة امل إثر تراجعها عن حملة عسكرية تأديبية لنظام بشار اسد وتأكيدها على مشاركة ايران بالمباحثات التي تجري لانهاء أزمة العنف في سوريا اذ ان طهران تعتبر دولة احتلال لسوريا جراء مشاركتها المباشرة الى جانب بشار اسد بالحرب ضد الشعب السوري .

ويعتقد رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر  ان التقارب الامريكي الايراني يأتي قلق واشنطن وطهران من اتخاذ تنظيم ما يُطلق عليه بتنظيم القاعدة في سوريا  فعناصر القاعدة يتحلون بفكر اسلامي متعصب يواجه الفكر الشيعي فايران تنظر الى ميلشيات اسلامية تحارب النظام السوري تحمل أفكار يحلو لطهران تسميتهم بالتكفيريين أو الوهابيين كما يحلو لموسكو إطلاق هذا الاسم عليهم فاالامر يعني بالنسبة لطهران انهم أتباع السعودية يسعون لوقف طموحات طهران بمنطقة الشرق الاوسط والخليج العربي بغية تشييعها ونشر المذهب الشيعي باكثر بلدان الشرق الاوسط برمته فالشرق الاوسط على مفترق نزاع جديد بين السعودية وايران ينذر بمواجهة مسلحة بين البلدين فارسال السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة فرقا عسكرية الى البحرين المعروفة بـ / درع الجزيرة / في وقت سابق من عام 2011 الى  البحرين عمل على ازدياد الحنق الايراني على السعودية التي تحاول بدبلوماسيتها الهادئة نزع فتيل اي توتر  مع ايران بالرغم من الخليجيين ينظرون الى التقارب الامريكي الايراني بانه جاء على حسابهم وعلى حساب الشعب السوري الذي اصبح ضحية الصراعات والمؤامرات الدولية تستهدف القضاء على طموحاته بنيل الحرية وبناء سوريا دولة ذات مجتمع مدني يسوده الحريات العامة والازدهار الاقتصادي والاجتماعي مؤكدا ضرورة اجراء تغيير جذري للسياسة الغربية تجاه منطقة الشرق الاوسط برمته تكمن باستقلالية ووساطة دبلوماسية لمنع فتيل اندلاع حرب تمتد الى عقر الاوروبيين فامريكا بعيدة عن اوروبا والشرق الاوسط .

وزير الدولة السابق في وزارة الخارجية الالمانية جيرنوت ايرلر الذي من المحتمل عودته الى الخارجية الالمانية اذا ما تم تنفيذ الائتلاف الحكومي بين المسيحيين والديموقراطيين الاشتراكيين يرى ان حربا باردة تشهدها منطقة الشرق الاوسط واوروبا وامريكا حاليا فالحرب الباردة بين الاوروبيين والامريكيين يكمن بقضايا تجسس وكالة المخابرات الامريكية الوطنية على المصالح الاوروبية وبين الامريكيين والروس بسبب الازمة السورية وفي الشرق الاوسط بين دول منطقة الخليج وايران مشيرا بأنه اذا ما استمر الوضع الماساوي للشعب السوري فان حربا حقيقية عالمية ثالثة ستقع بالعالم فالتجسس ساهم بإساءه العلاقات بين اوروبا وامريكا كما ساهمت بانحلال ما يطلق عليه الشراكة الاطلسية اي بين الدولة العضوة بحلف شمال الاطلسي / الناتو / واي تقارب وانهاء الفتور بين الاوروبيين والامريكيين لا يمكن ان يتم على مدى الاشهر القليلة المقبلة والتقارب الامريكي مع ايران جاء من ادل إعادة صايغة الياسة الامريكية بالشرق الاوسط فايران كانت شرطي واشن\ن بالمنطقة استطاعت وقف المد الاسلامي والقضاء على الحركات الاسلامية وبفقدانها ذلك الشرطي فقد الكثير من تأثيرها السياسي بالمنطقة المذكورة ولا بد من عودة هذا التاثير من جديد عبر طهران والسعودية مصابة بالإحباط جراء  السياسة الامريكية الجديدة بتخاذلها عن نصرة الشعب السوري وبالالي وراء تراجع بريطانيا وفرنسا عن انهاء ماساة الشعب لاسوري بقوة السلام وتجد السعودية  نفسها بأن وقف طموحات طهران بالمنطقة وإنهاء ماساة الشعب السوري مسئوليتها الوحيدة وعلى المجتمع الدولي السعي لانهاء حالة نشوب حرب جديدة باتخاذ جميع السفبل الكفيلة لانهاء حالة الاحتقان العسكري والتوتر السياسي بمنطقة الشرق الاوسط واوروبا . 

وحول الحركات الاسلامية والهجمة عليها وما اذا كانت السعودية قد انضمت الى الامارات العربية المتحدة بمحاربتها الاخوان المسلمين فترى خبيرة الحركات الاسلامية مانئيلا بيترز من معهد العلوم والسياسة  البرليني  ان سبب محاربة الامارات للاخوان حرص الامارات على الانفتاح الغير محدود فالاسلاميين بالامارات يرون بالانفتاح  من أسباب التدهور الاخلاقي والاجتماعي الذي اصاب الكثير من المجتمع الاماراتي مشيرا بأن الاسلاميين بالامارات ودول الخليج وبالمملكة العربية السعودية ليس لهم علاقة بما يُطلق عليه بـ/  الربيع العربي/  فالسعودية لم تشن حملة اعتقالات ضد الاخوان المسلمين السعوديين او المتعاطفين معهم ولم تطرد أخواني الى بلاده بعكس الامارات فهناك وازع ديني لا يزال متغلغلا بالسعودية يمنع الحكومة السعودية بحملة اعتقالات ضد الاخوان  والحملة على الاخوان في الامارات سببها تأثير امريكي لأحباط قيام محور اسلامي بمنطقة الشرق الاوسط برمته كما ان الحملة هذه ستنتهي خلال اسابيع قليلة وملاحقة الاخوان بمصر ستنتهي ويعودون الى الحكم من جديد ولكن بصورة غير مباشرة جراء الدرس القاسي الذي عانوا منه جراء تسرعهم في حكم بلادهم .

انها حرب باردة  تشهدها منطقة الشرق الاوسط واوروبا حاليا وهذه الحرب ربما تصبح  حارة  اذا لم يبادر المجتمع الدولي بإنهاء ماساة الشعب السوري فمؤتمر جنيف /2 / المزمع عقده في كانون ثان/يناير من عام 2014 المقبل لن يكون مؤتمر خير لصالح الشعب السوري بل ترسيخ للمصالح الامريكي والروسية بمنطقة الشرق الاوسط تقوم ايران بأداء هذا الدور نظرا لتحقيق أطماعها بالمنطقة وذلك من خلاصة لكتاب صدر عن مركز أمية   للدراسات الاستراتيجية .

ويجب على المطلع على التاريخ الاسلامي وواقع هذه الامة حاليا ان  يكون واقعيا  فايران لم تكن منذ قضاء الصحابة رضي الله عنهم عن دولة الأكاسرة مخلصة للاسلام كما كانت ومنذ تشيُّعها الطابور الخامس لاعداء الاسلام فهم وقفوا في مواجهة دولة الخلافة الاسلامية العثمانية الى جانب الغرب عندما كانت تلك الدولة في أوج قوتها كما ساهم الشيعة بتأمرهم مع التتار القضاء على الدولة العباسية وها هم الآن يشاركون بذبح الشعب السوري ولا أحد يستطيع ان ينسى تلك اللقطات التي التقطت هم يمارسون عاداتهم القبيحة بضرب انفسهم في سوق الحميدية الدمشق يوم العاشار من محرم في مدينة تعتبر معقلا من معاقل  أهل السنة والجماعة في العالم وعملهم القبيح ذاك تحديا لمشاعر المسلمين ولسان حالهم يقول لقد وقعت دمشق تحت احتلالنا بشكل رسمي .