وجنيف.. يطرق الأبواب ..

عقاب يحيى

كما فهمت من قرار الهيئة العامة للإئتلاف حول جنيف، وبعد إعلان القبول المتكرر بالحلول السياسية، هناك حزمتين من المطالب، او الشروط، او المحددات . الأولى يمكن تسميتها بخطوات تمهيدية، مسبقة، لبناء الثقة بجنيف، ومصداقية النظام، او تهيئة المناخ الضروري لسير عملية سياسية جدية ..

أبرز ما في الحزمة الأولى : إيقاف القصف وعمليات التدمير ـ إطلاق سراح المعتقلين، خاصة من النساء والأطفال ـ رفع الحصار عن المناطق المحاصرة ـ السماح لقوافل الإغاثة بالمرور..

ـ والحزمة الثانية أسّها شرط واضح : الا يكون رأس النظام وكبار رموزه جزءاً من العملية السياسية، وتحويل القتلة للمحاكم، وإعلان الالتزام الواضح من قبله ببنود جنيف 1 بنقاطها السنة كاملة، ووضوح تعهد الأطراف المعنية، والمجتمع الدولي بتطبيق ذلك، ومنح " الجسم الانتقالي" الصلاحيات الكاملة، وتحديد المرحلة الانتقالية بزمن واضح، ووضع الأجهزة الأمنية في مقدمة إعادة النظر لبناء أجهزة تهتم بأمن الوطن والمواطن، وتبني الأمم المتحدة للاتفاق وفي ميثاقها، إشارة إلى البند السابع ....

ـ وهناك موقف من مشاركة إيران.. يرتبط بضرورة سحب قواتها العسكرية، ومليشياتها التابعة لها ـ بدءاً ـ ووقف تدخلها السافر بالشأن السوري..

                                                ***

لكن، ومع اقتراب موعد جنيف، وتزايد الضغوط، والكلام متعدد الأشكال عنه، والتصريحات المختلفة من الجهات الدولية، وحتى على صعيد الإئتلاف، وأطراف من المعارضة..وتصريحات الولايات المتحدة، ومندوبها ـ المكلف بالملف السوري ـ السفير فورد ـ بأنه لا اشتراطات مسبقة.. فإن عدداً من الأسئلة تطرح نفسها بثقل على الإئتلاف ـ بالتحديد ـ وأبرزها :

ـ أين تقع تلك الاشتراطات من موقف المشاركة أو الرفض المسبقين ؟؟..

ـ بمعنى واضح : هل اشتراطات بناء الثقة ـ أو الخطوات التمهيدية السابقة لجنيف ـ هي مانعة تصل حدّ الرفض إن لم تتحقق جميعها، أو أكثرها؟؟..

ـ ـ والأمر الأوضح ذلك المتعلق بالشرط" المركزي" حول تنحية القاتل رأس النظام، وألا يكون جزءاً من العملية السياسية.. هل يجب تحقيق ذلك مسبقاً؟، أم لاحقاً؟؟ ومتى يكون اللاحق؟.. وهل سيكون شرطاً جازماً يقابل عدم توفره الامتناع ؟.. أم يتمّ الحضور.. ويعلن ذلك كنوع من تحفظ، أو تسجيل موقف؟.. وينسحب الشرط ايضاً على كبار الرموز، والمتورطين بالتقل، وتحويلهم للمحاكم.. متى يكون ذلك؟، ومن هم بالتوصيف الدقيق؟، وبأية مراتب؟، وكم عددهم ؟...

ـ وهناك شرط إضافي مانع أيضاً يتعلق بالموقف من إيران، ووجود قرار دولي بإشراكها  .. وما يفرضه ذلك من موقف يشبه ما يخص شرط الموقف من دور ومستقبل بشار الأسد .

ـ أما النصّ على أن الإئتلاف هو الجهة الوحيدة التي يجب أن توجه الدعوة لها، والمفوضة بتسمية الوفد.. فلا أدري حدود التمسك بهذا الأمر شرطاً مانعاً، وهل يقتصر الأمر على توجيه الدعوة فقط..ليكون بذلك الخيمة التي تلفّ الوفد السوري الموحد..والذي سترشحه الهيئات الدولية؟؟.. أم أنه يقف عند لازمة منحه التفويض المطلق بتشكيل الوفد ممن يراه مناسباً.. ويقوم هو، وفق قرار منه، بإشراك آخرين من أطياف معارضة فيه ؟؟...أم يلجأ لمؤتمر تشاوري مع القوى المعارضة توصلاً لتوافق حول تشكيل وفد موحد، وحول المواقف السياسية، والمرحلة الانتقالية ؟؟...

ـ لهذه الأسباب مجتمعة، ومتفرقة، وبسبب أن جنيف مجهول الهوية والمضمون حتى الآن، ولا يعرف أحدٌ، وفي مقدمهم الإئتلاف وبقية قوى المعارضة، النوايا الجدية للدول الكبرى، خاصة روسيا والولايات المتحدة، فيما سيفعلون، وقراراتهم بخصوص مصير الأسد، ومستقبل بلادنا، وضمانات الاتفاقات، واثر الاتفاق الروسي ـ الأمريكي على ذلك، ونظرتهم للدور الإيراني وحجمه، ومستقبله.. وأمور جوهرية كثيرة تجعل التساؤلات من كل نوع مطروحة ومشروعة، بما فيها التشكيك بالنوايا، والمصداقية ...للطرفين الراعيين بالدرجة الأولى، وللمجتمع الدولي على العموم.