الجيش اللبناني يحرّر السعودي المخطوف قبل إدخاله إلى سوريا.. فمن يحرّر الرئاسة من خاطفيها؟

 قفز نبأ اختطاف المواطن السعودي مشاري المطيري وتحريره بعملية نوعية لمخابرات الجيش اللبناني إلى واجهة الأحداث في لبنان نظراً لخطورة هذا الخطف ودلالاته وتوقيته عشية تعويل السلطات اللبنانية على موسم سياحي واعد وعلى قدوم الرعايا العرب والخليجيين إلى بيروت للمساهمة في نهضة البلاد وإنعاش موسم الاصطياف.

وذهب البعض إلى حد ربط عملية الخطف بغياب سلطة الدولة عن بعض المناطق اللبنانية التي نُقل إليها المخطوف بدءاً بالضاحية الجنوبية لبيروت حيث نفوذ حزب الله وصولاً إلى البقاع الشمالي والحدود اللبنانية السورية المشرّعة أمام التهريب حيث تمكنت دورية من مخابرات الجيش اللبناني من تحرير المخطوف قبل إدخاله إلى الجانب السوري وتوقيف عدد من المتورطين وتنفيذ مداهمات لمتورطين من آل جعفر في حي الشراونة في بعلبك اضافة إلى دهم معمل كبتاغون وتوقيف 12 شخصاً مشتبهاً بهم.

وإثر تحريره، توجّه المطيري إلى السفارة السعودية في بيروت للقاء السفير السعودي وليد بخاري في وقت أعطت السلطات السعودية التوجيهات بجمع المواطن المخطوف بعائلته وعودتهم فوراً إلى الرياض. أما السفير البخاري فتوجّه بالشكر إلى قيادة الجيش وقوى الأمن وشعبة المعلومات وثمّن تعاون جميع القوى وعلى رأسهم وزير الداخلية وقائد الجيش في العملية، التي أدت إلى تحرير المخطوف خلال أقل من 48 ساعة، واصفاً هذه الجهود بـ”الجبارة”.

الرأس المدبّر

وكانت عملية الخطف تمّت عبر سيارتين مسروقتين تقلّان 7 أشخاص تعرّف الجيش على أربعةٍ منهم وداهم منازلهم، وكان ثلاثة من الخاطفين السبعة يرتدون بزّات عسكرية وهم غير عسكريين، وعلم أن المجموعة الخاطفة يترأسها تاجر المخدرات المعروف بـ”أبو سلة” الفار من السلطات، فيما ذكرت معلومات صحافية أن الرأس المدبّر لعملية الخطف هو موسى ع. جعفر ولم يتم توقيفه لوجوده في الجانب السوري. وأشارت المعلومات إلى أن هاتف المواطن السعودي تم رصده في الواجهة البحرية لبيروت ثم الضاحية ثم ضهر البيدر ثم أطفئ.

ولقي تحرير المواطن المخطوف ردود فعل مرحّبة، ونوّه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالجهود التي بذلتها قيادة الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية كافة لتحرير المواطن السعودي، داعياً “السلطات الأمنية إلى مواصلة ملاحقاتها لإلقاء القبض على كل متورط “.

وجدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “الإصرار على ضبط الوضع الأمني وعدم السماح بحصول أي تهديد يطال امن اللبنانيين والرعايا الموجودين في لبنان”. وقال إن عملية الخطف “مدانة بكل المعايير ونحن نهنئ الجيش على الجهد الكبير الذي بذله للإفراج عنه وتوقيف المتورطين في عملية الخطف”، مضيفاً “نحن حريصون على عودة جميع الاخوة العرب إلى لبنان ومنع أي تهديد يطالهم إضافة إلى منع استخدام الأراضي اللبنانية منطلقاً لأي عمل يهدد أمن الدول العربية وسلامتها”.

بدوره، هنأ الرئيس السابق ميشال سليمان الجيش قائلاً: “تحية إلى الجيش اللبناني الذي أنقذ سمعة لبنان تجاه المملكة العربية والجامعة العربية والمجتمع الدولي بعد قمة جدة الناجحة. المطلوب فرض أقصى العقوبات بحق الخاطفين، كما يتوجب على الدولة وعلى الأحزاب المعنية والمجتمع الأهلي اتباع برنامج يهدف إلى نزع حالة العداء والكره ضد المملكة العربية السعودية والخليج وغيرها من الدول والتي زرعت في نفوس قسم من الشباب اللبناني طيلة السنوات الماضية واستبدالها بسياسة المحبة والتعاون والاخوة والتكامل لمنع تكرار جرائم الخطف والقتل والسطو والشتم والتجريح”.

غمز تجاه الدويلة

ووجّه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل “تحية للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية على هذا الأداء المحترف”، مطالباً “بإنزال أشد العقوبات بحق المتورطين ومن يقف خلفهم لمنع تكرار الحادثة وقطع الطريق على اي نيّة لجر البلد إلى أي فلتان أمني من أي نوع كان على ابواب الموسم السياحي”. أما النائب نديم الجميل فألأمح إلى حماية حزب الله الخارجين عن القانون وأمل “أن يكمل الجيش بهذه الوتيرة ويلقي القبض على سليم عياش وقاتلي لقمان سليم وهاشم السلمان، وخاطفي جوزيف صادر وخاطفي الدولة والمعتدين على سيادتها”.

وغمز نواب من القوات اللبنانية من قناة “الدويلة” وتنمّرها على الدولة، ملاحظين أنه عندما يتخذ القرار لا تعود هناك سواتر ولا حواجز من بيروت إلى بعلبك.

ورأى النائب طوني فرنجية نجل المرشح سليمان فرنجية أن “خطف المواطن السعودي ضرب للبنان أولاً، لأمنه واقتصاده ولموسم السياحة”، ودعا “إلى اتخاذ أقصى التدابير الممكنة في حق من قام بهذا العمل الأرعن لاستعادة هيبة الدولة ووضع حد لعصابات الخطف والسرقة والمخدرات، وحفاظاً على العلاقة مع الأشقاء العرب والمملكة العربية السعودية خصوصاً”.

كذلك، أشاد الحزب التقدمي الاشتراكي بالجهود الذي بذلها الجيش، مشدداً “على رفض كل محاولات ضرب الاستقرار والإساءة إلى علاقات لبنان مع المملكة العربية السعودية”، داعياً “إلى استكمال توقيف كل المتورطين وإحالتهم إلى القضاء”.

لائحة البطريرك

على خط الاستحقاق الرئاسي، يستمر خطف الرئاسة على الرغم من تقدم المفاوضات بين التيار الوطني الحر والمعارضة على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور وحمل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اسمه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضمن لائحة أسماء يراها توافقية ولا تشكّل تحدياً لأي فئة بينها النائب ابراهيم كنعان وقائد الجيش العماد جوزف عون والنائب نعمة افرام.

وتتخوّف أوساط في المعارضة من تراجع رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الدعوة إلى عقد جلسة انتخاب في حال شعر أن حظوظ مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية لا تخوّله بلوغ عتبة 65 صوتاً الكفيلة بإنتخابه في الدورة الثانية.

وسوم: العدد 1034