أطفال غزة الاحتفال الإسرائيلي باليوم العالمي للطفل: 5600 شهيد فلسطيني

في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام يحتفي العالم باليوم العالمي للطفل استناداً إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1954، وذلك «لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم». كما يحتفي هذا التاريخ باعتماد الأمم المتحدة «إعلان حقوق الطفل» سنة 1959، وكذلك المصادقة على «اتفاقية حقوق الطفل» سنة 1989، وكلا القرارين يشدد على حقوق الأطفال في الحماية والتعليم والرعاية الصحية والمأوى والتغذية الجيدة.

ولقد أحيت دولة الاحتلال الإسرائيلي هذا اليوم العالمي بتسجيل جملة من الأرقام القياسية في ميادين الحرب الهمجية ضد أطفال قطاع غزة: أكثر من 5600 طفل شهيد، وأكثر من 8660 جريحاً، ونحو 1800 طفل في عداد المفقودين. في الضفة الغربية والقدس المحتلة قضى أطفال ضمن 215 شهيداً و2800 جريح منذ «طوفان الأقصى» إضافة إلى توثيق 2070 حالة اعتقال بينها 145 طفلاً.

وإذا كان عدد ضحايا جرائم الحرب الإسرائيلية قد تجاوز الـ13 ألف شهيد والأرقام تتزايد على مدار الدقائق والساعات وليس الأيام والأسابيع، فإن حصة أطفال قطاع غزة وفلسطين عموماً من هذه الوحشية الهوجاء المطلقة تضع دولة الاحتلال في المرتبة الأولى من حيث استهداف الأطفال خصوصاً، ضمن خيارات حروب الإبادة والتطهير العرقي والعقاب الجماعي، وذلك على مدار التاريخ البشري بأسره.

وقد يجوز للبعض ألا يرى غرابة في هذه الخلاصة، بالنظر إلى أن 75 سنة من عمر زرع الكيان الصهيوني في فلسطين وعلى حساب أهلها وأرضها ومدنها وبلداتها وقراها إنما نهضت على هذه الممارسات، متضافرة مع أسوأ أنساق الاستعمار الاستيطاني العنصري. ما لا يجوز غض النظر عنه في المقابل هو سكوت زعماء ما يسمى بـ«العالم الحر» عن هذه الفظائع بحق أطفال فلسطين، أو التواطؤ معها عن طريق التستر خلف مقولة حق دولة الاحتلال في الدفاع عن النفس، ورفض الدعوة إلى وقف إطلاق النار بذريعة أنه يخدم «حماس» عدا عن الذنب الأشنع المتمثل في تزويد جرائم الحرب الإسرائيلية بالعدة العسكرية والدعم المعنوي والتمويل المادي.

وحين يستسهل رئيس القوة الكونية العظمى الأولى التشكيك في أعداد ضحايا الوحشية الإسرائيلية، وبالتالي يتغافل عامداً عن 5600 طفل شهيد، فإن جو بايدن يشاطر مجرمي الحرب الإسرائيليين طرائقهم البربرية في الاحتفال باليوم العالمي للطفل. و«الاستخبارات» الأمريكية التي يسوقها للمصادقة على الأكاذيب الإسرائيلية حول مستشفيات غزة بوصفها مراكز قيادة للمقاومة الفلسطينية، هل عجزت عن إفادته بأن الأطفال في فلسطين يشكلون نسبة 44٪ من عدد السكان، وأن معدلاتهم ترتفع إلى 47٪ في قطاع غزة، وهم حتى الساعة يتجاوزون 40٪ من إجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي الراهن؟

ولا عجب أنّ بعض الإسرائيليين يرفضون تلقي الدروس حول أخلاقيات الحرب والقانون الدولي من الولايات المتحدة وأضرابها بصدد استهداف الأطفال تحديداً، ويذكّرون بالتصريح الشهير الذي أطلقته مادلين أولبرايت حين كانت وزيرة خارجية أمريكا، بأنّ مقتل نصف مليون طفل عراقي ثمن مناسب للمشروع الأمريكي خلف غزو العراق.

وسوم: العدد 1059