عدنان بدر الحلو (مطار الثورة في ظل غسان كنفاني)

نحن لسنا الثورة، بل مرحلة تحضير الثورة

بليغة المعنى هذه العبارة التي ترصد الحس العالي والأصيل في ما يتعلق بحس الراحل غسان كنفاني بشأن مستقبل ثورة الداخل، حيث تجلت في روايته "رجال تحت الشمس"

هذا الحدس الذي قاده في وقت مبكر لاكتشاف النشاطات الإبداعية لدى فلسطيني 1948. عندما كان ينظر إليهم من قبل الآخرين نظرة غير إيجابية تصل حد المقاطعة، ويعتبرونهم إسرائيليين. كان للراحل غسان دور كبير بالتعريف بشعراء الأرض المحتلة وتعريف العرب بإنتاجهم.

وفي مقدمتهم الشعراء الرواد محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد.

إضافة إلى حدسه الأصيل أي الراحل غسان واهتمامه المميز من خلال مجلة الهدف، التي كان له الدور في إنشائها والدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال ما صدر عنها من مقالات مهمة لتحقيق النصر بفعل مقاومة فكرية. ترصد نشاطات الداخل وبخاصة ثورة غزة 1969-1971 التي رسمها في أكثر من لوحة من لوحات الكتاب المذكور، واهتمامه المتجدد بثورة عام 1936. بعد مرور هذه الأعوام على رحيل غسان كنفاني بقيت مجلة الهدف ترصد مجريات الثورة، وتدعمها كما رسمها كنفاني. ورحلوا وما تزال أفكارهم تنير طريق الثورة وتسقط الأجساد لا الأفكار. وما تزال هناك أسئلة تجول في خلدي منذ مدة ليست بقصيرة!

هل ما تزال الثورة نظيفة؟ نظيفة بمفهومها وتعريفها كأيديولوجية ومصطلح؟ وكيف حالها في عقول جيلنا الآن؟ وماذا تبقى منها في عقول مثقفينا وكيف تعنى بحالها لشعب المقاومة؟

شكرا لطوفان الأقصى، الذي أجابني على أسئلة تدور في خلدي، وقد أعاد إحياء الثورة وروح المقاومة.

dfgdf1060.jpg

الجزء الثالث من مقالات هكذا بدأت قصة عشقي لفلسطين.

وسوم: العدد 1060