الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون وغيرهم بالتماسهم من الكيان الصهيوني التخفيف من حجم تقتيل الشعب الفلسطيني

الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون وغيرهم بالتماسهم من الكيان الصهيوني التخفيف من حجم تقتيل الشعب الفلسطيني إنما يذرون الملح فوق جروحه النازفة

لم يبق إلا يومان كي تستكمل الحرب على قطاع غزة  يومها المائة، ولا زالت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون وغيرهم ،يرددون كلاما ممقوتا وممجوجا ، ومردودا عليهم ،وهم يلتمسون من الكيان الصهيوني التخفيف من حجم إبادته الجماعية للشعب الفلسطيني، بعدما أُطلقت  يده بواسطة الفيتو الأمريكي، لارتكاب جرائم حرب مروعة وفظيعة  في حق مدنيين أبرياء ، معظمهم أطفال ونساء ، وشيوخ ، مرضى، وكل ذنبهم أنهم فلسطينيون متشبثون بأرضهم التي يريد عدوهم المحتل إجلاؤهم منها كما أجلي  غيرهم من ديارهم سنة 1948 ، ولا زالوا يعيشون حالة اللجوء خارجها.

والتماس حلفاء الكيان الصهيوني وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية  التخفيف من تقتيل الشعب الفلسطيني ،هو ذر للملح على جراحه النازفة  للزيادة في معاناته  بل هو انتشاء  بذلك ، وسخرية، وشماتة بمعاناته . ومثيل ذلك  أيضا شماتة وسخرية بالشعب الفلسطيني المحاصر، التماس هذه الإدارات الضالعة في جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني من جلادها الدموي العنصري السماح بإدخال بعض المساعدات  إليه، وهو لا يجد جرعة الماء الشروب حتى شرب ماء البحر الأجاج ، والماء الملوث بمياه المجاري،  ولا رغيف الخبز الممزوج بالدماء والدموع ، ولا جرعة الدواء المخفف للآلام المبرحة  والجراح ، ولا يعيش حتى مجرد لحظات  قليلة ،يتوقف  فيها صب النيران الحارقة والمدمرة عليه ليل نهار .

ولقد  ملّ الأحرار من شعوب العالم سماع أسطوانة الإدارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين المبتذلة، والممجوجة، التي يحاولون من خلالها امتصاص غضب وسخط  الرأي العام العالمي على موقفهم من إصرار الكيان الصهيوني المارق على مواصلة إبادته الجماعية ضد المدنيين في غزة، كلما أصيبت قواته الغازية بخسائر فادحة تجرعه أقسى درجات  المرارة ، وتزيده وحشية ، وهمجية . وقبل يومين فقط ، وفي اجتماع بولاية فيلادلفيا  للرئيس الأمريكي، ضج الحاضرون منددين بتورطه مع الكيان الصهيوني في إبادته الجماعية للشعب الفلسطيني ، فأخرسوه، ومنعوه من مواصلة حديثه الممجوج ، وهو يحاول تجاوز ما تعرض له من إهانة بادعاء أنه يتفهم موقفهم ، ولو كان حقا متفهما  لموقفهم لما واصل التورط الصارخ  في الإجرام  مع كيان عنصري نازي ضالع فيه .

أليس من العبث الداعي إلى السخرية أن يطلب من جلاد يسفك الدماء التخفيف من سفكها ؟ أليس قتل نفس بشرية  واحدة يعدل قتل الناس جميعا في كل الشرائع السماوية  والأعراف عند البشرية السوية  ؟

ومع تكرار وزير خارجية الإدارة الأمريكية على زيارة مجرمي الحرب في فلسطين المحتلة ، لا يزداد إجرامهم إلا  ضراوة، وقسوة  ، وإصرارا على ارتكاب المزيد من الجرائم الفظيعة والمروعة  في حق المدنيين الفلسطينيين ، لأنه لم يشف غليله، وقد ذاق مرارة الهزائم اليومية على يد مقاومة شديدة البأس، لا هوادة عندها  في التصدي لجيش كان يوصف بالأسطوري ، وقد تبين للعالم أنه في حقيقة أمره أوهى من بيت عنكبوت .

ولقد أصبحت اليوم  وسائل الإعلام العالمية، تتناقل نتائج لقاءات وزير الخارجية الأمريكي مع مجرمي الحرب الصهاينة ، وقد أصروا جميعا على  مواصلة حرب الإبادة الجماعية ، وفيهم من يرى أن الفلسطينيين يستحقون أكثر من الموت ، وقد اقترح من قبل أن تلقى عليهم قنبلة نووية ، وفيهم من لا يقبل إلا بإجلائهم بالقوة من أرضهم  ، وفيهم من يريد إعادة احتلال قطاع غزة  وحكمها بالحديد والنار والسجون والمعتقلات كما هو الشأن في الضفة الغربية وعموم فلسطين المحتلة ... بينما وزير الخارجية الأمريكي الصهيوني كما شهد على ذلك  بعظمة لسانه عقب زيارته الأولى للكيان الصهيوني عند اندلاع طوفان الأقصى، يجاملهم ،ويواسيهم في جيفهم النافقة. وفضلا عن مواساتهم، قد نقل إليهم ما يسرهم من  أخبار بمزيد من الدعم العسكري والمالي ،  وباستكمال  تحقيق مشروع صفقة القرن المشئومة  ، ومشروع البيت الإبراهيمي المسخ ، لتمكينهم من تحقيق حلمهم الوهمي الخرافي، المتمثل في وطن قومي ما بين فرات العراق ، ونيل مصر، بل وما بعد ذلك شرقا وغربا  ، مع نقل خبر ضمان أنظمة عربية بناء ما دمره بالسلاح الأمريكي والأوروبي، وكأن هذا الكيان كان يمارسه ألعابا نارية ، ولم يكن يبيد بشرا .

ومقابل شماتة الإدارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين بالشعب الفلسطيني ، والتسلي بمأساته ، والتلذذ بمعاناته ، نجد إدارات عالمية كبرى كالصين وروسيا ،لا يزيد موقفها من الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة ضد المدنيين في غزة  عن المطالبة  قولا دون فعل يذكر بوقف الحرب فورا في غزة ،وهي قريبة من مائة يوم بلا هوادة، مع أن هاتين الدولتين لهما كبير وزن في العالم ، وهوكفيل بممارسة الضغط على الإدارة الأمريكية المتغطرسة لإيقاف هذه الحرب ، مع أنهما لا تعدمان وسائل الضغط الفعالة التي من شأنها أن تنهي هذه الحرب القذرة في لمح البصر أو دون ذلك ،إلا أن مصالحهما المادية تجعلهما مكتفيتين بالتفرج على جرائم إبادة جماعية ، فاقت  كل ما مر في التاريخ من مثيلاتها بسبب طبيعة الآلة الحربية المستعملة في أضيق حيز على الإطلاق، والذي يعرف أكبر كثافة سكانية في كل المعمور.

وفي الأخير، نكرر ما شاع بين كل أصحاب الضمائر الحية في هذا العالم بإن طوفان الأقصى قد فضح  كل ما كان طي الكتمان  من دناءة وخسة وشماتة ، وخيانة ... وهلم جرا ،  كما أكد ما كان مفضوحا من ذلك  من قبل، في كل أرجاء المعمور، وتبين من يبكي مع الفلسطينيين ، ومن يتباكى عليهم . ولقد تأكد كل سكان هذا المعمور من طبيعة هذا الكيان الصهيوني الوحشي، الهمجي، العنصري، الدموي ، بأدلة حية  نقلها الإعلام العالمي صوتا وصورة تقتيلا ، ودمارا  ، وانتهت بذلك متاجرته  بما يسميه طابو معاداة السامية، وابتزازه بذلك كل شعوب العالم إلى ما لا نهاية .

 ولقد آن الأوان ليحل محل النظام العالمي الجديد نظام بديل فيه عدل، وأمن ، وسلام.، وصيانة للكرامة البشرية دون تمييز بين الأعراق والأجناس ، ودون  تغليب الأساطير المكرسة للعنصرية والعرقية ، ودون سيادة الفيبتوهات المستخفة بالكرامة ، وهي سبة، ومعرة .

وسوم: العدد 1065