انقلاب في المفاهيم وفي الأدوار

عندما يزور وزير الخارجية الايراني دمشق لبحث الاعتداءات الصهيونية، فيرد وزير الخارجية السوري نحن مستعدون لشن الحرب…!!

زار وزير الخارجية الايرانية الضاحية الجنوبية وبيروت، كما زار دمشق، هل يمكن ان نطلق على دمشق في هذه الظروف "الضاحية الشمالية" على التناظر أو التبادل مع الضاحية الجنوبية من لبنان الشقيق؟؟ أقول: ربما..

مهام وزير الخارجية في كل الدول سياسية دبلوماسية في الظروف العامة للعلاقات.

تحكي الأخبار أن زيارة حسين أمير عبد اللهيان إلى الضاحيتين الجنوبية، برعاية حسن نصر الله، والشمالية برعاية بشار الأسد؛ كان الغرض منها وحسب صحيفة الوطن الأسدية، بحث الاعتداءات الصهيونية، صحيفة الوطن تصفها: الإسرائيلية.

منذ عملية السابع من تشرين الأول ٢٠٢٣، تكثفت العمليات الصهيونية على دمشق، في استهداف متكرر شبه يومي لقيادات ومراكز إيرانية. وكل ذلك يخلق حالة من الشك والريبة لدى الساسة الإيرانيين، عن حجم الاختراق الأمني الصهيوني للقيادة السورية، وللجغرافيا السورية وربما الإيرانية أيضا..

في تصريح غريب من نوعه يخرج وزير خارجية الأسد، ومرة أخرى وزير الخارجية، ليعلن، أن سورية مستعدة لشن الحرب. هكذا بكلمة واحدة، وعبر طلقة واحدة.

هشاشة الزيارة وهشاشة التصريحات والمواقف، وتشتت محتواها يستقى من كون المهمة التي ينبغي أن تناط بوزيري الدفاع قد أنيطت بوزيري الخارجية

لماذا لم يحضر وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق؟؟ لعله يخاف من مسيرة صهيونية أو أمريكية، تودي به كما أودت بالعديدين قبله.

لماذا لم يصرح وزير الدفاع السوري، أنهم مستعدون للحرب، لان هذه الكلمة من حق وزير الدفاع، كما حصل في الخامس من حزيران ١٩٦٧ عندما أعلن حافظ الأسد أن القيادة العسكرية مستعدة لرمي الصهاينة في البحر، وأنها تنتظر قرار القيادة السياسية فقط.

في تصريحات سياسية أخرى، تعلن الرئاسة الإيرانية، على الرغم من الرمايات الساخنة المتبادلة، أن مراسلاتها الدبلوماسية السرية مع الولايات المتحدة لم تنقطع، وأن الولايات المتحدة متفهمة لمناوشات أذرع إيران، وأن كل الذي تريده من الحوثي ومن حزب الله ومن بقية الميليشيات التابعة، أن تلتزم سقف قواعد الاشتباك، كل في مواقعه، وبالطريقة المتفق عليها بين جميع الأطراف.

اعتبر الأمريكان أن مقتل ثلاثة من جنودهم خرق لقواعد الاشتباك، ولذلك ردوا بعنف، مستهدفين عددا من القيادات. بينما جبهة الحوثي ما تزال تلعب وفق القواعد التي لا تستفز الأمريكان، ولذا لم تقدم العسكرية الأمريكية على اغتيال أي من هذه القيادات.

بالنسبة إلينا كسوريين، مع علمنا، أن تصريح فيصل المقداد، باستعداد نظامه للحرب؛ هكذا بالمفهوم الشامل للحرب، إلا اننا نصر دائما

على رفضنا لتحويل وطننا ساحة لتصفية الحسابات، والصراع مع الآخرين.

وتمسكنا بوحدة أرضنا واستقلال قرارنا، وأن إدانتنا لكل محاولات توظيف الجراح السورية لخدمة مشروعات الآخرين..

كل هذه الخلخلات وما يزال الموقف من قضايا الشعب السوري رهنا لإرادة المتغولين..

- الحرية للمعتقلين السوريين

- والوحدة والسيادة والاستقلال للأرض السورية.

- والعدل والعدالة والمساواة لكل السوريين على السواء…

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1069