الإدارة الأمريكية تزود الصهاينة بسلاح الدمار الشامل وتلقي من الجو على الجياع المحاصرين علب أكل

الإدارة الأمريكية تزود الصهاينة بسلاح الدمار الشامل وتلقي  من الجو على الجياع المحاصرين علب أكل كي يصطادهم الجيش الصهيوني عندما يلتقطونها لسد  الأرماق

بمنتهى اللؤم  والخسة والدناءة، أقدمت يوم أمس الإدارة الأمريكية المتصهينة بشهادة وزير خارجيتها  أمام وسائل الإعلام العالمية ، والتي تدعم الكيان الصهيوني بلا حدود ، وتشاركه في إبادته الجماعية للشعب الفلسطيني المحاصر تقتيلا، وتجوعا، وتشريدا على إلقاء علب أكل على الشريط الساحلي لقطاع غزة بمشاركة النظام الأردني كي يصير من يحاولون التقاطها لدفع الجوع عنهم  أهدافا سهلة  لقنص القناصة الصهاينة  وللقصف الجوي والمدفعي . وهذا أحدث فصل في مؤامرة صهيوأمريكية إمعانا في الإبادة الجماعية التي  يستنكرها العالم بأسره ، وتضج الحناجر في كل مكان من أجل وقفها قبل أن تفني  جميع أهل غزة ،وهم تحت الحصار الخانق ، وقد حرموا الطعام ،والماء، والدواء ، والقصف المكثف جوا، وبرا، وبحرا لا يتوقف ليل نهار ، والضحايا بالمئات يوميا قتلى وجرحى .

أليس ما قامت به الإدارة الأمريكية سخرية وشماتة بالشعب الفلسطيني ، وهي التي زودت الكيان الصهيوني بأسلحة الدمار الشامل التي فاقت قوتها  قوة القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا على اليابان خلال الحرب العالمية الثانية ، بل ويشارك طيرنها الحربي وأسطولها مباشرة في إبادة سكان قطاع غزة ؟

 وإذا كانت هذه الإدارة المتصهينة قد أرادت الظهور إعلاميا أمام الرأي العام العالمي بمظهر المشفقة على الجياع الذين يقضون جوعا إذا ما أخطأهم القصف المدمر ، فإن واقع  دعمها للكيان الصهيوني  اللامحدود واللامشروط  يكذبها  ، ويفضح لؤمها وخبثها ، وتورطها بشكل مباشر في جرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان .

أليس استعمالها الفيتو للمرة الثانية منذ السابع من أكتوبر لمنع إصدار مجلس الأمن قرار الوقف الفوري  للحرب في غزة ، هو تورط مباشر وفاضح  في الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة في عزة ؟ أليست هذه الإبادة تتم بمختلف الأسلحة الأمريكية  الفتاكة التي تشحن يوميا جوا، وبحرا، وبرا من الولايات المتحدة ، ومن دول غربية أخرى ضالعة مع الكيان الصهيوني في الإجرام  ؟

إن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، يستخفان بالرأي العام العالمي ، وبالجموع الحاشدة الهادرة والصارخة  التي تخرج يوميا في مختلف عواصم ومدن العالم منددة بالحرب ، وبالإبادة  الجماعية  للمواطنين العزل أطفالا، ونساء، وعجزة ، وطالبة بالوقف الفوري لها .

وإذا كانت الإدارة الأمريكية تصرح علانية بوقوفها إلى جانب الكيان الصهيوني ، وبدعمها الكامل له دون شروط أو حدود ، بل وبمشاركة  جيشها مع جيشه  في القتال  في غزة ، فإن الأنظمة العربية والإسلامية لا تجرؤ مجتمعة  على مجرد إنزال رغيف خبز أو جرعة ماء على الجياع  العطاش في غزة ،ولا يتعدى موقفها  المتخاذل، والشامت بالشعب الفلسطيني عبارات التنديد الممجوجة ، بل فيها أنظمة حقيرة  تشمت بأهل غزة ، وتمنع المظاهرات المؤيدة لهم ، وتمنع مجرد رفع أعلام فلسطين  فوق أراضيها ، وتستعجل قضاء الصهاينة على المقاومة  الفلسطينية الباسلة ،مخافة أن تنتصرعليهم ، ويكون بذلك انتصارها بداية نهايتها ، ونهاية وضع ما بعد النكبة والنكسات المتتالية  ،و نهاية أوهام مسلسل السلام ، والتطبيع، لأن هذا الوضع وحده هو الذي يضمن وجودها واستمرارها ، و يكرس استبدادها ، وعرقلتها لنهضة عربية إسلامية تخلص شعوب العالم العربي والإسلامي من أنظمة خاضعة  لهيمنة الإدارة الأمريكية وحليفاتها الأوروبيات .

سيسجل التاريخ  بكل احتقار تقاعس وعجز  هذه الأنظمة الخانعة للغرب وللكيان الصهيوني عن إطعام أطفال يستصرخونها وهم يصارعون الموت البطيء بجرعة لبن،  في زمن عز فيه أمثال الفاروق، والمعتصم ، وصلاح الدين .

وسوم: العدد 1072