شريان الحياة الرئيسي لنظام الأسد

أحمد منصور

بنى حافظ الاسد استراتيجية نظامه الطائفي على عدة ركائز داخلية وخارجية جعلها هي الشريان الذي يمد حياة النظام بالحياة اطول وقت ممكن مهما تعرض للاضطرابات الداخلية، ولذلك حينما قتل ابنه باسل الذي كان يعده لخلافته في الحكم في حادث سيارة عام 1994، سعى مباشرة لإعداد ابنه بشار الذي كان يدرس الطب في بريطانيا حتى يخلفه.

وحتى يكسر حدة الصراع السني العلوي تعمد ان يزوجه سنية ابنة لطبيب سوري معروف كان يقيم في بريطانيا، كما سعى الاسد طوال سنوات حكمه التي قاربت الثلاثين لتركيز دعائم حكمه على ابناء طائفته من العلويين الذين منحهم الوظائف العليا في كل مؤسسات الدولة مع محاولة استقطاب الطوائف والأقليات الاخرى والاعتماد عليهم لترسيخ حكمه وعلى رأسهم الدروز والمسيحيون وغيرهم وحتى يقضي على اية محاولة من السنة للتفكير في الانتفاضة ضده لم يتورع ان يدمر مدينة حماة بالطائرات وان يقتل ما يزيد على اربعين ألفا من ابنائها حينما انتفضوا عام 1982 كما اقام السجون في كل مكان وارتكب بها المجازر حيث لا يزال هناك 25 الفا مفقودين منذ حكم الاسد الاب، ومن اهم الركائز التي سعى لتوريثها لابنه هو ان يسير على نفس النهج الذي سلكه هو، لذلك حينما تحدث بشار عن الديمقراطية في بداية حكمه هاج عليه العلويون وأبناء الطائفة والمستفيدون من النظام وقالوا له ان الديمقراطية معناها سقوط الحكم العلوي لصالح الاغلبية السنية، فصمت بشار بعدها وسار على نهج والده يقود سوريا بالحديد والنار، هذا على الصعيد الداخلي.

أما على الصعيد الخارجي فقد اقام الاسد الاب ومن بعده الاسد الابن علاقة استراتيجية قوية مع كل من الاتحاد السوفياتي وإيران ومنح كلا منهما امتيازات غير محدودة في سوريا لا يمكن ان يحظيا بها في اية دولة اخرى، فقد كان ولازال رئيس الحرس الثوري الايراني هو الآمر الناهي في القيادة العسكرية في البلاد، واذكر اني في حوار اجريته مع العلامة حسن فضل الله قبيل وفاته قال لي ان الاسد فتح لهم سوريا لنشر المذهب الشيعي هناك، ورغم أن فضل الله اكد على ان هذا كان يتم في مناطق العلويين إلا ان العلويين اختلطوا في كثير من المدن بالسنة وربما لا يقال الامر إلا للتقية لكن الاسد فتح سوريا للشيعة حتى ينشروا فيها مذهبهم وهي ذات الاغلبية السنية، وتشيع عائلة الاسد ان اصولها شيعية ايرانية لذلك فان العلاقات بين ايران وآل الاسد هي علاقة عقائدية عائلية استراتيجية في ظل امداد سوريا لشريان ايران الرئيسي في المنطقة وهو حزب الله بكل شيء حتى ان حزب الله وضع كل امكاناته تحت تصرف النظام والدفاع عنه وعدم السماح بسقوطه كما قال حسن نصر الله، ومن المعروف ان امكانات حزب الله العسكرية والقتالية توازي حجم دولة، بل ان امكاناته اكبر من امكانات الدولة اللبنانية، لذلك يشكل قوة داعمة رئيسية للنظام السوري وشريان حياة رئيسيا لبقائه.