أهمية التعليم لأبناء المغتربين
يجب أن يظل تصميم الوالدين أو مَن ينوب عنهما حاضرا وبقوة على تعليم الأبناء من بنين وبنات ، وتهيئة الظروف المناسبة والمشجعة لهم على التعليم . وأن يتحول هذا التصميم في مرحلة الطفولة إلى مواقف إرشادية ومساعدة منزلية للأبناء في إتمام دراستهم في مراحل التعليم . ونحن نعيش هنا في كندا والأمور ميسرة لتعليم الأبناء في المدارس الحكومية وبشكل مجاني . ويستطيع الطالب والطالبة إتمام الدراسة إلى آخر مرحلة يرغبان بنيل شهادتها .
فالعلم ضروري في حياة الإنسان لأسباب عديدة ، ناهيك على أن العلم هو من أبواب الرقي الحضاري ، والولوج في عالم الاختراعات والإبداعات في شتى صورها ، وربما لم يكن الإنسان في الحقب السابقة مضطرا لطلب العلم ، فالحياة كانت بسيطة وغير معقدة ، ومكانة الإنسان آنذاك كانت تقاس بقدرته التفاعلية في مجتمعه ، وطيب القيم التي يحملها كإنسان . وكان الأطفال يتعلمون من آبائهم ماتحتاجه تلك الحقب في المعاملات واللقاءات ، وحيث تختلف أنماط الحياة في العصر الذي نحن فيه الآن وما قبله عما كان عليه الناس في الأزمنة الغابرة ، بات التعلم ودخول المدارس ، والتدرج في مراحل التعليم من ضروريات الحياة المعاصرة . حتى أن مقياس قيمة الفرد بات يعرف من شهادته أو وظيفته أو ممـا لديه من المواهب والقدرات التي تعود عليه وعلى مجتمعه بالفائدة . ومن هنا أيضا تأتي ضرورة التعليم ، وتهتم الدول العالمية بهذا الجانب ، وتضع القوانين لهذه الغاية النبيلة .وتكاد الأمية تتلاشى في معظم دول العالم لإقبال الكبار في السن ، أو الذين فاتهم قطار التعليم وهم صغار ... على مدارس محو الأمية ، وهذه ناحية إيجابية ، ولعلها من معطيات تقدم النمط الحضاري للشعوب .ولطالما اقترنت الأمية بالتخلف وإضاعة عمر الإنسان في دياجير الجهل والأمية ، بل وتعتبر الدولة متخلفة إذا لـم تنجح بتعميم التعليم وتهيئة متطلباته .
وتاريخنا كعرب يؤكد على أهمية التعليم ، بل يكاد يكون فرضا على الناس أن يتعلموا وأن يُعلموا أبناءَهم ، ولعلنا نجد أن أول مانزل الوحيُ على النبي صلى الله عليه وسلم بقول الله سبحانه وتعالى : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) 1/ العلق . بل وأردفها بآية أخرى : ( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ) 3/العلق . ثم جاء قوله تعالى : ( الذي علَّم بالقلم ، علَّم الإنسان ما لم يعلم ) 4/5/ العلق . ولقد استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقضي على الأمية، ومَن يقرأ الأحاديث الواردة في شأن العلم والتعلم لايماري ولا يجادل في أن الدعوة إلى التعليم مكانها عالٍ ، ومكانة المتعلم وطالب العلم عالية ، وله جزيل الثواب عند الله . ولعل الاهتمام بالعلم والتعلم يتجلى أيضا يوم كان فداء أسرى معركة بدر تعليم عشرة أبناء من أبناء المسلمين على كل أسير ، وكان التعليم للصغار والكبار على حد سواء . بل إن دار الأرقم بن أبي الأرقم كانت بمثابة افتتاح مدرسة لتعليم الناس ، وتشير إلى أهمية افتتاح المدارس بشكل عام ، وتطور التعليم يوم انتقل إلى المسجد الحرام ، والمسجد النبوي ، ثم في الجامع الأزهر ، وفي معظم المساجد في أنحاء العالم
والغربة في هذا العصر لم تمنع حالة التعليم على الناس ، فمراكز مراحل التعليم مفتوحة للجميع ، للكبار والصغار والذكور والإناث . ووسائل التعليم باتت على أرقى المستويات . ونحن الآن في ( أكاديمية القلم ) نعيش أجمل أيام التعليم مع أبناء المغتربين العرب ، من بنين وبنات ، وفي مختلف مراحل التعليم . ونستخدم الطرق الناجحة في الرقي بهذه المهمة ، ولنا جولات نافعة ، ومتابعات ميسرة للوصول بالطالب والطالبة إلى أفضل النتائج .
د . سندس اللامي
رئيسة جمعية المرأة العربية في جويلف
مديرة أكاديمية القلم
وسوم: العدد 1121