في رحيل حبر الكاثوليك الأعظم عزاء ومواساة ورجاء
أتم مشاعر العزاء والمواساة لجميع المسيحيين الكاثوليك حول العالم، ونخص بالعزاء الكاثوليك العرب والسوريين على السواء، بوفاة عظيم ملتهم، والحبر الأعظم البابا فرنسيس. الذي تولى موقعه الروحي في مرحلة عصفت فيها المادية بروح العالم…
فانتشرت دعوات مادية وأخلاقية كثيرة عصفت بروح البشر، وهددت كينونتهم .. وتمادت حتى نسب إليه أنه قال، فيما راج عنه: إن الله- جل الله- فكرة جميلة في رؤوس المؤمنين!!
وعلى الصعيد الأخلاقي صمت عظيم الملة الكاثوليكية، عن دعوات تجاوزت نص الكتاب المقدس في قوله "ذكرا وأنثى خلقهم..".
وامتنع الراحل الكبير عن إدانة ما أدانه الكتاب المقدس في نصوص واضحة صريحة؛ بحجة أنه لا يملك سلطانا لإدانة ما أدانه الكتاب المقدس ، الذي تولى بحكم موقعه، أمر تمثيله وتفسيره للمؤمنين..
ولقد استمرت ولاية البابا فرنسيس الزمنية لمدة اثني عشر عاما، عايش خلالها ثورة الشعب السوري ضد الظلم والفساد، ولم تصدر عنه أي إدانة واضحة صريحة ضد من استخدم السارين والكلور وبراميل القتل الفوضوي والجماعي..ولا ضد التعذيب والتغييب والتهجير!!
وعايش الحرب الأخيرة على غزة ومع كل التوحش اليومي، الذي ما زال يطال الأطفال والنساء لم تُسمع من الحبر الأعظم إدانة واضحة صريحة لقتل الأطفال والتغول على المدنيين، وحصارهم ومنعهم من الدواء والغذاء والماء…
رحل البابا فرنسيس، وفي يوم الدينونة الكبرى، سيلقى كل واحد من البشر، العظيم منهم والصغير، ثمرة عمله: ألم يقل سيدنا المسيح "من ثمارهم تعرفونهم.. "
وبثمارهم سيعرفون يوم الدينونة الكبرى أنفسهم..وبثمارنا جميعا سنعرف أنفسنا؛ هذه حقيقة يخاطب بها كل إنسان نفسه…!! فلنعد العدة لنلج ملكوت السماء…فالمستكبرون لا يدخلون ملكوت الله حتى يلج الجمل في سم الخياط!!
أكرر عزائي لجماهير المؤمنين بمقام البابا حول العالم وفي بلادي سورية الجميلة..
أدعو بأن يسود الصدق مع الله والناس، وتسود الرحمة والحب والوئام بين كل البشر ، وحول العالم أجمع..
ونرجو بل ندعو أن يخلف الراحلَ على عرش البابوية الكاثوليكة، رجل، من أولي اليقين والعزم، يأخذ أمر الله الذي يمثله بقوة ويقين..
وسوم: العدد 1124