رسالة مفتوحة إلى سيادة الرئيس أحمد الشرع بوصفه.. من ناصح غير مثرّب..

في الرد على تهديدات نتنياهو وحلفائه..

والرد على تهديدات نتنياهو لا يكون ببيان. ولا بتصريح أو بخطاب.. ولا بالاختباء وراء الأصبع..

وأول القول: ونتنياهو ليس فردا، بل هو مشروع له مستندات، وعنده بين ظهرانينا، مع الأسف، أدوات.

وأنا حين أكتب إليكَ -سيادة الرئيس- لا أتطفل عليك، ولو وجدت طريقة لجعل رسالتي خاصة لسلكت بها ذاك الطريق…

وأختصر لعل كلماتي تجد سبيلا وموقعا

وهذه المؤامرة التي تحيط بالشام وبأهله كبيرة، وهي أكبر مما يتصور المترفون، ومدبجو البيانات، وأعيذكم بالله أن تكونوا منهم..

ونحن أولا بحاجة ماسة إلى توسيع قواعد الدولة بفريق عملي من الحمالين العاملين المنجزين لا بفرق من المحمولين. احذروا فيما أنتم فيه من فريق "صورني" وفريق "كلمني".

ومن يكلمك في هذا المقام، مواطن عمره في الشأن العام ستة عقود. وكان الناس كثيرا ما يجنحون إلى حمل الكَلّ في الفريق الحامل. فيكون بعضَ العبء الإضافي، كما نجد في فريقك اليوم، الذي يحتاج إلى من يحمله أو يوكّئه. لا تعدوا للعاملين "متكآت" كما فعلت زوجة العزيز لنساء مصر. انتهى

ولنتذكر قوله تعالى (وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ..) ونراهم حولكم الأكثر… وكل ذلك محسوب على وطننا ومستقبله وليس فقط عليكم.. أيها المبجل..

ثم

إن مواجهة سياسة نتنياهو وفريقه، المسلح بالحقد كما بالنار والحديد لا تكون بنوع من اللاأبالية التي نراها..

فلا تعزلوا السوريين الأحرار الأبرار، عن قضيتهم، ولا عن المشاركة في حماية أجيالهم ومصير بلدهم. ولا نريد وطنا يكون مدجنة أو مزرعة للأرانب، يجرب فيه كل خسيس السارين والكلور والبراميل…

ولتكن المبادرة الأولى- بعد الذي كان- هي نحو "عسكرة المجتمع الوطني" مكّنوا ربّ الأسرة البريء، من الدفاع عن نفسه، ليحمي عرض طفلته، وعنق طفله من الذبح.. فيكفينا ما وقع على أعراضنا وعلى أعناق أطفالنا، ويكفينا ندب ونواح… وبلادنا إن لم نعش فيها سادة أحرارا مثل جميع شعوب الأرض في ديارها، فلن يعيش فيها أحد…!!

اقطعوا على السادرين في مسلسلات أحلام اليقظة أحلامهم. قولوها صريحة لكل سوري حر : إن لم تكن قادرا على حماية نفسك فلن يحميك أحد. والعالم كما رأيتَ غابة، فلا تكن فيها الأرنب.

قولوها له صريحة واضحة غير مسلفنة ولا ملفوفة:

 والذئاب والضباع كما الأفاعي والعقارب؛ يكتنفونك- أيها السوري الحر- من فوقك ومن تحتك، وهذا قدرك في مسلسل حرب الفرنجة وحرب المغول…

السيد الرئيس…

الحياة الوطنية في بلادنا مهددة من كل صوب ووجهة، وقد طمع بنا من لا يدفع عن نفسه؛ وأنتم تجمعون السلاح من أيدي الأخيار، ولا تقدرون عليه بأيدي الأشرار والفجار!! فأي معادلة هده، فهلّا بأعداء الدولة المتربصين بدأتم…!!

لا تعزلوا أصحاب الحقوق التاريخية، عن نصرة قضيتهم. ومكنوهم من تحمل مسؤوليات مصيرهم، أنيروا لهم الطريق، لا تخوّفوهم، ولا تخونوهم، ولا تتوعدوهم، ولا تسدوا في وجوههم المسالك، ولا تتعللوا عليهم بعلل "زرق العيون عليها أوجه سود"

مدوا أيديكم إلى جميع السوريين مبادرة منكم فهذا أبسط ما ينتظر وما يُراد…

ولا تسرفوا في بذل وعود التطمين المبني على الغرور…

وهذا نتنياهو يقصف قلب القلب من عاصمتنا ستون سنة نقول عاصمتنا، ولم نقر بها يوما لبيت الأسد. ولم نتوقف يوما عن إدانة القصف الأثيم، وظللنا نقول وسنظل نقول قصف له استحقاق، وحقيق بأهل الحق أن يعوه.

سيادة الرئيس حسنا… نقول لكم: أنتم انتصرتم.. ولكن إذا تمكن أي عدو -لا سمح الله- منكم، فسيتمكن منا معكم، وستكون -لا سمح الله مرة أخرى- قاصمة الدهر لا الظهر فقط، لكل الأحرار السوريين، ولعلكم فيها تتفكرون.

رسالة نتنياهو الحقيقة حين يقصف جوار القصر الجمهوري هي : أن لا أحد في وطننا آمن، وأن دمشق وحمص وحلب مثل غزة في حقه في الانتهاك..

سيادة الرئيس..

مكنوا السوريين الشرفاء من حماية أنفسهم و أهليهم ومشروعهم الوطني…

وتحميل الحكومة وفريقها، كلَّ شيء، بما فيه الأمن العام والخاص، انفراد بحمل ثقيل. ومن ثقل عليه الحمل، ناء، ومن ناء فرّط وأضاع... وهذا الذي نخاف ومنه نحذر ونحذّر..

والرد على نتنياهو وأدواته والمشتغلين معه يبدأ من هنا…

فلا تجعلوا الشام مدجنة، ولا حقلا لتربية قاضمات العشب..

ناولوا كل مواطن سلاحه، ودربوه، وتعهدوه وقولوا له ادفع عن نفسك وعرضك ما استطعت…

اجعلوها خطة عاجلة وانطلقوا على اسم الله..

إن الأوقات التي تبذل في سياسات الاسترضاء العقيمة، لا تبشر بخير.. وهذه قيادة ثورة وليست إدارة مبرة…

ثم أيها الرئيس المبجل تذكر:

أخاك أخاك إنّ من لا أخـا له

كساع إلى الهيجا بغير سلاح

نحن السوريين الأحرار أقصد، لا نسعى إلى الهيجا أعلمُ هذا.. ولكن الهيجا تسعى إلينا تحت مائة راية وعنوان.

ألا هل بلغت اللهم فاشهد… اللهم فاشهد.. اللهم فاشهد

أيها السوريون الأحرار الأبرار المهددون بالقتل من فرق الذئاب والضباع وزحف الأفاعي والعقارب اشهدوا… أيضا.. ولا تركنوا!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1125