تعليقا على الفتوى المسيسة التي أصدرتها لجنة الفتوى، وعلى ما تابعته في مقررات المؤتمر الصحفي لما سُمي "لجنة السلم الأهلي"، أقرر..

أن الحلقة الأضعف في سورية ما زالت هي عينها الحلقةَ الأضعف..

وقد يتكرس الاستضعاف، بمعنى تكرس الظلم، وإن اختلفت المعاذير… والمسوغات..

فتوى لجنة الفتوى الصحيحة، والتي تحفظ شيئا وتغيب عنها أشياء تحتاج منا إلى مقال مستقل، مع الاحترام لأصحاب الفضيلة الأجلاء..

ثم

ما تابعته اليوم في إفادات المتحدثين باسم لجنة السلم الأهلي وباسم وزارة الداخلية، جعلني أشفق عليهما، وأرثي لحالهما، وأدعو لهما.. ولكن هذا لا يمنع أننا نناقش سياسات…

في عهد الأسدين كان يجب أن نذبح لكي يشفي الطائفيون غليلهم..

والآن يجب أن تهدر حقوقنا ونعدم، لئلا يقال عن الحاملين للواء الثورة إنهم طائفيون…

أتذكر حديث الرجل الذي يقال له يوم القيامة: إنما قاتلت لكي يقال شجاع ، وقد قيل…

سيدة رأي قامت في المؤتمر الصحفي، تطالب بتعويض الذين أصيبوا في زوبعة الساحل بأكثر من المعزى التي كان يعوضهم بها بشار الأسد.. سيدهم.

كرم حاتمي من كيس خرو..

ولكن أبناء الشهداء الذين قتلوا منذ خمسة وأربعين عاما لم يعترف بهم أحد بعدُ.. الاعتراف بهم بغيظ نتنياهو وجريره..

وسورية لم يكن فيها شهداء؛ لا في حماة ولا في جسر الشغور ولا في حلب، ولا في تدمر…ولا.. ولا..

والسارين والكلور والبراميل الطائفية المشحونة بالحقد أكثر من غيره؛ كانت رسائل سلم وود اجتماعيين، ولكننا عجزنا عن ترجمتها نحن الطائفيين…

وأعيد فأقرر وبقينا نحن أبناء الحلقة الأضعف وهذا حكم الحاكمين.. يهمس في أذني أحدهم العزة للسيف، والعزة لمن غلب، وقديما كان الناس "من عز بز" والعفو عن المجرمين يجلب تمكينا، والعفو عن غيرهم يجلب خذلانا وتخويفا…

كل الحلقات يتاجر بها ويرعى شؤونها الصهيوني والأمريكي والأوربي والروسي والصيني.. وكل رسائلهم تتوج باحذروا ثم احذروا ..أتذكر نكتة همام الحوت على مسرح حلب:

لماذا خلق الله للاعب نادي الاتحاد عينين.؟؟

والجواب الجاهز، لكي يستمتع ابن نادي جبلة بقلع إحداهما.. وكأنه لم يتغير شيء..

كل الحلقات عليها أوصياء

والحلقة الأضعف كذلك اقلع عينه أو اقطع عنقه، وأنت المتمكن الأمكن!!

كلمة سمعتها من جاك شيراك الفرنسي في ثمانينات القرن الماضي..

لا تهتموا كثيرا لصحفي يخطفه حافظ الأسد هنا..وطائرة يفجرها هناك.. انظروا إلى ما تفعله يداه في قمع الأصولية في الشرق الأوسط!!

هذا الغرين كارت الدولي كما يقولون… هذه الطبقة أو هذه الحلقة هي التي ينال طالب الرضا بسحقها الرضا.. اسحقوهم وذروا عظامهم..

بيت من الشعر معبر جدا للفرزدق وإن كان في غير هذا السياق..

ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا.. مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا..

وما زلنا في المربع الذي يتنمر علينا فيه المتنمرون.. وما زلنا في المقام الذي ندعو فيه:

اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس، اللهم أنت رب المستضعفين، وأنت ربنا.. إلى من تكلنا يارب.. إلى بعيد يتجهمنا أو إلى عدو ملكته أمرنا… اللهم إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي ولكن عافيتك أوسع لنا…

وحين نراهم لا يواسون إلا من كان له سند، أو بيده سلاح.. ننشد

إن الألى وقد بغوا علينا

إن حاولوا فتنة أبينــــــــــــا

أبينـــــا.. أبينـــــا.. أبينــــــا

هكذا كان يردد سيدنا رسول الله..

اللهم تقبل شهداءنا، وكل شهداء الثورة السورية شهداؤنا.. لا خيار عندنا ولا فقوس.. اللهم ارفعهم مكانا عليا. اللهم وتقبل منا واقبلنا وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة…

أحدهم سألني أي تهديد يهدد الثورة السورية أكبر: أجبته طبقة المنتفعين. مثل العفن الأخضر على وجه الخبز اللين…

وأستمتع بمراوغات المراوغين...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1127