نداء من مواطنة سورية: من أجل كرامة الإنسان ومنع الانزلاق
لقد مرّ على سوريا الكثير، وتحمّل الناس من الآلام والمعاناة ما لا يُطاق. واليوم، وبعد سنوات من الحرب والانقسام، نقف أمام منعطف خطير: عودة الفلتان الأمني، وانتشار السرقات، وتنامي الجريمة تحت ضغط الحاجة والفقر، وانسداد الأفق أمام الشباب.
كل هذا، لا يجب أن يُواجه بالصمت.
إنني، كمواطنة سورية، أعبّر عن قلقي العميق من تكرار سيناريوهات مؤلمة عرفتها دول أخرى بعد "التحرير"، كما حدث في العراق وليبيا، حين فُقد الأمن، وانهارت البنية المجتمعية، وتحوّل الفقر إلى غضب، والغضب إلى جريمة.
من هنا، أوجّه ندائي إلى الجهات المسؤولة، لا سيما الحكومة السورية:
أن تتخذ إجراءات جدية وعاجلة لضبط الأمن في المناطق السكنية، عبر تفعيل الدوريات الليلية ومراقبة المناطق المعرضة للخرق.
أن تُعيد الثقة بين الدولة والمواطن، لا بالعقاب بل بالتوعية والإرشاد.
أن تُطلق حملات حقيقية لزرع الأمل في النفوس المنهكة، عبر إشراك الشباب في المبادرات، وتحريك عجلة الاقتصاد، وتوفير فرص العمل.
أن تتعامل مع الأمن لا كملف عسكري فقط، بل كحق إنساني مرتبط بكرامة العيش والعدالة الاجتماعية.
المجتمع اليوم متعب، لكن لم يفقد إيمانه بسوريا ولا بحكومته الجديدة. كل ما نطلبه هو أن تُحترم حاجات الناس الأساسية، وأن لا تُترك الفجوة بين الفقر والجريمة مفتوحة حتى يبتلعنا اليأس أو الانهيار.
نريد سوريا جديدة... لا مجرد خريطة محررة، بل وطناً يُعاش فيه بكرامة وأمان.
وسوم: العدد 1130