الإبادة كرياضة إسرائيلية: تحية لألبانيز وصلاح!

تفاعلت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، أمس الأحد، مع منشور للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) وصف فيه سليمان العبيد، اللاعب السابق في منتخب فلسطين لكرة القدم، بـ»بيليه فلسطين» مضيفا أنه كان «موهبة أعادت الأمل لأطفال لا حصر لهم، حتى في أحلك الأوقات». في دعوتها التي وجهتها لـ(يويفا) طالبت ألبانيز مسؤوليه بـ»طرد قاتلي العبيد من المسابقات»، وأرفقت ذلك بجملة مؤثرة: «لنجعل الرياضة خالية من التمييز العنصري والإبادة الجماعية».

أعاد النجم المصري في فريق ليفربول الإنكليزي، محمد صلاح، نشر تصريح (يويفا) مرفقا إيّاه بسؤال للاتحاد الأوروبي يقول: «هل يمكنكم أن تخبرونا كيف مات وأين ولماذا؟».

يحاول (يويفا) طبعا أن يجاري موجة التضامن الإنسانية الهائلة مع الفلسطينيين، كما يسعى بذكره لـ»الأطفال» و»أحلك الأوقات»، لإشارة نقد خافتة جدا لإسرائيل، ولكنّ الشجاعة خانت مسؤوليه، على ما يبدو، لذكر أن العبيد (41 عاما) تم اغتياله حين كان ضمن جموع المجوّعين اليائسين الفلسطينيين الذين يحاولون الحصول على بعض الطعام لعائلاتهم.

يستكمل كل من ألبانيز وصلاح إذن، كل على طريقته، الجملة التي تمنّع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن ذكرها (متعمدا أو خوفا من أذرع إسرائيل الطويلة في المال والسياسة والإعلام)، وهو أمر يستحقّ التحيّة طبعا، وقد أثارت تغريدة صلاح، على وجه الخصوص، ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي فشاهدها 62 مليون شخص خلال ساعات.

بدأ العبيد مسيرته في ناديه الأول «خدمات الشاطئ» في غزة، ثم في نادي «مركز شباب الأمعري» في الضفة، ثم نادي غزة الرياضي حيث حاز على لقب هداف الدوري الممتاز في القطاع لموسم 2015-2016، وكذلك في موسم 2016-2017، كما خاض 24 مباراة دولية مع المنتخب الفلسطيني.

العبيد هو آخر رياضيّ فلسطيني في طابور طويل من الشهداء منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة (662 رياضيا حتى الآن)، وحدث مصرعه يدل على أنه جزء الإبادة الجماعية المختصة إسرائيليا بتدمير البنية التحتية للرياضة الفلسطينية، حيث قوّضت إسرائيل 264 منشأة رياضية في القطاع، كليّا أو جزئيا، ومن بين هؤلاء الشهداء هناك 321 رياضيا من أعضاء الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بينهم لاعبون ومدربون وحكام وأعضاء مجالس إدارات للأندية ورياضيون في ألعاب أخرى.

أجرت صحيفة «الغارديان» البريطانية تحقيقا حللت خلاله أدلة بصرية ورصاصا وبيانات طبية وأنماط الإصابات من مستشفيين، ومقابلات مع منظمات طبية وجراحين، على مدى قرابة 50 يوما من توزيع الغذاء من خلال «مؤسسة غزة الإنسانية» (الأمريكية – الإسرائيلية)، وخلصت إلى وجود «نمط إسرائيلي مستدام لإطلاق النار على الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على الغذاء»، وأن ما يقوم به الجنود الإسرائيليون «يعد نشاطا يستهدف أجزاء معينة من الجسم»، مشيرة إلى استقبال مشفى لأربعة مراهقين فلسطينيين «جميعهم أصيبوا برصاصة في الخصيتين» في ليلة واحدة.

ما يفعله الجنود الإسرائيليون أشبه بـ»رياضة إبادة» تقوم على اختراع أشكال من الإجرام وشهوة القتل و»صيد» الفلسطينيين، يتسلّى فيها الجنود الإسرائيليون بالتصويب على أهداف متحركة جائعة يائسة، وهو ما يكلّل الإنسانية جميعها بالعار.

وسوم: العدد 1130