الفرسُ والرومانُ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

الفرسُ والرومانُ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

الإمبراطوريتان الفارسيِّةُ والرومانيِّةُ هُما قُطبا العالمِ القديمِ..والحربُ الرومانيِّةُ-الفارسيِّةُ التي أشعلتها المحّرقةُ الأكبرُ(HOLOCAUST) التي وثقها القرآن الكريم في سورة البروج بقوله تعالى:"وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ  * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ*  النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * "وهي أول مجزرة إبادة جماعية HOLOCAUST)) في التاريخ البشري..اقترفَها الحِقدُ اليَهوديُّ الصهيوني بِحقِّ نَصارى نَجران لا لذنبٍ لهم إلا أن يقولوا ربُّنا الله لقوله تعالى:"وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ  "تلك المحرقة البشعة التي لم تتوقفْ إلا بَعدَ ظُهورِ الإسلامِ..حيث جاء بثقافةِ أنّسنةِ قيم الأخوة الإنسانية وحب الجار والآخر على الإطلاق..وأقام التعايش والوئامِ بين الأممِ..وأعاد تشكيل النظامِ العالميِّ على أساسِ إجلالِ الإخوةِ الإنسانيةِ وتَقديس حياة الإنسانِ وكرامته وحريته ومصالحه..وعلى اساس من إقامة العدلِ والتعايشِ الآمنِ بينَ المجتمعاتِ..واليومَ يَذرُّ قرنُ الشيطانِ الفارسيِّ-الرومانيِّ من جديد..لإفساد ما أصلَحَهُ الإسلامُ..ومحاولة للعودة بالتاريخ البشري للوراء..وإعادتِها جَذعَة بين المجتمعاتُ تَتحارِبُ وتتطاحنُ وتُفتحُ أخاديدُ الحرائق والإبادات الجماعية من جديدٍ..يُحرّقُ الإنسانُ وتُقطّعُ الأجسادُ ويُدفنُ الناسُ أحياء بِلا رحمةٍ ولا شفقةٍ..أجل إنَّ المتأمِلَ بما يَجري على خشبة مسرح المشهدِ العالميِّ الراهنِ..يَلمحُ أنَّ تحالفاً خطيراً بين أحفادِ الإمبراطورية الرومانية وأحفاد الامبراطورية الفارسِية آخذٌ بالتشكُلِ..وأحسبُ أنَّ الأخاديد القادمة المستعرة بلهيب الثأر والأحقاد الدفينة لديهم ستفتحُ بأبشعِ مشاهد جرائمها للمسلمين..وذلك لإنهاءِ وجودهمِ السياسيِّ والثقافيِّ والاجتماعيِّ ولإعادةِ تشكيلِ النظامِ العالميِّ كما كان قبلَ الإسلامِ..ولإلغاءِ كُلِّ ما أنجزتهُ الحضارة الإسلامية..وتدمير كل ما أتُمنت عليه من إنجازات الحضارات البشرية السابقة..ولمسخ ثقافةُ الأنّسنةِ والكرامةِ والإخوةِ والعدلِ والسلامِ العالمي الذي أسسه الإسلام في حياة البشر..وللمضي في تدمير كل ما أنجزته الحضارة المعاصرة من نظم ومواثيق ومؤسسات عالمية قائمة..وذلك لِحسابِ سياسات (الفوضى الحراقة) التي سموها سخفاً واستهتاراً(الفوضى الخلاقة).وهكذا لتبدأ همجية نُظمِ الأخاديدِ والمحارقِ والدمارِ كما يرى العالم ويعاني اليوم من مستصغر شرر جرائمها..وبعد فهل من مُدكر..؟أمَّا كيف..؟فالأمرُ فيه تفصيلٌ لا يتسعُ له المَقامُ.