ممكن نيل المستحيل

ممكن نيل المستحيل

هائل سعيد الصرمي

[email protected]

مع الهمة العالية ممكن 

تحقيق المستحيل

  يقول جون هيجن:" المستحيل يكون ممكنا في كل المجالات الإنسانية وعندما نتخلى عن جميع الأفكار الخاصة بالحدود القاهرة , عندما نعرف أننا بلا حدود سنعيش العظمة التي بلا حدود للقدرة الإنسانية , وسنجدها متجسدة في كل المجلات , في الرياضة والصحة والفن والتكنولوجيا وكافة مجالات الإبداع والابتكار."

   إن موسى عليه السلام وقد تخوف في بداية الأمر عند نزول الوحي  قال حينها: عندما كلف ببلاغ فرعون وهمان : وأخاف أن يقتلون ، لكنه بعد اكتمال معرفته بربه, قال والبحر من أمامه ، والعدو من خلفه :(كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ )[الشعراء:62]، وذلك جواباً لقومه عندما قالوا له: ]إِنَّا لَمُدْرَكُونَ[ [الشعراء:61]، ومعناه إن ربي. سيهيئ لي من النصر والتمكين مالا أعلم ولا تعلمون ، فاستمروا وصبروا والله معنا , لقد أصبح المستحيل في ذهن موسى ممكنا , فأمام هذا اليقين انفلق البحر  , ولم يكن يخطر هذا  على بال أحد , فهل هناك من مخرج وهم بين الجنود والبحر سوى ( كلا إن معي ربي سيهدين).

وهو ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في الغار :(ما ظنك باثنين الله ثالثهما). عندما قال أبى بكر الصديق عن كفار قريش: والله لو نظر أحدهم إلى قدميه لرآنا.

    وكذا موقف الصحابة يوم بدر قال تعالى يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم: ]كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ـ.. يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ[ ; [الأنفال:5_6].كانوا متخوفين من الهلاك ؛ لختلال ميزان القوى بين الفريقين.

  وفي قصة طالوت عبرةٌ وعظةٌ توضح هذا المعنى، ذلك أن طالوت ما كان يعلم هو وجنوده أن عملية النصر ستتحقق لهم بمجرد أن يرمي داوودُ جالوتَ بسهم ، فيرديه قتيلاً، فلما قُتل القائد تفرق جيشه الكبير، وفروا هاربين. كانوا واثقين بالنصر من الله _ رغم قِلَّتِهم _ ولم يكونوا يعلمون من أين يأتيهم النَّصر، لكنهم كانوا موقنين بأن الله على كل شيء قدير، فبعضهم صبر إلى حد معين من البلاء، وأسقطتهُ المثبطات في الطريق، قال تعالى بعد تجاوزهم للنهر: ]...فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ[ [البقرة:249]. من هنا نخلص إلى أن النجاح يحتاج تحر من القيود المحدودة إلى الرحابة الطليقة الا محدودة ,فما بوابة النجاح وما مفاتيحها؟!. هناك مفاتيح ذٌكِرها الفقي ابراهيم : تعين طالب النجاح على نيل مبتغاه وتحقيق ما رجاه ؟ "المفتاح الأول:" الدوافع والتي تعمل كمحرك للسلوك الإنساني.  المفتاح الثاني: الطاقة التي هي وقود الحياة. المفتاح الثالث: المهارة والتي هي بستان الحكمة. المفتاح الرابع: التصور (التخيل) هو طريقك إلى النجاح.  المفتاح الخامس: الفعل (تطبيق ما تعلمته) هو الطريق إلى القوة.  المفتاح السادس: التوقع هو الطريق إلى الواقع.   المفتاح السابع: الالتزام. المفتاح الثامن: المرونة وقوة الليونة .  المفتاح التاسع: الصبر.   المفتاح العاشر: الانضباط وهو أساس التحكم في النفس"

الناجحون هم الأحرار في زمن        غدا النجاح عزيزا  والردى أسدا

فهب لنا من فيوض العز أجز له        وارفع بهمتنا من خار أو قعـدا

علينا أن نثق بما نؤمله وإن كان

بعيد المنال, فالله يقرب البعيد

ثق أنَّ نيل المكرماتِ قريبُ    

   وفم العصور بما أقول خطيبُ

لا يَغرس الأشواك قلب مؤمل

    أبداً ولا يجني السمو كئيـب

والعجز لا يغتال قلباً واثقــــاً    

       بالله  أو يثني قواه مـــــــــــــــريبُ

فإذا تغيرت النفوس وصممتْ  

    نحو الصعود تحقق المطلوبُ

فملأ نفوس العالمين  تفاؤلاً  

     ما للمعالي لو وثبت هــــروبُ

وأرنو إلى الهدف البعيد وإن علا

    نيـــل البعيد لدى المجد قريبُ

تتعزز الثقة بالله لدى المؤمن فيطمح  

أبعد من حدود القدرة المتاحة له فلا يكون مسرفا حينها مهما عظم طموحه وبعد هدفه  مادام معتمدا على ربه لا على قدراته وما بين يديه من أسباب ومن هنا تتذلل له الصعاب فيدنو له البعيد ويلين الحديد  قال الشاعر مجسدا هذه الحقيقة

بعد التعديل 

وثقتُ بمن أحبٌّ فلي حبيبُ

   إذا عظم الرجاءُ به  يجيبُ

ولو خاب الرجاء بكل خل      

فعن باب المهيمن من يخيبُ

وإن رام الفؤاد  منالَ مجدٍ  

بعيدٍ نيله ُ   فهـــــــــــو القريب

ولو جردتُ نفسي من قواها

لحول الله  دانَ  لي العصيب

وكنت إذا عزمت لكل غالٍ

  تعثر دونه الفطن النجيبُ

أحقق بالتذلل منه قصدي    

ولا يرقى لأيســـــره اللبيب

لأن الكون بين يدي كريم      

فلا حزنٌ  عليَّ  ولا كروب

إذا ناديته لبى نـــــدائي

وأشرقت الحنايا والدرب"   

فحمدا ليس يدركه انتهاء  

لمن تحيا برحمته القلوب