دين عظيم... ينتج العظماء!

أحلام النصر

أمتنا عظيمة جدّاً ! ، ولها فضل كبير من الله عز وجل ؛ بحيث تؤثر فيها كلمة الحق ولو كانت مفردة ، ولا يضيع عمل أي مصلح فيها ولو كان فرداً ! .. لذلك علينا ألا نيأس منها ولا نقطع الرجاء من صحوتها ! .. والأمثلة على هذا كثيرة ! ..

- موقف البطولة من الملا عمر مجاهد ، الذي لم يقبل أن يغدر بشخص مجاهد من أجل أعداء الإسلام ! ، ولم يهتم بتهديد أو وعيد ، كما لم يستسلم للمغريات !! ..

كان في هذا وكأنه يقول لأمريكا : إنني لا أُشترى ! ؛ فلستُ سلعة ! ، وإن أشباه الرجال من الحكام الخونة : لا يشبهونني ! ؛ فأنا رجل ! .. رجل يطمع بما عند الله ، ويزدري ما عند الظالمين الفقراء ! ..

- بطولة الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله ، لما تحدى أساطين الكفر والظلم مجتمعة ، وأذكى في الأمة روح الجهاد ، وأجلى عنها رماد الذل والخضوع ! .. لم يبالِ بما تعرض له من حملات التشويه الظالمة ، والاتهامات الباطلة بالخيانة ! ، وهو الملياردير الذي تخلى عن ثروته الباهظة ... في حين لا يستعد أي طاعن فيه أن يتخلى عن سيجارته من أجل الدين !! .. لم يقم وزناً لأمريكا وغيرها ؛ فعظمة الله تعالى كانت تجعله يقدّس مولاه لا غير ! .

كان في بطولته وكأنه يقول للعالم : إنك تستحق شفقتي ! ؛ لأنك لم تدرك هذه المعاني التي تجعل من الإنسان خليفة صالحاً ، ونوراً يهدي الحيارى ، وبطولة تحمي الضعفاء وتردع الظالمين ! .. والتي إن فقدها : كان مثلك تماماً أيها العالم الظالم ؛ وحشاً شرساً مجرماً ، يهوي إلى درَك لا ترضاه الهوام لنفسها ! ..

- الهمة العالية التي امتلكها الشيخ عبد الرحمن السميط رحمه الله ، والتي جعلته يمارس الدعوة في أفريقيا منذ كان في السابعة عشرة من عمره ، محتملاً قيظها وصعوبة ظروفها ووعورة مسالكها ، ومؤامرات أرباب الصليب الذين حاولوا اغتياله مراراً وتكراراً !!! ، حتى مات رحمه الله وقد أسلم على يديه ملايين البشر ! ..

كان في دعوته هذه وكأنه يقول ووجهه يشع ببشاشة الحبور وبريق الإيمان : لله أنتم أيها المستضعفون ! .. عدا عليكم الصليب السفاح فسرق خيراتكم وامتص ثرواتكم ، وأسلمكم إلى الفقر والجوع والمرض والعناء ، ثم جاء أخوه : الصليب المنصِّر ! ؛ فخلع ثياب الذئاب وارتدى مسوح الرهبان ! ، وأخفى ملامح الغدر ومسح بقايا الدماء عن شدقيه لتكتسي وجهه الخبيث شفقة كاذبة وابتسامة صفراء خادعة ! ، مد إليكم الطعام بيد ، والصليب بالأخرى ! ، وجعل الأول ثمناً للثاني !! .. أراد أن يمسخ روحكم بعد أن تسبب في هزال أجسادكم ! .. فكيف يطيب لي بعد هذا كله أن أتقلب في أعطاف العيش الرغيد في بلدي وأترككم دون أن أنقذ أرواحكم وأبدانكم ودنياكم وآخرتكم ؟! .. إليكم نور الإسلام ! .. إليكموه لتعرفوا أيَّ مكانة عظمى يمنحها الإسلام لكل إنسان ! ، مهما كان جنسه ، مهما كان لونه وعرقه ! ، لا فرق لا فرق ! .. إليكموه فهو حقكم علي ! ، ولن أشعر بأي عناء إن أديتُ واجبي ؛ فالإسلام يُضفي على الوجود معانيَ سامية لا يدركها هواة القشور !! ..

نعم يا إخوتي .. أمتنا حافلة بأبطال كهؤلاء : الواحد منهم بألف رجل ! ، فلا يستصغرنّ أحد نفسه أو يظن بها العجز عن بلوغ العلا ! ، عليك فقط أن تجعل الإسلام يتغلغل فيك ، وستتفاجأ بعدها بما تملكه من قدرات وإمكانيات ! ، ولا تنسَ أن الله تعالى يعين ويبارك ويوفّق ويثيب .

وتذكروا :

الحقُّ ليسَ يموتُ يوماً ليسَ يخلدُ للسُّباتْ

((هذي المبادئُ سوفَ تصنعُ غيرَنا أبدَ الحياةْ))

فاللهُ جلَّ اللهُ يحميها دواماً مِنْ طغاةْ

وَيسخِّرُ الأحرارَ للإسلامِ كي يحيا المَواتْ

لا تحزني يا أرضَنا .. ((هذي السَّبيلُ هيَ النَّجاةْ !))

(الأبيات من تأليفي) .