مرسي أرجو أن تكون بخير

هنادي نصر الله

[email protected]

أشتاقُ لمعرفةِ أيِ شيءٍ عنك يا مرسي، فكيفَ لنفسي أن تعرفْ، ومن يُلبي فضولي ويُسعفني؟ مرسي كيفَ أحوالك هل أنتَ بخير؟

هل منحكَ  معتقلوك حقكَ في أداء شعائرك الدينية على الوجه الذي يُريحكَ ويُرضيكْ؟ هل يضمنون لك أن تُصلي لربك الأعلى، أم فرعون مصر الحديثْ يُهددُ بصلبك بعد قتلك؟

هل بإمكاني أن أحصل على إجابة.. تبًا لكل وسائل الإعلام؛ فعلى سُرعتها في اقتحام الغرف المغلقة، وتسريب المعلومات، لا معلومات تلوح في الأفق عنك، الكل يتحدث عن تكهنات، عن تساؤلات..

هل أحسن خاطفوك معاملتك؟ أين وضعوك، في غرفةِ خمس نجوم تُعرف مجازًا" بسجن" أم في مكانٍ لا يليقُ بالآدميين، وغباءً وظلمًا يُطلق عليه " سجن"...

مرسي.. كم أشتاق لمعرفةِ أي شيءٍ عنك، فمن يحمل لي الجواب؟، يا ليتني أُجيد التعامل بأسلوب " حمام الزاجل" لكتبتْ لك رسالةً أبثُ فيها أشواقي.. وأقولُ في سطرها الأول..

السلامُ على مرسي يوم وُلدتَ ويوم أصبحت رئيسًا ويوم تعود على رأس الشرعية من جديد..

السلامُ عليك من ابنة غزة، التي لا تهاب في الحقِ لومة لائم..

السلامُ عليك وأنا أعشقُ نصرتكَ رغم التهديد بخنقِ القطاع وأهله؛ الذين يرفضون أن يُذبح المستضعفون والمظلومون في كل مكان؛ فكيفَ يرضون بأن يُذبح أقربُ الناس إليهم " أبناء مصر العروبة"..

السلامُ عليك مرسي، طيب القلبِ، حرًا، أبيًا، السلامُ عليك وأنتَ تزيدنا عزيمةً على المضي قُدمًا في بحر التضحيات؛ عبر سفينة الكرامة، التي ستصلنا إلى بر السيادة، رغم حماقة الأعداء..

السلامُ عليك وأنتَ حيٌ فينا، وقفتَ إلى جانبنا يوم أن مرغتَ أنفَ المحتل الإسرائيلي والعدو الأمريكي بتهدئةٍ انتصرتْ فيه المقاومةُ على كل أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها أعتى احتلالٍ في العالم..

السلامُ عليك وقد سطرتْ اسمك " حجارة السجيل" بأحرفٍ من النور، وقد شهدتَ على وفائكِ البشرية الجمعاء، يوم أن أثبتَ بالأفعال لا بالكلمات بأن الدماء لا ولن تُصبح ماء..

أعاهدكَ مرسي، أن لا أنسى صنيعك الحسن مع " غزة" وفلسطين بشكلٍ عام؛ عهدي هذا ليس باسمي وحدي، بل هو باسم كل فتاةٍ من غزة، ترفضُ الظلم والخنوع،عهدًا ستبقى في قلوبنا رغم أننا لا نعرف عنك شيئًا... مرسي أرجو أن تكون بخير...